كما رشح من أخبار، فإن هدف الزيارة المكوكية التي بدأها أمس الثلاثاء المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين إلى بيروت وتل ابيب، ليس التوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار على قاعدة التطبيق الحرفي والمتوازن والمتبادل للقرار الأممي ١٧٠١، بل إدخال على قاعدة إدخال تعديلات غير معلنة عليه، بما يكفل تحولّه إلى نسخة لبنانية عن إتفاقات أوسلو.
فهو يريد إبعاد قوات حزب الله عن الحدود إلى ما وراء الليطاني، ونشر الجيش اللبناني على الحدود بدور وظيفي هو خدمة الأمن الإسرائيلي. وإقامة منطقة عازلة بعمق من ٥-٨ كيلومترات، وفرض آليات رقابة إسرائيلية وأطلسية على مطار وميناء بيروت وعلى المعابر الحدودية مع سورية لمنع إعادة تسليح حزب الله، وأيضاً ضمان حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في الاجواء اللبنانية متى رأى ذلك مناسباً.
وقبل كل ذلك تمكين إسرائيل من تحقيق هدفها الأهم من العملية العسكرية الأخيرة على لبنان، وهو فصل الجبهة اللبنانية عن جبهة غزة، ونسف مفهوم وحدة الساحات.
الاعتقاد يساورني بأن هكذا اتفاق لن يبصر النور، لأنه أولاً، ينسف كل التضحيات التي قدمها الحزب من أجل إسناد غزة، وثانياً، لأنه يمكن إسرائيل من تحقيق ما عجزت عنه بالحرب من خلال السياسة والدبلوماسية، وثالثاً، لأنه سيحمل الحزب أمام جمهوره بشكل خاص، وأمام الشعب اللبناني بشكل عام، المسؤولية عن كل الخراب والدمار الذي حل بلبنان، كونه ورطّ لبنان بحرب عبثية لا طائل من ورائها، ما سيؤدي إلى اضعاف دوره في الحياة السياسية اللبنانية، وإعطاء دفعة قوية للمطالبين بنزع سلاحه.
استناداً إلى ما تقدم، فإنني استطيع الجزم بأن جولة هوكشتاين ستفشل في فرض وقف لإطلاق النار، فيما ستبقى المواجهة العسكرية هي سيدة الموقف، إلى أن تنضج الظروف إما إلى حرب إقليمية مدمرة، أو إلى تسوية حل وسط مقبولة من الطرفين.
شارك برأيك
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!