أقلام وأراء
الأربعاء 26 أبريل 2023 2:31 مساءً - بتوقيت القدس
ما أبغض الانقسام … وما أوقح المنقسمين
(1)
ماذا عسانا نفعل كفلسطينيين لإنهاء الانقسام البغيض، الذي حوّل كل مفردات حياتنا إلى مجموعة كوابيس لا تنتهي، الإجابة باختصار؛ لا شيء، فبعد نحو (17) عامًا على وقوعه، نحن أقرب إلى تكريسه انفصالًا، وأبعد ما نكون عن استعادة وحدتنا التي فقدناها في (لحظة طيش)، وما ظنناه يوم وقوعه مجرد سحابة صيف مرّت في سماء الوطن، بات أشبه بالقدر المكتوب على الجباه، ولابد أن تراه الأعين.
(2)
نحن "لسنا استثناء" كما وصفنا شاعر الإنسانية محمود درويش يوم وقع سيفُنا على سيفِنا، ونزيد اليوم بأننا "استثناء على الاستثناء نفسه"، فقد وقعت انقسامات في بلادٍ شتّى، ونزفت دماء مواطنين بأيدي مواطنين، لكن هذا الحال لم يستمر طويلًا، وسرعان ما أدرك العقلاء أن هذه لا يجب أن تكون النهاية، واختاروا الجلوس إلى طاولةٍ واحدة، وقرروا في لحظةٍ فارقةٍ أن يطووا هذه الصفحة من تاريخ بلادهم، فكانت الشراكة، ومن ثم النضال المشترك، فالحرية، فالرخاء والازدهار، إلا في بلادي، فقد أدخلنا الساسةُ في هذا النفق المظلم ثم أغلقوا علينا الباب، ووضعوا خلفه صخورًا تنوء عن تحريكها همم وإرادات الشعوب المغلوبة على أمرها.
(3)
تعذّرت كل محاولات "الإرادة الشعبية" لإنهاء انقسام العار، فالتهمة جاهزة (أجندة) والهراوة مستعدة (استعادة النظام) والبيان جاهز (فئة مارقة) والتهمة جاهزة (التعدّي على الشرعية)، فقد عرضت الشاشات على مدى هذه السنوات التي طالت آلاف المشاهد، لفض اعتصامات نسوية، شبابية، طلابية، عمالية، الخ، وكلها نادت بطي صفحة الانقسام وكلها عادت إلى البيوت دامية أو اقتيدت لمراكز الاعتقال، وعندما تشاهد كمية الحقد التي يحملها من يملك البندقية والهراوة، وانفعاله الشديد أثناء ضرب المحتجين على استمرار هذا الحال الكارثي، نعرف ساعتها المعنى الحقيقي لعبارة (الدمُ على الدمِ جسور).
(4)
كان أعظم واجبات الوطنية الفلسطينية ذات يومٍ تتمثل في إبقاء الفلسطيني على أرض وطنه، وانغراسه فيها، وثباته وصموده في ثراها، وكان أهم ما يمكن القيام به هو تعزيز هذا الصمود، لاستكمال معركة البقاء والحضور الفلسطيني في المشهد الكفاحي التحرري، لكن الانقسام المخزي جعل من طرد الكفاءات منهجًا، ومن تهجير الشباب استراتيجية، ومن رفد دول أوروبا بالأطباء والمهندسين والمبرمجين والمثقفين والأكاديميين ومتخصصي التكنولوجيا برنامج عملٍ يومي، كل هذا يحدث، بينما يتقطّع صوت السياسي وهو يردد شعاراته، وتصدح حنجرته بمفردات النصر القادم، وترتفع نبرته وهو يعدد مناقب فصيله، وكأنه في واد، وجموع المواطنين التي تسارع بالتعليق بكلمة (مبارك) على منصات التواصل الاجتماعي لشاب حصل أخيرًا على الإقامة في بلجيكا في وادٍ آخر!!!
(5)
لا نعرف من كل رايات الدنيا سوى العلم الوطني للدول والشعوب، إلا في المحتلةِ فلسطين، فقد حارت الدنيا وهي تشاهد الخليط العجيب من ألوان الرايات الحزبية، التي تجاوزت ألوان الطيف في تعددها، وانتهت إلى نسيان الأجيال لعلم وطنهم، والاكتفاء براية الحزبيين، الذين في سبيل رفع رايتهم لديهم استعداد للدوس على علم الوطن وعلى رؤوس المواطنين، فقطعة القماش الملونة باتت أكثر أهمية من سيادة القانون، ومن الدستور، ومن شعارات الوطن، ومن مؤسساته كافة، بينما العالم يراقب في صمتٍ وتأهّبٍ تجربة هذا الشعب الذي وصفته كتب السياسية في القرن الماضي بالأسطورة والمعجزة، وبات اليوم بفعل الأحزاب وبنادقها وهراوات عساكرها أضحوكة، نفّذ بها أصحاب الامتيازات مخططهم، وناموا ملء جفونهم، بعدما حولوا انقسام الذُلّ والهوان في فلسطين إلى أسلوب حياة ..
دلالات
ياسر قبل أكثر من سنة
التعويم وجه اخر للتضليل ... للانقسام محتوى سياسي واجتماعي يجب اشهاره، بدلا من التلطي خلف ما تسميه الرايات، فالتعددية على صله بأصالة شعبنا وتقدمه وحضارته امعاصره.
سامي قبل أكثر من سنة
الانقسام لا رايه الا رايتي ولا شرعيه الاشرعيتي واصبح الانقسام ساترا للفساد واصبح الوطن عزبه لا يوجد دولة مؤسسات اقترح الغاء جميع رايات الاحزاب ويبقى علم فلسطين فقط
عبد قبل أكثر من سنة
الانقسام تحول لمشروع صهيوامريكي وهناك فيتو لمنع انهاؤه
موسى قبل أكثر من سنة
احسنت انه العار اشعر اني لست في وطني واني غريب وهذه ماساه ماتصورت يوما اننا سنصل الى هذا العار الا يخافون الله على شعبنا ان يجبر اصحاب القرار ان ينصاعوا لارادة الشعب صاحب
آلاء أسعد قبل أكثر من سنة
نعم وبكل أسفٍ شديد هذا واقع مرير تصعب المعاني وتعجز الكلمات عن شرح تركبيته التي قسّمت بنية الوطن، ولم نعد نعرف منه إلا اسمه !!! ........
بسام قبل أكثر من سنة
من العنوان لا يوجد جياديه بعنوانك بل اراه يصب الزيت عالنار ويعزز الانقسام ما هكذا سبيل الدعوه لانهاء الانقسام !!!
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
ما أبغض الانقسام … وما أوقح المنقسمين