أقلام وأراء
الأحد 23 يوليو 2023 10:02 صباحًا - بتوقيت القدس
الفلسطينيون وبايدن وال 4G
وعد الرئيس الأمريكي جون بايدن الفلسطينيين خلال زيارته لبيت لحم في الخامس عشر من تموز يوليو 2022 بباقة من التسهيلات الاقتصادية والحياتية، التي من شأنها تسهيل حياتهم، من بينها إطلاق الجيل الرابع من الاتصال الرقمي 4G، الذي طال انتظاره في كل من غزة والضفة الغربية, و تحسين إمكانية وصول الفلسطينيين إلى الرعاية الصحية والتكنولوجيا، وحرية تنقل المواطنين عبر الاردن بواقع 24 ساعة خلال جميع أيام الأسبوع أسوة لكل الشعوب، وإعادة عقد اللجنة الاقتصادية الإسرائيلية الفلسطينية المشتركة, وغيرها من الوعود التي لم يتحقق أي منها.
الرئيس بايدن هو الرئيس الامريكي الوحيد الذي لم يعين مبعوثا رئاسيا لما يطلق عليه مجازا " العملية السلمية" ولم يقدم أية مبادرة سياسية خلال فترة رئاسته التي شارفت على الأفول، بل أنه تنكر لوعوده خلال حملته الانتخابية باعادة افتتاح القنصلية الامريكية العامة لدى السلطة الوطنية الفلسطينية بالقدس، بعد أن حولها سلفه ترامب إلى وحدة هامشية داخل السفارة الأمريكية بالقدس ، تقتصر مهامها على بعض المساعدات الاقتصادية، والأمنية في ظل غياب أي أجندة سياسية بجعبة هذه الإدارة.
يتندر الفلسطينيون اليوم عبر وسائل الإعلام الاجتماعي بالذكرى السنوية الأولى لفشل بايدن في الضغط على إسرائيل لاطلاق شبكة الجيل الرابع من الاتصالات، فيما تذكر آخرون وعده بفتح الجسر لاربع وعشرون ساعة بعد وفاة أحد الحجاج على الحدود في الثاني من يوليو بسبب الإجراءات الاسرائيلية التي تمنع الشعب الفلسطيني من التنقل الحر عبر حدوده أسوة بكل دول العالم، فيما يواجه الشباب الفلسطيني مستويات قياسية من الفقر والبطالة على الرغم من كل وعوده بانعاش الاقتصاد الفلسطيني، ومنعه من الانهيار، يضاف إلى ذلك المستويات غير المسبوقة من عدوان الاحتلال وعصابات المستوطنين على الانسان والارض الفلسطينية، والتوسع غير المسبوق في عدد الوحدات الاستيطانية الاسرائيلية بالضفة الغربية والقدس المحتلة، في ظل حكومة اليمين الفاشي الديني في إسرائيل، دون أي خطوات عملية لوقف كل ذلك من ادارة ترامب.
كان التعويل الفلسطيني على أي دور ايجابي للإدارات الامريكية المتعاقبة، منذ اتفاقية اوسلو حتى اليوم خطأ استراتيجيا لا مبرر له، إذ أن الولايات المتحدة الامريكية وعلى مدار تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني شكلت حليفًا استراتيجيًا للحركة الصهيونية، ومن ثم لإسرائيل، كونها دولة وظيفية تخدم مصالح الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة، وتحقق نبوءات عشرات الملايين من معتنقي أساطير نهاية التاريخ، من الكنائس المتصهينة، التي تتبنى قراءات حرفية للعهد القديم، بما فيها حتمية تحقيق الالفية العادلة، عبر معركة هامجدون التي تتطلب هدم المسجد الاقصى واقامة الهيكل المزعوم، والذي يؤمن به جميع رؤساء الولايات المتحدة الامريكية، باستثناء اوباما الذي ينتمي للكنيسة الاسقفية، كما أن تجارب التاريخ تثبت أن جميع الصراعات التي تدخلت بها الولايات المتحدة الامريكية في مختلف دول العالم، جعلتها أكثر تعقيدا ودموية واستعصاء على الحل، وبالتالي فإن التعويل على أي دور ايجابي للولايات المتحدة الامريكية هو كمن يأتمن الذئب على الخراف، ومن ثم يندب حظه العاثر بعد أن يأكلها الذئب، وهو الأمر الذي ترجم عمليا خلال العدوان الصهيوني الأخير على مخيم جنين، وموقف الادارة الامريكية المتواطىء مع العدوان.
آن الاوان للفلسطينيين أن يعوا أن المجتمع الدولي ليس جمعية خيرية، وأن الحق وحده غير كاف لتحقيق الانتصار، إذ أن تجارب التاريخ أثبتت انه قد يكون مقبرة للحق ما لم يرافق بالحكمة والقوة ومقومات الانتصار، إذ أن تجربة السكان الأصليين في الولايات المتحدة الامريكية لا زالت شاهدة وحية وحاضرة، كما آن الأوان للخروج من شرنقة الاحتكار الامريكي للقضية الفلسطينية، والتحرر من الوهم أن مفتاح الحل بيد الولايات المتحدة الامريكية، لأنها كانت وستبقى جزءا أصيلا من المشكلة وليس الحل، وهو الأمر الذي يتطلب معالجة مختلفة، تبدأ بتصليب الجبهة الداخلية، وإشراك المواطنين في رسم السياسات، والاصغاء إلى نبض الناس، قبل الإطلال من نافذة المجتمع الدولي، الذي لا يحترم سوى القوي والقادر على التأثير.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
الفلسطينيون وبايدن وال 4G