أقلام وأراء

الأربعاء 27 سبتمبر 2023 9:19 صباحًا - بتوقيت القدس

نصيحة " الاستاذ " التي اهملتها القيادة الفلسطينية في الاتفاضة الاولى 1988

ظننت  ان الكتابة عن " الاستاذ " و " والجورنالجي " محمد حسنين هيكل ، في الذكرى المئوية لمولده ، عن تجربة حياته في ميادين الصحافة والسياسة ، وعن دوره في الحياة العربية المعاصرة ، وعن دوره الهام الى جانب جمال عبد الناصر ، ستكون سهلة وسلسة ، لكنني سرعان ما اكتشفت وانا المتابع والقارئ لكل مقالاته الشهيرة التي حملت عنوان " بصراحة " طوال سنوات النصف الثاني من القرن العشرين سواء من خلال صحيفة الاهرام او من خلال صحف عربية واجنبية وقد بلغت أكثر من الف مقال ، ثم القارئ لكل كتبه صفحة بعد صفحة وهي بالعشرات ، ثم المتابع والمستمع والمشاهد لمعظم حواراته الاذاعية والتلفزيونية في السنوات الخمس عشرة الاولى من القرن الواحد والعشرين ، ثم المتابع والقارئ لمعظم ما كتب وقيل عنه في كتب ومقالات ، اكتشفت وانا المتابع لكل هذا التراث الفكري الهائل ان الكتابة عنه مسألة شائكة بل تكاد تكون صعبة .


و لعلي اضيف ان ألأهم بعد ذلك ، هو انني اكتشفت وربما اكتشف غيري ان " الجورنالجي " كما كان يحب ان يسمي نفسه - كان صحفيا وكاتبا ومفكرا عربيا كبيرا بكل المقاييس ، رجلا اجتمعت فيه صفات متعددة ، فقد كنا امام صحفي هو الاهم والابرز على الاطلاق مصريا وعربيا وربما عالميا في القرن العشرين تعلم مهنة الصحافة من مدرسة الحياة وارتقى بها ، ومكنته مهنته كصحفي الى ان يجعل من صحيفة الاهرام واحدة ، من اهم عشر صحف في العالم في ستينيات القرن العشرين ، ونحن امام كاتب سياسي بامتياز هو الاهم على الاطلاق مصريا وعربيا ، وربما نكون امام اديب عربي كبير طوع اللغة العربية وجعلها سلسة وسهلة ، ونحن امام مثقف عربي كبير ثقف نفسه بنفسه لم يدخل جامعة بمعنى انه لم يحصل على شهادة جامعية عليا ، وان كان قد درس في دورات علمية في الجامعة الاميركية في القاهرة ، اتقن واثرى لغته الام اللغة العربية وادخل عليها مصطلحات وتعبيرات جديدة ، وتعلم واتقن اكثر من لغة اجنبية ، ونحن امام عقل امتلك موسوعة كبيرة من المعلومات ومن المعرفة في كل مجالات الحياة من التاريخ والجغرافيا ، الى السياسة بشتى موضوعاتها واشخاصها ، الى الادب والشعر الى الثقافة والفن بمختلف انماطه ، ونحن ايضا امام رجل سعى الى جمع وحفظ عشرات الالاف من الوثائق المصرية والعربية والاجنبية تتعلق بقضايا مصر والامة العربية والصراع العربي الاسرائيلي وجعل منها مخزونا كبيرا وهائلا من الوثائق ستكون في خدمة الدارسين والباحثين العرب والاجانب في مستقبل الايام ، ونحن امام رجل هام كان في حوار متصل مع جمال عبد الناصر منذ صباح 23 يوليو تموز 1952 وحتى يوم 28 ايلول 1970 وربما وصل ذلك الحوار في احيان كثيرة ليكون شريكا في صنع القرار المصري في ذلك الزمان ، ونحن امام رجل استطاع ان يصبح كتفا بكتف مع كبار الساسة والعلماء والكتاب والصحفيين والادباء وغيرهم في مختلف انحاء العالم .

من هنا ،وبكل ما سبق ان قلته ، فان الكتابة عن " الاستاذ " تكاد تكون مهمة صعبة خصوصا وانها تاتي ضمن مقال ، وسألت نفسي : ماذا اكتب اذن عن الراحل الكبير ؟ هل اكتب عن محمد حسنين هيكل الصحفي ، ام عن الكاتب ، ام عن السياسي ، ام عن الاديب ، ام عن المفكر الاستراتيجي ، ام عن دوره مع جمال عبد الناصر . أم عن ماذا ؟
وخطر لي ان اكتب عن موقفه من الصراع العربي الاسرائيلي وتطوراته وحروبه منذ عهد الملكية مرورا بعهدي جمال عبد الناصر وانور السادات وانتهاء بعهد حسني مبارك بما في ذلك زيارة السادات لاسرائيل واتفاقيات كامب ديفيد والمفاوضات العربية الاسرائيلية واتفاقية اوسلو وما بعدها .


