أقلام وأراء
الأربعاء 26 أبريل 2023 11:00 صباحًا - بتوقيت القدس
خط أريحا.. الكونتينر.. وادي النار... وبالعكس.
هنالك كلمات ما أن تلامس آذان الفلسطيني، حتى يقشعر بدنه من العذاب الذي كابده.. وسوف يكابده إذا ما احتاج إلى قطع مسافة كيلومترات قليلة من مركز عمله في "العاصمة المؤقتة" رام الله حيث الفصائل، الى جنوب الضفة. عبر الكونتينر ووادي النار أو من ثغر الضفة أريحا.
يقع حاجز "الكونتينر" على منتصف المسافة الواصلة بين شمال ووسط الضفة مع جنوبها، وفيه نقطة عسكرية، وغالبا ما تشاهد على الرصيف المقابل شبانا فلسطينيين أُمروا بالركوع على ركبهم، وأيديهم فوق رؤوسهم، دون أن يعرف أحد لماذا؟ وإلى متى؟ وقبالتهم يشاهد جنود جيش الدفاع أو حرس الحدود الذي آلت قيادته للوزير "الظاهرة" بن غفير، وهم يتضاحكون ويتمازحون، سعداء بالمشهد الذي ينتهي غالبا بجملة من كلمتين.. "يلله روخ" أو كلمة "ساع".
هنالك أيام لا يؤمر فيه شبان بالركوع على ركبهم ولكن حين يقرر ضباط وجنود الحاجز تفتيش سيارة أو عدة سيارات، فسوف تجد نفسك ضمن طابور سيارات طوله عدة كيلومترات، يقل الافا مؤلفة من الادميين من مختلف الاعمار، وفي الانتظار مجهول المدى لا غرابة في أن يموت مريض، أو يولد طفل، وإذا ما اضطر سائق سيارة أجرة أو خصوصية إلى أن ينبه رجال الحاجز بإطلاق "زامور السيارة" حتى يعاقب الجميع، لإزعاجهم الجنود. فتتضاعف مدة الانتظار، ويطول طابور السيارات لكيلومترات إضافية، "فالزامور" شكل من أشكال الاحتجاج – هكذا يعتبره الجنود-!، وذلك لا يحدث كل الأيام ولكن حين لا يحدث تفتيش أو إنزال لشبان كي يؤدوا واجب الركوع، ووجوههم إلى الحائط تحدث طقوس تبديل الحرس، ما يؤدي إلى شلل في المرور، ذهابا وإيابا، ذلك يبدأ بإشارة من يد الجندي وينتهي بكلمة "ساع" فيعم الارتياح نفوس السائقين والركاب، لمجرد سماع الكلمة السحرية التي تساوي تنفس الصعداء.
وإذا كان حظ المسافرين جيدا أي في وقت لا تفتيش فيه، ولا تبديل للحرس ، ما يجعلهم يتوقعون مرورا سلسلا حتى يتفاجئوا ، وهذا ما يتم بعد مغادرة "الكونتينر" للمسافرين الى باقي أجزاء الوطن، وكذلك قبل بلوغه للمقادمين، بزحام أدهى وأمّر وأطول تعذيبا من كل الازدحامات المألوفة، ذلك حين تشارك مستوطنة "معاليه أدوميم" في احتفالات الدولة وأحزاب الحريديم، وحسب الرزنامة فلا يخلو شهر من احتفال، ومن أجل أن لا يضايق المحتفلين صخب المسافرين الفلسطينيين "المخربين" تغلق الطرق، ويصبح عبور بلدة أبو ديس التي عينها ترمب عاصمة لفلسطين بحاجة لطابور سيارات يبلغ كيلو مترات، ولوقت يحتاج فيه كل متر الى نصف ساعة كي يقطع، أما حين تتقاطر الاف للصلاة في الأقصى كل جمعة وعيد، فحدّث ولا حرج!
ودعونا نفترض أن حاجز الكونتينر سئم من التنكيل بالمارين ومنح نفسه إجازة للراحة ولبعض الوقت، فهنالك حواجز تمتلك قدرة سحرية على جعل الصف الاخر من الفلسطينيين في حالة اختناق قبل الكونتينر وبعده، إنها حواجز أريحا.. وما أدراك ما أريحا.. حين يقرر "جيش الدفاع" اغلاقها، فهي ومع أول دقيقة لوجود الحاجز وإلى أجل غير معلوم، تصاب بشلل تام، وتصاب رئة الضفة الوحيدة للتنفس مع الرئة الثانية "الأردن" باختناق مميت، فلا حياة في أقدم مدن التاريخ، ولا حركة فيما قبلها وبعدها، وهذا يشبه فروع نهر تتجمع في مصب الكونتينر، ليمارس جنود الحاجز هوايتهم في التفرج على الاف السيارات، وعشرات الاف المسافرين، فالجنود يشعرون بالراحة لأن "زميلهم" حاجز أريحا قام بالواجب وأكثر.
