أقلام وأراء
الإثنين 21 أغسطس 2023 10:07 صباحًا - بتوقيت القدس
محمد بن سلمان والتحرّك السعودي الأميركي الإسرائيلي
في لقاء جرى في واشنطن بين مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رون ديرمر ووزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن، يوم الخميس 17\08\2023، أكد فيه بلينكن التزامه بامن إسرائيل والتعاون معها بشأن التحديات الإقليمية.
وفي بيان للمتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، أكد الوزير مجددًا صداقة الولايات المتحدة الدائمة والتزامها الثابت بأمن إسرائيل.
وناقش بلينكن وديرمر، التعاون بشأن التحديات الإقليمية، بما في ذلك التهديدات التي تشكلها إيران وحلفاؤها ضد إسرائيل.
وأشار البيان إلى أن الوزيرين ناقشا الجهود الجارية لتعزيز اندماج إسرائيل الكامل في الشرق الأوسط. كما شدّد بلينكن على أهمية اتخاذ إسرائيل والفلسطينيين خطوات إيجابية لتهدئة التوترات وتعزيز الاستقرار في الضفة الغربية.
ويأتي الاجتماع في وقت تشهد إسرائيل احتجاجات على خطة التعديلات القضائية المثيرة للجدل لحكومة بنيامين نتانياهو.
والسبت، نزل آلاف الاسرائيليين مجدّدًا إلى شوارع تل أبيب رافعين شعارات منادية بالديمقراطية .ومنذ ان كشفت الحكومة عن حزمة الإصلاحات هذه، في يناير، شارك عشرات الآلاف من الإسرائيليين في تحركات أسبوعية، أضحت أكبر حركة احتجاجية في تاريخ سرائيل وتسببت بانقسام حاد.
ويأتي هذا الاجتماع الأميركي الاسرائيلي في الوقت الذي تزداد الانتقادات الامريكية لحكومة نتنياهو على ما تفعله في قضية الإصلاح القضائي وأيضا في تعميق الاستيطان والاعتداء اليومي المتكرّر على الفلسطينيين.
وهناك ازدواجية واضحة للعيان في الموقف الأمريكي، ففي الوقت الذي ينتقدون حكومة نتنياهو ويسرعون في الإعلان عن عدم رغبتهم في استقباله في البيت الأبيض في واشنطن منذ ثمانية شهور، يعمل بلينكن وجاك ساليبان مسؤول الامن القومي على محاولة واضحة للعيان لتعزيز العلاقات السعودية الإسرائيلية، حيث تحاول تلك الادارة الامريكية ومنذ اشهر أي منذ فشل زيارة الرئيس بايدن في تموز 2023 إلى الرياض، وإعادة العلاقات السعودية مع ايران، بمبادرة صينية بإيجاد معادلة جديدة تعيد التأثير والهيمنة الامريكية على الرياض، بحيث تزودها بأحدث ما تملك من اسلحة وتكنولوجيا عسكرية، إضافة إلى منطقة تجارية حرة بين البلدين، وتحاول أيضًا السماح لها بالتزود بتكنولوجيا نووية مدنية.
وكل ذلك بشرط أن تقوم بعملية تطبيع واسعة النطاق مع إسرائيل، بحيث تشعر الولايات المتحدة بأنها استطاعت وضع كافة الأنظمة العربية، تحت كنفها وسيطرتها وما بقي هو النظام السعودي الجديد بقيادة الأمير محمد بن سلمان.
ويقود هذا التحرك في الطرف الأمريكي جاك ساليبان مسؤول ملف الامن القومي وانتوني بلينكن وزير الخارجية ووليام بارنس رئيس الـ CIA ، وهم يحاولون إيجاد إنجازات انتخابية للرئيس جو بايدن في الانتخابات المقبلة، وفي نفس الوقت إحياء العلاقات مع السعودية وبدون أن يمس ذلك المصالح الاستراتيجية لإسرائيل، بل يكسبها التطبيع بدون أن تدفع أي ثمن.