اجل ، ان مواقفه من قضية فلسطين ومتابعته لقضية الصراع العربي الاسرائيلي ، تستحق ان تروى في ذكراه المئوية ، خصوصا وانه كان الصحفي المصري الابرز الذي ارتبط اسمه باحداث فلسطين سنة 1948 ، ففي ربيع عام 1948 قبيل الحرب العربية الاسرائيلية الاولى سنة 1948 جاء كصحفي الى فلسطين وتنقل ما بين عمان والقدس وغزة وبيت لحم والخليل ، وقابل الملك عبد الله وقادة جيشه في عمان ، وتوجه هيكل من القدس إلى بيت لحم ومنها إلى الخليل والتقى مع القائد المصري البكباشي احمد عبد العزيز قائد قوات المتطوعين المصريين في مقره عند تخوم القدس الجنوبية قرب بيت لحم ، وطاف مع هذه القوات - وكانت شبه نظامية دخلت الى فلسطين قبل دخول الجيش المصري اليها - ، وزار بعد ذلك مواقع الجيش المصري المرابط في جنوب فلسطين في المجدل وعراق المنشية وعراق سويدان وغزة والفالوجة وكان وقتها يكتب من فلسطين سلسلة مقالاته المشهورة في مجلة اخر ساعة المصرية تحت عنوان " النار فوق الاراضي المقدسة "
وعلى ارض فلسطين التقى هيكل ولاول مرة مع الصاغ جمال عبد الناصر وروى عن ظروف هذا اللقاء حيث قال : في احد ايام شهر حزيران/ يونية 1948 كنت متوجها من القدس إلى المجدل بسيارة جيب تابعة لقوات أحمد عبد العزيز وتوقفت السيارة قرب (عراق سويدان) بسبب معركة كانت دائرة هناك ، فنزلت من السيارة وسرت مشياً نحو (عراق المنشية) وعرفت أن الكتيبة السادسة التابعة للقوات المصرية انتصرت بفضل قائدها الذي تمكن من صد هجوم يهودي مباشر كان يستهدف السيطرة على (عراق المنشية) و(عراق سويدان) وعلمت من الضباط والجنود الذين كانوا فى غاية السعادة إن الذي قاد العملية هو الصاغ جمـــال عبــــد النــاصـــر أركــان حرب الكتيبة السادسة..


وذهب هيكل ليرى هذا القائد، فوجد أمامه شاباً طويل القامة، افترش بطانية، وآثار التعب بادية على وجهه، وكان يستعد للنوم.. واستمرت جلستهما ثلث ساعة ولم يخرج هيكل بنتيجة تفيده كصحفي، لأن (الصاغ) رفض أن يتحدث، ليس لأنه كان مرهقاً ولم ينم منذ خمسة أيام، ولكن لأنه كان غاضباً مما تنشره الصحافة المصرية وطريقة معالجتها لحرب فلسطين.. كان عبدالناصر ناقداً للصحافة بصورة شديدة. من زاوية تناولها لأخبار وتطورات الحرب، كان الصحفيون من وجهة نظره يبالغون ويكتبون كلاماً غير مضبوط، سأل هيكل عبدالناصر: هل قرأت ما أكتبه عن الحرب؟! ، كان هيكل يقصد سلسلة مقالاته عن فلسطين بعنوان النار فوق الارض المقدسة قال له عبد الناصر : لا. ثم أكمل: أنا لا أقصدك أنت، كلامي بصفة عامة، ونحن نعرف الأمور من الجرائد، وما ينشر فيها لا يصلح ولا يصح. ولم يكن اللقاء سعيدا أبداً على حد وصف هيكل نفسه .


