أقلام وأراء
الإثنين 03 أبريل 2023 11:32 صباحًا - بتوقيت القدس
مستقبل ضبابيّ لمشروع الانقلاب القضائيّ في إسرائيل
مع إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تعليق تشريعات خطة ائتلافه الحكومي الرامية إلى إضعاف السلطة القضائية، ينبغي أن نعيد إلى الأذهان تقييماً سابقاً فحواه أن أقصى ما أراده مناهضو الخطة، سواء من أحزاب المعارضة الصهيونية كافة، أو من أجهزة المؤسسة الأمنية، أو من قطاعي الاقتصاد ورجال الأعمال، وحتى من بعض الطيف الحزبي اليميني، هو عدم تسبّب تلك الخطة بإزاحة إسرائيل إلى صيرورة أقلّ ديمقراطية من صيرورتها الديمقراطية القائمة (الإثنوقراطية) والتي حالت، حتى الآن، دون تعريضها إلى المساءلة القانونية، ولا سيما من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، على خلفية جرائمها ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة منذ 1967. وهي صيرورة بدا، حتى وقت قريب، أن نتنياهو يدرك منافعها الجمّة، ولن يُجازف بالمساس بها، حتى لو كانت لديه دوافع شخصية، من شأنها أن تحرّك غرائز مكبوتة في اتجاه الانقلاب على الجهاز القضائي الذي تجاسر على محاكمته بتهم فساد.
ومباشرة، بعد إعلان نتنياهو تعليق التشريعات، ألمحت الوزيرة الليكودية السابقة، ليمور ليفنات، إلى ذلك، حين كتبت: "يتساءل كثيرون من قادة الولايات المتحدة والدول الغربية الذين نحمل وإياهم قيماً مشتركة: لماذا يحاول نتنياهو تدمير الجهاز القضائي الذي بفضل السمعة الدولية التي يحظى بها لم يتم تقديم الطيارين والضباط والمقاتلين الإسرائيليين الذين خاضوا ويخوضون المعارك خلف خطوط العدو إلى المحاكمة في لاهاي؟".
ينطوي تلميح ليفنات بشكل جلي على ما يشير إلى اختباء الولايات المتحدة وأغلب الدول الغربية وراء ذريعة "القيم المشتركة" لتسويغ أمرين: الأول، العلاقة الخاصة لهذه الدول مع إسرائيل، بالرغم من أنها دولة غير عادية، والتي يمكن اعتبارها إلى حدّ ما علاقة استثنائية. والثاني، التعامل المتسامح مع ما ارتكبته إسرائيل ولا تزال ترتكبه من آثام إلى حدّ التغطية عليها.
وعلينا إضافة أن ما زاد الطين بلّة، وأجّج عاصفة الاحتجاجات الكبيرة التي تشهدها إسرائيل منذ ثلاثة أشهر، تركيبة الائتلاف الحكومي القائم، والتي يمكن القول إنها جاءت واشية بأن التطلعات الجديدة لتيار الصهيونية الدينية في المدى الأبعد، سواء على صعيد ماهية نظام الحكم (دولة شريعة يهوديّة) أو على صعيد الخطاب السياسي (حسم الصراع مع الفلسطينيين)، انتقلت مما يوصف بأنه الهامش السياسي الإسرائيلي إلى المتن.
ما حدث أول من أمس، إثر إعلان نتنياهو المُشار إليه بشأن تعليق التشريعات، هو دخول الخطة الحكومية، والعاصفة التي أثارتها وسارت في خطّ متصاعدٍ ونامٍ، في عطلة اختيارية؛ عطلة الأعياد. وقد تحمل هذه العطلة عوامل هدوء العاصفة أو بالعكس، قد تعيد الأمور إلى نقطة الصفر ثم تندلع مرة أخرى. وما يتعيّن التشديد عليه أن الحجّة الظاهرة للعاصفة، وهي خطة الانقلاب القضائي، باقية، فالاحتجاجات لم تؤدّ إلى إحباطها كليّاً، والتأكيدات الصادرة عن أطراف الائتلاف الحكومي تؤكّد، في معظمها، أنها ستُطرح من جديد بعد انتهاء العطلة التي ستكون أشبه بـ "استراحة المُحارب".
إلى أن تنجلي الأمور أكثر نرغب في تسجيل ملاحظتين سريعتين: أولاً، منذ اندلاع عاصفة الاحتجاجات يكاد لا يمرّ يوم إلا وتتحدث فيه وسائل إعلام عن إعلان ضباط وجنود احتياط رفض المشاركة في تدريبات عسكرية، احتجاجاً على خطة الانقلاب القضائي، وما يترتّب عليها. وما يجب ملاحظته أن هذا ليس رفضاً فعلياً للقيام بمهمات عسكرية قتالية، ولم تُسجّل بعد أي حالة كهذه، بل هو رفض للمشاركة في تدريبات روتينية، مع وجوب التنويه بأن هؤلاء جميعاً متطوّعون، أي إن مشاركتهم هذه طوعية، وليست تلبية لأوامر، كي ينطبق على عدم قيامهم بها المصطلح الراديكالي رفض.
ثانياً، في حال أنه سيكُتب النجاح لحركة الاحتجاج في إحباط مشروع الانقلاب القضائي، من شأن ذلك أن يرفع من الرصيد الأخلاقي لإسرائيل في العالم، بالرغم من غلواء ما تنتهجه في الأرض المحتلة منذ 1967 من ممارسات عسكرية واستيطانية.
عن "العربي الجديد"
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
مستقبل ضبابيّ لمشروع الانقلاب القضائيّ في إسرائيل