أقلام وأراء
الأحد 14 مايو 2023 10:46 صباحًا - بتوقيت القدس
في القدس وذكرى النكبة وهمسة علها تصل الرئيس
يتفق أبناء الشعب الفلسطيني أن ما حل بهم من إحتلال وتهجير في أيار من العام 1948 كان طامة كبرى أسست لما بعدها من ظلم كبير. واختزل الشعب الفلسطيني ما حل به وبأرضه في هذا التاريخ بمصطلح "النكبة". تذكر بعض الأدبيات المنشورة بخصوص المصطلح بأن شاعراً مصرياً يدعى أحمد مُحرّم نشر قصيدته "نكبة فلسطين" في صحيفة "البلاغ" في العام 1933، وصف من خلاها هول ما يجري بفلسطين بمطلع يقول: "في حمى الحق ومن حول الحرم – أمة تؤذى وشعب يهتضم" ويسترسل بقصيدته ليقول: "يا فلسطين اصطَليها نكبةً - هاجها للقوم عهدٌ مضطرمْ". أما شيخ المؤرخين العرب قسطنطين زريق فقد أصدر في العام 1948 كتابه "معنى النكبة"، والذي عقب فيه على قبول الدول العربية للهدنة الأولى بعد إنتصار "العصابات" الصهيونية وإنشاء دولة إسرائيل على أرض فلسطين، قائلاً بان هزيمة العرب لم تكن مجرد إخفاق في معركة بل "نكبة" بكامل أبعادها. رأى زريق أن "النكبة" لم تكن للفلسطينيين وحدهم بل كانت لكافة الشعوب العربية التي عجزت عن حماية أرض عربية. وفي نفس السياق، أصدر المؤرخ الفلسطيني عارف العارف في العام 1956 نتاج عمله التوثيقي عن المأساة الفلسطينية في مجلدات خمسة عنونها "النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود" وصف فيها ما حدث لفلسطين وشعبها بمصطلح "النكبة" مشيراً إلى أنها بدأت منذ اليوم الأول لصدور قرار التقسيم بتواطؤ بريطاني وغربي من جهة، وصمت من منظومة الشرعية الدولية، معرجاً على بسالة الجندي العربي في المواجهة في مقابل خذلان قياداته.
منذ حلول "النكبة" وعلى مدار خمس وسبعين عاماً مضت تبنت "الشرعية الدولية" عشرات القرارات لصالح قضية الشعب الفلسطيني. إلا أن هذه القرارات بقيت حبراً على ورق. وفي ذات السياق تبنت "الجمعية العامة للأمم المتحدة" في تشرين الثاني من العام الماضي خمسة قرارات محورية، أربعة منها تتعلق بالحالة الفلسطينية، والخامس حول الجولان السوري المحتل. ضمّنت "الجمعية العامة" قراراتها بشأن فلسطين "بنداً" يشير لتبنيها إحياء الذكرى ال 75 للنكبة الفلسطينية. ودعت في هذا البند "شعبة حقوق الفلسطينيين في الأمانة العامة" للتحضير والعمل لإحياء الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للنكبة بتنظيم مناسبة رفيعة المستوى في قاعة "الجمعية العامة بنييورك في ذكرى النكبة الموافق 15 أيار من هذا العام. إن هذه الدعوة، وإن جاءت متأخرة، تحمل رمزية كبيرة خاصة وأن الرئيس الفلسطيني سيخاطب العالم أجمع من على المنبر الأممي نيابة عن أكثر من 12 مليون فلسطيني، ليذكرهم برواية شعب تعرض للظلم، وما يزال، أمام أعين من يتشدقون بالعدل والحرية.
وقد عاصر الرئيس الفلسطيني "النكبة" وشارك رفاق دربه، الذين توفى الله معظمهم، في الدفاع عن الهوية الوطنية ضد مؤأمرات تصفيتها، وكان محورياً في مسيرة "منظمة التحرير الفلسطينية" وإستراتيجياتها من خيار المقاومة حتى خيار الحل السياسي. واليوم، والرئيس ونحن (الشعب الفلسطيني) نستذكر 75 عاماً مضت على نكبتنا، فإننا في نفس الوقت نعيش مشهداً محبطاً بتفاصيل يلخصها إستفراد آلة الظلم الإحتلالية الإسرائيلية بكافة مكونات الشعب الفلسطيني على مرآى ومسمع الجميع، يرافقها إتساع خلافاتنا وإنكشافنا أمام مؤمرات تصفية هويتنا الوطنية. أما أملنا فيبقى بالشعب القابض على الجمر، فمن يستمع لأم شهيد وهي تودع فلذة كبدها بعنفوان قلّ نظيره، وأم أسيرة وهي ترسل لإبنتها رسالة "فخر" عبر الأثير يدرك قيمة هذا الشعب.
أختم بهمستي للسيد الرئيس: "الآن، وفي خضم المشهد المحبط، تبقى أنت فقط من يستطيع تدارك ما يحصل وبث الأمل من جديد.."
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
أطفال فلسطينيون تعرضوا للإعدام الميداني
الأكثر قراءة
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
في القدس وذكرى النكبة وهمسة علها تصل الرئيس