Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 21 نوفمبر 2024 9:17 صباحًا - بتوقيت القدس

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

واضح أن الاعتداءات الصهيونية على الضاحية الجنوبية وبيروت العاصمة، والتي يقابلها رد سريع من المقاومة يطال قواعد عسكرية حساسة في تل أبيب وحيفا والتحشدات العسكرية في مستوطنات الشمال، والاستمرار في تحويل حيفا كما كريات شمونة، حسبما تعلن المقاومة. واضح أن هذا كله ليس محض فعلٍ عسكريٍ فحسب، بل (تحاور وتفاوض سياسي) بالنار. حتى تركيز القصف أحياناً على مدينة صور، معقل حاضنة حركة أمل، كما يشير العارفون بالتوزيع الطائفي الديموغرافي هناك، يأتي في إطار (الرسائل) لمفوض حزب الله بالتفاوض، نبيه برّي زعيم الحركة.


تعودت دولة الإبادة تاريخياً أن تحاور بالنار وبفرض الأمر الواقع، ولنا نحن أولي الألباب، في مسار أوسلو منذ العام 1994 الشاهد على ما نقول. يفرضون الأمر الواقع ثم يقولون لنتفاوض، حتى شطبوا الدعوة الأخيرة تماماً من حساباتهم. لنا في معاهدات (السلام) والاتفاقيات الإبراهيمية التطبيعية أيضاً شاهد على ما نقول: كانت دولة الإبادة تفرض الوقائع على الأرض ثم تقول: تعال لنتفاوض، وبالمقابل لا ندية، بل تسليم بالأمر الواقع وفق ذهنية مهزومة متأصلة في وعي النخب والأنظمة. حتى بعد 13 شهراً من الصمود والبطولة والمقاومة لا زال بيننا على مستوى العالم العربي ككل مَنْ يقول: الكف لا تلاطم المخرز!!


منذ أكثر من 13 شهراً من حرب الإبادة والتدمير والتقتيل والتهجير على غزة ولبنان تغير هذا الحال، فالندية عنوان الموقف، فالذي يبحث عن (وقف لإطلاق النار) فعلاً عليه أن يعرف أن الندية هي الوجه الآخر لعملة المقاوم فيما الإرادة وجهها الثاني.


عجّت الساحة اللبنانية قبل أسبوعين بورقة مشروع مقترح لاتفاق مقدّم من الأمريكان والصهاينة فيها من الإذلال ما فيها: من حق دولة الإبادة التدخل وقتما تشاء في لبنان، وكما قال سموتريتش (يجب أن يسمح لنا الاتفاق بالتعامل مع الجنوب كمناطق A)، أما اللجنة الملكلفة بمراقبة الاتفاق المقترح فهي أمريكية وبريطانية وألمانية، ولنا أن نتوقع أين تقف تلك اللجنة الإمبريالية من الصراع. لقد حسب الأمريكان والصهاينة ومعهم الدول الأوروبية الإمبريالية أن العرب، وهنا ممثلهم الشرعي والوحيد المقاومة في لبنان، هزموا وبات من الممكن فرض الشروط المذلة عليها، فجاءهم الرد في تل أبيب ومارون الراس والخيام وكأن حزب الله يقول لهم: عشم إبليس في الجنة. فسحبوا تلك الورقة، بالضبط مثلما سحبوا سابقاً أهدافاً من التداول. الخطاب من نوع: نزع سلاح حزب الله، طرد حزب الله لشمال الليطاني، حتى أن صاحب الملامح البلهاء وزير حربهم الجديد تفاءل كثيراً عندما أعلن هدف سحق حزب الله، وقبله سحبوا من التداول مقولة أن حزب الله بعد البايجر واغتيال قادة الصف الأول، وعلى رأسهم الأمين العام السيد نصر الله، نقول مثلما سحبوا من التدوال هذا الخرف السياسي، بدأوا بعد التصعيد النوعي للمقاومة خلال الأيام الأربعة الماضية يسحبون أو يعيدون صياغة بعض أهدافهم رغم بقائها ملّغمة من نوع (حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها)، وكأن للاستعمار حق الدفاع عن النفس؟ كلما ردّت المقاومة بقوة وبضربات نوعية يتنازلون أكثر ويعرفون أن الله حق.


للعبرة فيما نقول وجهان: الأول، إن العين على الميدان، فهو الذي يحدد مسارات التفاوض حول وقف إطلاق النار، والميدان (ما ترون لا ما تسمعون)، كما أنبأنا سيد الشهداء يوماً، فكلما ضغطوا بشروط مذلة جاءهم رد المقاومة بقصف أهداف عسكرية، وبإنزال مليونين للملاجيء، وشل الحياة وسط وشمال فلسطين المحتلة، أي تحويل حياة أولئك الشكنازيم المرفهين في حيفا وتل أبيب لجحيم، وفي هذا ما يحمل تأكيداً أن حزب الله، رغم خسائره الجدية، إلا أنه ليس فقط استعاد آليات القيادة والسيطرة والتوجيه العسكري في الميدان، بل يملك من القوة ما يجعله قادراً على ممارسة الندية والتحدي، فبالنهاية تلك الندية وذاك التحدي، مسنودان بالقوة والبطولات والجراءة لدى المقاتلين والقيادة.


أما العبرة الثانية، والتي تأكدت أيضاً، قبل لبنان، في سلوك المقاومة في القطاع منذ 13 شهراً، فهي ما ابتدأنا به مقالتنا: الندية وفرض الوقائع على الأرض. هل يمكن وصف ما يجري في شمال القطاع وخاصة في جباليا وبيت لاهيا بغير الندية والبطولة والجراءة والإعجازية؟ بالتأكيد فتلك السمات للمقاومة مدخل شعبنا للرد على مخطط التهجير والتجويع الفاشي، وكذا توصيل الرسالة التي باتت المقاومة هناك توصلها منذ اليوم الأول: تريدون صفقة لا بأس فنحن جاهزون بشروط المقاومة، بالضبط ذات معزوفة المقاومة اللبنانية. ربما ما يتم تداوله اليوم، ولو على نطاق خجول ومحدود وغير مؤكد، حول جولة تفاوض جديدة حول صفقة في القطاع، يؤشر لماذا اختارت المقاومة ذاك التصعيد النوعي في شمال القطاع.


ليحلل المراقبون والمحللون، ويقدم الإعلاميون قراءتهم لكل ما يتم تداوله سياسياً، أخباراً، سواء علانية أو في الغرف المغلقة. كل ما يتم تداوله لا يعني شيئاً على الإطلاق لأن الحسم هناك في الميدان: هناك في الخيام ومارون الراس وشمع والمطلة وكريات شمونة وتل أبيب وحيفا وصفد، وفي القطاع، في جباليا وبيت لاهيا ومشروع بيت لاهيا

دلالات

شارك برأيك

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

المزيد في أقلام وأراء

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

مصير الضفة الغربية إلى أين؟

عقل صلاح

كيف نحبط الضم القادم؟

هاني المصري

هل من فرصة للنجاة؟!

جمال زقوت

تحية لمن يستحقها

حمادة فراعنة

قل لي: ما هو شعورك عندما ترى أحداً يحترق؟!

عيسى قراقع

العالم خائن لطالما حرب القتل للأطفال والنساء متواصلة!

حديث القدس

الصمود الفلسطيني

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 75)