وبعد ثورة يوليو 1952 ظل هيكل متابعا لقضية الصراع العربي الاسرائيلي اولا بصفته الصحفية وثانيا لقربه من صاحب القرار في مصر وهو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومن خلال قراءته لجذور هذا الصراع الذي بدأ مع صدور وعد بلفور سنة 1917 صاغ هيكل مفهوم عبد الناصر وتصوره لوعد بلفور وصك العبارة الشهيرة حول هذا الوعد " لقد أعطى من لا يملك،وعداً لمن لا يستحق، ثم استطاع الاثنان "من لا يملك" و"من لا يستحق" بالقوة وبالخديعة، أن يسلبا صاحب الحق الشرعي حقه، فيما يملكه وفيما يستحقه. تلك هي الصورة الحقيقية لوعد بلفور، الذي قطعته بريطانيا على نفسها، وأعطت فيه -من أرض لا تملكها، وإنما يملكها الشعب العربي الفلسطيني- عهداً بإقامة وطن يهودي في فلسطين " ، وقد وردت هذه العبارة ضمن الرسالة التي صاغها هيكل و بعث بها جمال عبد الناصر الى الرئيس الراحل جون كندي في اب سنة 1961 . ومن يومها اصبحت هذه العبارة تتردد في المحافل العربية كلما وردت الاشارة الى وعد بلفور
وواصل هيكل متابعته ورصده للحروب الاسرائيلية العربية فيما بعد منذ حرب السويس 1956 مرورا بحرب يونيو 1967 واتصالا بحرب الاستنزاف 1969-1970 وانتهاءا بحرب اكتوبر 1973 والتي كان شاهدا على بعضها بل وكتب التوجيه الاستراتيجي لتلك الحرب بناء على طلب الرئيس انور السادات واصدر ثلاث مجلدات من الكتب المدعمة بالوثائق عن تلك الحروب تحت عنوان " حرب الثلاثين عاما " .


ولعل ابرز ادواره في القضية الفلسطينة بعد نكسة يونيو حزيران 1967 موقفه من المقاومة الفلسطينية وبالذات مع قيادة حركة فتح التاريخية ، فقد كان هو الذي دشن اول لقاء بين جمال عبد الناصر وبين اول فدائي فلسطيني بعد اسابيع من نكسة يونيو 1967 هو الرائد خالد عبد المجيد " الاسم الحركي او الرائد فايزمحمود حمدان ابن جبل المكبر في القدس الذي التقاه في القاهره واخذه بسيارته لمقابلة الزعيم الراحل في منزله ، وكتب عن الشهيد خالد عبد المجيد في مقاله بصراحة بعنوان " عن الامل والموت " المنشور في صحيفة الاهرام بتاريخ 16 اب 1968 ، وهو مقال يستحق القراءة ، وتم ذلك اللقاء قبل ان يصطحب هيكل بنفسه مرة اخرى قادة فتح في ذلك الوقت وهم ياسر عرفات وفاروق القدومي وصلاح خلف وخالد الحسن وهايل عبد الحميد للقاء جمال عبد الناصر وفي هذا الصدد قال هيكل : كان من حظى أنني قدمت الثورة الفلسطينية إلى الثورة المصرية، وصحبت ياسر عرفات وبعض رفاقه من قيادة فتح في سيارتي إلى بيت جمال عبد الناصر لأول مرة يراهم فيها ويرونه، وكان هذا اللقاء نقطة تحول بعيدة المدى في قوة المقاومة الفلسطينية وفي قيمة عملها وفي الحيز الذي احتلته من الساحة العربية. لقد حضرت كل اجتماع بغير استثناء، وشاركت في كل حديث على تنوع ما طرح للبحث من موضوعات.. واستأذنت الرئيس عبد الناصر في ان يصطحب معه ياسر عرفات بشكل سري الى موسكو في تموز 1968 لمقابلة القادة السوفيات حيث تم اقامة تعاون كبير فيما بعد بين منظمة التحرير الفلسطينية وبين الاتحاد السوفياتي .
وبقي هيكل متابعا لحركة المقاومة الفلسطينية وناصحا لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية خلال مسيرتها المتواصلة فيما بعد ، وفي عام 1988 طلب منه قادة منظمة التحرير الفلسطينية المشورة حين كان الضغط على المنظمة للقبول بالاعتراف باسرائيل وللقبول بقرار مجلس الامن الدولي رقم 242 ، وبالفعل تقدم بابداء الرأي والمشورة خلال اجتماع في تونس ضم قادة من منظمة التحرير منهم ياسر عرفات وجورج حبش و ابو اياد ونايف حواتمة وفاروق القدومي واخرين حيث قال مانصه : اذا كانت منظمة التحرير الفلسطينية مطلوبا منها ان تتعامل مباشرة وعلانية مع اسرائيل على اساس الاعتراف بها فان الاساس الذي يمكن اعتماده هو قرار التقسيم الصادرعن الجمعية العامة للامم المتحدة ، واضاف ان منظمة التحريرالفلسطينية تستطيع الان ان تقدم الى الامم المتحدة والى الولايات المتحدة اعترافها بقرار التقسيم قرار رقم 181 الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة لسنة 1947 وهو القرار الخاص بانشاء دولتين عربية ويهودية ، ثم تستطيع المنظمة اعلان قيام دولة فلسطينية مستقلة في المنفى تطالب وتفاوض لتحقيق سيادة الشعب الفلسطيني في وطنه فهذا القرار يعالج الفلسطينية برمتها اما المطالبة بالاعتراف بالقرار 242 الذي يتعلق فقط بالاراضي التي جرى احتلالها عام 1967 فهو امر غير مطلوب ، واكد بان الاعتراف المطلوب من المنظمة باسرائيل الان يستحسن ان يجري تحت مظلة قرار التقسيم قبل أي مبدأ دولي اخر ، وتابع هيكل فيما بعد مسار القضية الفلسطينية مستهجنا توقيع اتفاقية اوسلو سة 1993 ، وظل متابعا عن قرب لتطور القضية الفلسطينية التي كانت بالنسبة له قضية مركزية للامن القومي المصري وللامن القومي العربي