"الكونتينر" أكثر كلمة مأساوية يرددها الفلسطينيون الذين لابد من قطعه كي ينتقلوا من شمال ووسط الضفة الى جنوبها، بعضهم يسافر يوميا من العاصمة المؤقتة التي يعمل فيها، وبعضهم يبيت في سيارته من شدة التعب والملل، وبرد الشتاء وحر الصيف، والظاهرة التي لا حل لها هي أنه في هذا النوع من العذاب لا مجال لأن يغادر المحتجز في السيارة الى أي مكان، ولا مجال للسائقين للعودة من حيث أتوا!
ليس هذا كل شيء على صعيد عذاب الانتقال من مكان الى آخر، ففي غزة أجيال لا تعرف شيئا عن ما هو واقع خلف إيريز ورفح، وفي شمال الضفة لا يعرف أهل نابلس وجنين وطولكرم وغيرها ما يجري وراء حوارة، وفي كل الوطن يعيش كل الناس كما لو أنهم داخل كونتينر فولاذي بلا أبواب ولا نوافذ، يشبه خزان غسان كنفاني، ولكن هذه المرة بحجم بلد وشعب، خزّان مساحته ستة الاف كيلو متر مربع، وساكنوه ملايين المحتجزين.
هل الذي أطلق تسمية وادي النار على ما قبل الكونتينر وما بعده كان يتنبأ أو بمحض الصدفة. في كل الأحوال فالتسمية على مسمى.
هل يعرف العالم بكل هذا أو حتى ببعض منه، لنسأل سياسيينا الغارقين في أجنداتهم الخاصة وإذا بقي متسع فلنسأل عشرات سفاراتنا المنتشرة على كل مكان في العالم!! تحت عنوان "من أجل القضية"!!!
دلالات
ردينه قبل أكثر من سنة
راجع شباب عمو نبيل!!!!!
فلسطيني قبل أكثر من سنة
عندما يكون اسم ( سلطة السكان والهجرة ) اسم الدائرة في إسرائيل للتعامل مع الفلسطينيين ، يكون الموضوع أخطر من حاجز لا يعجب ( السكان ) على أرض فلسطين من البحر إلى النهر
ردينه قبل أكثر من سنة
هذا عن الحواجز فماذا عن سلوك وتصرفات وتجاوزات ابناء الجلدة والوطن على الحواجز!!!!!
عبد الله قبل أكثر من سنة
صح النوم
محمد قبل أكثر من سنة
وصفك دقيق يا اخ نبيل عمرو لكن ما العمل المجدي حيال ذلك من الجانب الفلسطيني نريد حلا
صادق احمد قبل أكثر من سنة
مقالك شجاع لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما ردة فعل القيادة التي كنت تؤيدها من اعمال الصهاينة الجواب التنديد الشجب الاستنكار مثل جامعة الدول العربية للمعوقين
سامي دحبور قبل أكثر من سنة
بكلماتك أ.نبيل ترسم مشهدا مصورا لآلام ومعانات هذا الشعب التائه الحيران الغارق بالتناقضات ،هذا زمن حيرة الحليم
أحمد مهنا قبل أكثر من سنة
على نفسها ومن حولها جنت براقش......
خضر ابو النورس قبل أكثر من سنة
هذه المعاناة للشعب فقط اخر مره شاهدت تركب اس كلاس ايها الثائر العنيد!!!
Nabil قبل أكثر من سنة
الم تكن يوما ما من اصحاب القرار والسياسيين،،،. ام ان زمنك هو زمن الرجال والسياسيين الحاليين اولاد ولهم اجنداتهم الخاصه. اسمحلي اتهمك بان شريك في الجريمه والمصيبه التي حلت بعد الشعب الفلسطيني بمجيئكَم
هلال قبل أكثر من سنة
اول مرة منذ اثنين وعشرون عام اعمل على خط العاصمة المؤقتة إلى الخليل يعمد مسؤول إلى ذكر معناتنا اليوميه والتى اصبحت روتين قاهر لك كل الاحترام والتقدير اتمنى ان تنتهي هذة المعاناه يوما
ابو معتز قبل أكثر من سنة
نعم صدقت فهذا حال الشعب الفلسطيني حيث إغلاق شارع الشهداء الذي يقسم مدينة الخليل إلى قسمين بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي من سنه ٩٤ يجب على السلطه والتنسيق الأمني العمل على حل هذه الامور
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
خط أريحا.. الكونتينر.. وادي النار... وبالعكس.