Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 14 أبريل 2023 12:09 مساءً - بتوقيت القدس

حول إضراب المعلمين: ما بعد ( لكن) يشطب ما قبله

حتى لحظة كتابة هذه المقالة لم ينتهِ إضراب المعلمين المطالبين بحقوقهم المالية والمهنية وبمؤسسة نقابية تمثلهم. العديد العديد من المقالات والتصريحات والمداخلات ناقشت الإضراب سواء عبر الصحافة المكتوبة أو شبكات التواصل أو المؤتمرات الصحافية. هذه المقالة تناقش حصراً الموقف الرافض لإضراب المعلمين وفق جملتين انتشرتا عبر الكتابات والتصريحات ونعني جملتي: نحن مع مطالب المعلمين المحقة، ولكن نحن ضد الإضراب. ف( لكن) هنا تفتح الشهية لفحص تلك الجملة.والجملة الثانية أن الإضراب يعطل المسيرة التعليمية.

الجملة الأولى بداية تحمل غير قليل من الخداع، فالتناقض بيّن بين شقيها، إذ أن من أبسط حقوق المعلمين والمثبتة في القانون هو الحق في الإضراب، وليس لدي أدنى شك أن من يكتب تلك الجملة يدرك هذا تماماً، فلماذا يكتبها والحال هكذا؟ ببساطة لانه على ما يبدو يستشعر الحرج من إنكار حق المعلمين في مطالبهم المشروعة، وبذات الوقت يتخذ موقفاً ضد الإضراب، فيقع في المحظور الذي لا يمكن معالجته، وهو التناقض الصارخ، ولكن تلك الجملة ربما يراهن صاحبها ان تفعل فعلها في زعزعة المعلمين في إضرابهم، فهي مع الحقوق ولكن....، لتشطب ال ( لكن) ما سبقها، فيغدو صاحب الجملة فعليا ضد الإضراب وإن أدعى أنه مع حقوق المعلمين. هنا يكمن الخداع.

هذا من جانب. أما من الجانب الأخر فالجملة الثانية التي تتكرر مع الجملة السابقة هي: مع حقوق المعلمين وضد تعطيل المسيرة التعليمية. يعني ضد الإضراب لان الإضراب يعطل، بلا أدنى شك، المسيرة التعليمية. ولكن ينتصب هنا الحقيقة البديهية: إن المشرّع، في أي بلد كان، أدرك ويدرك تماماً عندما اكد الحق في الإضراب ان الإضراب كحق قانوني للعاملين في القطاعات المختلفة بالضرورة سيعطل الحياة في القطاع المعني سواء أكان القطاع صحياً أم تعليمياً أن صناعياً أم خدمياً، وإلا ببساطة لا معنى لآلية الإضراب كآلية للضغط النقابي إن لم تعطل مرفق ما او قطاع ما، فالتعطيل هنا آلية للضغط وذلك هو معنى الإضراب أصلاً، وفي كل مرة تعلن النقابات إضراباً ما، سواء في قطاع الصحة أو النقل أو المؤسسات الجامعية أو المدارس إلا وينتصب في وجه الممضربين تلك الصيحة التي تقدّم كإدانة للمضربين: انكم تعطلون المسيرة.

ولكن بتقديرينا أن مطلقي تلك الجمل إنما يدركون ما سقناه أعلاه. ولكنهم لا يقولون الحقيقة المزدوجة: مَنْ لا يلبي حقوق المعلمين هو المسؤول الأول والأخير عن تعطيل المسيرة التعليمية لا مَنْ يطالب بحقوقه. والحقيقة الثانية أن الحكومة بإمكانها تلبية مطالب المعلمين المالية عبر إعادة النظر في توزيع الموازنة لصالح القطاعات الأكثر حيوية للمواطن، صحة، تعليم، إسكان، زراعة وبنية تحتية، على حساب القطاعات الأكثر استجابة لاتفاقيات أوسلو. هذا هو الطريق التي على الحكومة أن تسلكها لا طريق نقض الاتفاقيات مع ممثلي حراك المعلمين ولا إشاعة الخلفية السياسية لإضرابهم فتلك (بربوغاندا) لم تعد تجد مَنْ يأخذ بها غير مَنْ يطلقها.

دلالات

شارك برأيك

حول إضراب المعلمين: ما بعد ( لكن) يشطب ما قبله

المزيد في أقلام وأراء

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 80)