كانت مواقفه واضحة ازاء قضية فلسطين و الصراع العربي – الاسرائيلي وتداعياته ، ولعل اهم ما يعبر عن مواقفه ويلخصها قوله في وصف مشاعره في يوم زيارة السادات الى القدس " اعترف على استحياء وانا على شاطئ البحر في الاسكندرية انني لم اتمالك نفسي حين سمعت اذاعة القاهرة تتحدث عن ترتيبات وصول الرئيس السادات الى القدس مساء19 نوفمبر 1977 وتقول من بين ما تقول : ان سربا من سلاح الجو الاسرائيلي سوف يخرج للقاء طائرة الرئيس السادات لم اتمالك نفسي ولا اعرف لحظتها لماذا ؟ فاذا انا اغطي عيني بكفي واجهش في بكاء لم اعرفه منذ تلك اللحظة الرهيبة التي وقفت فيها بجوار فراش جمال عبد الناصر وهو يجود بالنفس الاخير ولم استطع ضبط مشاعري واسلمت نفسي لصمت حزين اطبق علي اياما طويلة " وقوله ذات مرة حينما زار مناحيم بيغن مصر سنة 1980 واصفا مشاعره " كان موكبه امام نافذة مكتبي يعبر جسر النيل ، لحظتها - ولدقائق - راودني احساس طاغ بانه لم يبق امامي غير ان احزم حقائبي وارحل ، لكنني بعد ساعات ساءلت نفسي : وهل اترك له جسر النيل ؟ وجائني الرد من اعماقي :- ولا جسر الاردن ، ولا جسر ينبوع ماء صغير على تراب أي ارض عربية .


وبقي الى اخر يوم في حياته يقول ان الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن الامن القومي المصري والامن القومي العربي بصرف النظر عن الارتباط العضوي بين مصر وفلسطين البلدين اللذين ينتميان الى امة عربية واحدة.


واقول في الذكرى المئويه لميلاده لقد كنا امام مفكر استراتيجي عربي من الطراز الاول في مجال الامن القومي العربي والمصري يملك رؤيا للواقع والمستقبل العربي قل نظيره .

دلالات

شارك برأيك

نصيحة " الاستاذ " التي اهملتها القيادة الفلسطينية في الاتفاضة الاولى 1988

المزيد في أقلام وأراء

نتانياهو اصطاد العصافير دون النزول عن الشجرة

حديث القدس

القبول الفلسطيني والرفض الإسرائيلي

حمادة فراعنة

إطار للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط

جيمس زغبي

رفح آخر ورقة في يد نتنياهو

بهاء رحال

سامحني أبو كرمل.. أنا لم ولن انساك

خالد جميل مسمار

حرب ظالمة وخاسرة

سعيد زيداني

أن تصبح إسرائيل تاريخًا

فهمي هويدي

أمنوا بالنصر فحققوه ..

يونس العموري

التطبيع.. الدولة العربية، جدلية "المصلحة" والثقافة

إياد البرغوثي

كابينيت الحرب يقرر مواصلة الحرب

حديث القدس

الإصرار الأميركي نحو فلسطين

حمادة فراعنة

من "اجتثاث حماس" الى "الهزيمة النكراء" .. الصفقة خشبة خلاص لإسرائيل

حمدي فراج

زمن عبد الناصر

سمير عزت غيث

الأسير باسم خندقجي بروايته طائرة مسيّرة تخترق القبة الحديدية

وليد الهودلي

مرحى بالصغيرة التي أشعلت هذه الحرب الكبيرة

مروان الغفوري

متى تضع أمريكا خطًّا أحمر؟

سماح خليفة

بين انتفاضة الجامعات الأميركية والجامعات العربية

عبد الله معروف

انتفاضة الجامعات ضد حرب الابادة.. هل تنجح في احياء الوعي بقيم العدالة ؟

جمال زقوت

ما أفهمه

غيرشون باسكن

من الاخر ...ماذا وراء الرصيف العائم في غزة ؟!

د.أحمد رفيق عوض.. رئيس مركز الدراسات المستقبلية جامعة القدس

أسعار العملات

الأربعاء 08 مايو 2024 10:24 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.68

دينار / شيكل

بيع 5.22

شراء 5.19

يورو / شيكل

بيع 3.97

شراء 3.95

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 232)

القدس حالة الطقس