أقلام وأراء
الإثنين 03 يوليو 2023 10:11 صباحًا - بتوقيت القدس
الإرهاب اليهوديّ ولد من النظام الكولونياليّ
اعتبرت جهاتٌ إسرائيلية أن البيان الصادر عن قادة أبرز أذرع المؤسّسة الأمنية (الجيش وجهاز الأمن العام "الشاباك" والشرطة)، والذي وصف اعتداءات المستوطنين على السكان الفلسطينيين وممتلكاتهم في أراضي 1967 بأنها "إرهابٌ قوميٌّ بكل معنى الكلمة"، يُعدّ مهمًّا لمجرّد أنه يسمّي الأشياء بمسمّياتها. وزاد بعضٌ آخر، من الطيف المعارض لحُكم اليمين المتطرّف، وبحقّ، أن هذه الخطوة أتت متأخرة كثيرًا، وربّما تعبّر عن صحوةٍ مؤجّلة، ذلك أن الجيش الإسرائيلي نفسه، وقبل أن يكون بمثابة أداة في أيدي المستوطنين إبّان ولايات بنيامين نتنياهو المتكرّرة في رئاسة الحكومة الإسرائيلية، سمح بالعنف وبالهجمات اليومية على المزارعين والرعاة، وبقطع الأشجار ومهاجمة الأطفال، وفي بعض الأحيان شارك جنوده في الهجمات، ولذا فهو ليس بريئًا.
وينبغي أن نضيف أن التسمية، بحدّ ذاتها، غير مختلف عليها إلى حدّ كبير داخل أروقة المؤسّسة الأمنية، على الأقل منذ تفاقم هذه الاعتداءات قبل أعوام قليلة، وتصاعد ظاهرة نشوء عصابات "تدفيع الثمن" في أوساط المستوطنين، إذ سبق لتلك المؤسّسة ولعدد من السياسيين الإسرائيليين أن وصفوا ممارسات هذه العصابات بأنها إرهاب قومي أو جرائم قومية متطرّفة من النوع الخطر للغاية.
ومع ذلك، القضية كامنة في عدم وجود قرار سياسي بملاحقة هذه العصابات. وقبل نحو عشرة أعوام، أعلن الرئيس السابق لجهاز الشاباك، كرمي غيلون، أنّ بإمكان هذا الجهاز، في غضون فترة وجيزة، وضع حدّ لجرائم "تدفيع الثمن" إذا اتّخذت المؤسّسة السياسيّة الإسرائيليّة قرارًا يقضي بمكافحة هذه العمليّات أسوة بأيّ عمليّات أخرى ذات طابع إرهابيّ.
وأوضح أنّ مكافحة هذه العمليّات لم تنجح بسبب عدم وجود نيّة حقيقيّة لمكافحتها، مؤكدًا أنّه لا يُعقل ألّا يكون بوسع جهاز الشاباك مواجهة هذه العمليّات، ولكن يبدو أنّه لا رغبة كافية بخوض مواجهة كهذه لدى الجهات الأَمنيّة المختصّة. وفي الفترة نفسها، قال المحلّل الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان، إن أغلب رؤساء جهاز الشاباك يبدو أنهم نسَوا أن العبارة التي يجب أن توجههم "ليس هناك لا نستطيع"، وبدأوا يتبنّون عبارة "لا نريد"!
وبين الفترتين الماضية والحالية، ووفقًا للتقارير الإسرائيلية، شهد العامان 2016 و2017 انخفاضًا متواصلًا في عدد حوادث العنف في أراضي الضفة التي اعتبرتها المؤسّسة الأمنية جرائم قومية متطرّفة، وتشمل الاعتداء بالضرب على الفلسطينيين، ورشق الحجارة، وتخريب بيوت وسيارات وقطع أشجار. ونُسب ذلك الانخفاض بالأساس إلى تداعيات جريمة قتل ثلاثة أفراد من عائلة دوابشة في قرية دوما، والتي قام بها مستوطن إسرائيلي من خلال إحراق بيت العائلة بوساطة زجاجات حارقة. وبعد الجريمة، اعتقل "الشاباك" كثيرين من نشطاء اليمين في الضفة، كانوا متورّطين في أعمال عنف وتحريض على العنف ضد الفلسطينيين. وأدّت الخطوات التي اتخذت في تلك الفترة، ومنها الاعتقال الإداري، وأوامر إبعاد من الضفة، والسماح بإجراء تحقيق باستخدام وسائل ضغط شديدة بحالاتٍ معينة، إلى تعزيز الردع تجاه المستوطنين. وعلى هذه الخلفية، انخفضت جرائم الإرهاب اليهودي. ولكن هذه الخطوات سرعان ما تم التخلي عنها وظهرت مجموعات إرهابية جديدة.
وفي عام 2018 سُجّل ارتفاع كبير في عدد جرائم الإرهاب اليهودي في الضفة. وبحسب معطيات جمعتها وسائل إعلام إسرائيلية حتى منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2018، سجلت في ذلك العام 482 حادثة إرهابية - ارتفاع بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة مع عام 2017، الذي سجلت فيه 140 حادثة.
وما يتبيّن الآن، مثلما كانت الحال دائمًا، أن هؤلاء الإرهابيين ليسوا أعشابًا ضارّة، أو ظاهرة عابرة، بل يمكن اعتبارهم بمثابة كتائب تابعة لنظام كولونيالي ينتج منظومة قوانين عنصرية تتعامل مع الناس بناء على أصولهم وانتمائهم. ومثلما قيل مرارًا فإن التشريعات الإسرائيلية المستمرّة، لا تخدم نظام السلب والطرد والقمع للسكان الأصلانيين وحسب، وإنما أيضا، تستهدف ضمان استمرار توليد مجموعة من المستوطنين الموالين والمطيعين والجاهزين لأن يكونوا رأس حربة لهذا النظام.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
الإرهاب اليهوديّ ولد من النظام الكولونياليّ