أقلام وأراء
الأحد 21 مايو 2023 10:26 صباحًا - بتوقيت القدس
زيلينسكي والاسد معاً في القمة العربية!
أبرز أحداث القمة العربية الاخيرة هو عودة سوريا بزعامة بشار الأسد الى حضن الجامعة العربية بعد سنوات طويلة من القطيعة، لكن اللافت أنها جاءت بالتزامن مع دعوة سعودية لاستضافة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي خطيباً في القمة ومنحه مساحة لعرض وجهة نظره أمام القادة العرب. والجمع بين الاثنين كان مفارقة غريبة فالأول يدين لروسيا بالفضل في بقائه بمنصبه والثاني يعد العدو رقم 1 لها. وبدلا من التركيز على عودة سوريا الشقيقة، خطف زيلينسكي الاضواء عالميا وقلل من زخم العودة السورية ، فهل كان ذلك مقصوداً؟
منذ بدء الحرب الروسية/ الاوكرانية استطاع العرب وعلى رأسهم السعودية بلورة موقف سمّي "الحياد الايجابي" إزاء الأزمة في مخالفة للموقف الامريكي والاوروبي. وأثبتوا / أي العرب/ انهم لا يريدون العودة الى نسق الحرب الباردة وسياساتها التي كانت تقسم العالم مع أو ضد. من جهته زيلينسكي كان واضحا في خياراته للحلفاء العالميين ،من غير امريكا واوربا، منذ بداية الحرب. فاستنجد باسرائيل وبيهوديته وخطب في الكنيست وفي الجامعة العبرية وحاول بكل الطرق استنفار واثارة المشاعر اليهودية من قريب وبعيد، وشبّه ما تتعرض له اوكرانيا بالمحرقة النازية لليهود. وأعرب في خطابات كثيرة عن مدى الترابط العضوي بين اوكرانيا واسرائيل ورغبته في أن تصبح اوكرانيا مثل اسرائيل، بل وأيّد الحرب الاسرائيلية على غزة في مايو 2021 ، وطالب اسرائيل بدعمه بالسلاح وأن تتخلى عن "الحياد القاتل" كما أسماه، ولكن يبدو أن محاولاته المستميته جاءت دون جدوى فمن الواضح أن لإسرائيل حسابات اخرى مع روسيا..
فما الذي أتى به الى مضارب العرب وما سبب الدعوة السعودية له في هذه القمة بالذات؟
السعودية اعلنت على لسان وزير خارجيتها أن زيارة زيلينسكي من أجل سماع وجهات نظر جميع الاطراف. الم يكن من الافضل ان تنتظر زيارته الى ما بعد القمة، ويبقى الاجتماع العربي عربيًّا خاصة أن المنطقة تطفح بالقضايا الشائكة من فلسطين والسودان واليمن وليبيا واعادة اعمار سوريا والعلاقات المغربية الجزائرية المجمدة والقائمة تطول.. وعلى وجه العموم يمكن استنباط دلالات الدعوة السعودية لزيلينسكي باتجاهين:
الاول: يأتي استمراراً للمساعي السعودية لترميم صورتها العالمية كدولة تسعى للسلام الاقليمي والدولي والانفتاح لتغيير الصورة النمطية التي التصقت بها في الغرب منذ مقتل خاشقجي، واثبات موقعها كوسيط يمكن ان يحدث فرقا وانجازاً في الحالات المستعصية . وهو ما ثبت عند نجاحها في الوساطة بين الاوكرانيين والروس للافراج عن بعض السجناء . ويتزامن هذا التوجه السعودي العالمي مع توجه اقليمي نشط لاعادة تموضع المملكة السعودية في اقليم الشرق الاوسط كدولة قائد وفاعل في المنطقة لها علاقات وطيدة وطيبة بجيرانها والتي بدأتها بعودة العلاقات مع عدوتها اللدودة ايران وجهود انهاء حرب اليمن، ودورها في اجلاء المدنيين من السودان، ووفودها المبتعثة الى ليبيا وسوريا لاستئناف فتح السفارة السعودية في البلدين.
أما الثاني : فهو ضمن إطار الرفض الامريكي والدولي للعودة السورية للجامعة العربية . فقد انتقدت واشنطن استئناف العلاقات العربية السورية وأعلنت الخارجية الامريكية أن سوريا لا تستحق العودة للجامعة العربية، وبدأ الكونجرس الذي يتبنّى موقفا متشدّدا من سوريا ويحمل العديد من أعضائه وجهات نظر سلبية تجاه السعودية أيضاً في استصدار قانون يمنع التطبيع مع سوريا، بل ويطالب بزيادة فرض العقوبات على نظام الاسد . وعليه فإن دعوة زيلينسكي المدعوم أمريكيا ودوليا جاءت للموازنة بين الأمرين وفي اطار لعبة المواءمات الدولية بين السعودية والولايات المتحدة .
في النهاية خطب زيلينسكي المتباكي في القمة العربية واتهم بعض العرب بكل وقاحة بأنهم يغضون النظر عن الاعتداءات الروسية . فهل يمكن أن نرى يوما الاتحاد الأوروبي أو قمة السبع الكبار تتيح للقيادة الفلسطينية القاء كلمة حول الاعتداءات الاسرائيلية على شعبنا .
أو على الاقل عودة سوريا الى الجامعة العربية هي الاكثر اهمية.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
زيلينسكي والاسد معاً في القمة العربية!