بل هناك ثمة إعطاء ضريبة كلامية من الطرف الأمريكي بأنها تحاول إيجاد استقرارٍ وحلٍّ للقضية الفلسطينية، لكنها في واقع الامر لا تقوم بأي ضغوط تذكر على إسرائيل في الوقت الذي تمارس فيه الحكومة الإسرائيلية ابشع سياسات تعميق الاستيطان والهجوم اليومي الكاسح على التجمعات السكانية الفلسطينية، ليس فقط في المنطقة A و B بل بالمنطقة C أيضًا.
بحيث تعلنها وبشكل واضح للعيان بأنها غير معنية بإقامة دولة فلسطينية، بل معنية بالقضاء على أي تمثيل سياسي فلسطيني. أما الجانب الأمريكي فيتصل بفيصل بن فرحان ويذكره بأنه يجتمع مع وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي رون ديرمر، وأن إسرائيل غير معارضة لتزويد السعودية بالأسلحة المتطوّرة، أي أن قرار تزويد المملكة يتعلّق بإسرائيل وبتأثيرها على الكونغرس، الذي يحتاج إلى دعم 67% من أعضاء مجلس النواب وثلثي مجلس الشيوخ، وهذا ما يمكن أن تزوده تأثير حكومة إسرائيل على الكونغرس لإدارة بايدن، وتعتبر وبشكل عملي هذه هي الخطة العملية والمتعاونة مع إسرائيل بهذا الصدد، ولكن تبقى بعض الأمور العالقة وغير المفهومة لنا وسأحاول توضيحها.
يبدو أن المفاوضات مع السعودية تتواصل مع شخص واحد وهو ولي العهد محمد بن سلمان، الذي لا يدلي بالتفاصيل بكل ما يتعلق بمثل هذه الصفقة التي تشمل التطبيع أيضًا مع إسرائيل.
فاذا تمّ ذلك فهناك تساؤلات تتعلّق بقيادته للعالم العربي، بحيث أن توقيعه على اتفاقية مع إسرائيل سوف يؤدي إلى عدم استقرار في منطقة الخليج وسوف لن يبقى زعيمًا للعالم العربي.
وهل يمكن في حالة تخليه عن القضية الفلسطينية أن يبقى أمره كما هو عليه الآن، بحيث أن الكلّ يعلم أن نتنياهو سوف لن يقدّم له أي شيء، ولن يتنازل عن أي شبر من اراضي الضفة الغربية للشعب الفلسطيني، بل سوف يكسب تطبيعًا مجانيًا مع السعودية، تمامًا كما سبق وحظي بتطبيع مع الامارات والبحرين.
وهناك فرضية أخرى تقول بان محمد بن سلمان يتحرّك مع الأمريكيين حتى النهاية، بحيث أنه هو يعرف والطرف الأمريكي يعرف، أنهم لا يستطيعون تلبية طلباته المتعلّقة بإقامة مفاعل نووي مدني وتزويد أسلحة متطورة، وحلّ عادل للقضية الفلسطينية، ولذا فانه يتحرّك معهم كي يُعلمهم أنهم غير قادرين على عمل أي شيء في هذا الاطار.
أما الأمريكيون فإنهم يتحرّكون معه ويحاولون ممارسة أكثر ما يمكن من الضغوط للمحافظ على مصالح أمنهن القومي في المنطقة، والتي بدأت تتدهور وتتضعضع، غير آبهين بما يحدث كثيرًا في إسرائيل والتي يتحول فيها نظامها إلى دكتاتوري فردي وشبه فاشي وقريب من الابارتهايد، ولكن مصلحتهم مع إسرائيل تبقى مصلحة مصيرية واستراتيجية بعيدة المدى.
فغالبية المسؤولين الأمريكيين في هذا التحرك، هم من اليهود الذين يضعون مصلحة الامن القومي الأمريكي نفس الثقل مع مصلحة إسرائيل ومصيرها القومي.
أما من الجانب الفلسطيني والعربي، فإننا لا نرى أي تحرك في هذا الشأن، بحيث لا تكترث تلك الدول بما سوف تقوم به السعودية في القريب العاجل أو لا تقوم به، وننتظر في الأيام القريبة لأي تحرك قادم من قبل كافة الأطراف.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
محمد بن سلمان والتحرّك السعودي الأميركي الإسرائيلي