غزة - تقرير منير الغول 

 لم تصل الامور في قطاع غزة الى عملية عسكرية اسرائيلية جديدة ولم نشاهد اقتحامات ومعارك ضارية او اغتيال قيادات فالامر الراهن يتعلق باطلاق دفعات صاروخية خجولة ردت عليها اسرائيل بقصف محدود يتجنب في واقع الامر اسقاط ضحايا بقرار من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي على حد سواء لمنع تدهور الاوضاع ولابقاء نافذة الدبلوماسية مشرعة على أمل بارقة أمل وانفراجة تسمح برفع الحصار الخانق عن مواطني قطاع غزة …

الملفت في الموضوع خلال الاسبوعين الماضيين وبسبب مجزرة الجيش الاسرائيلي في نابلس ان المقاومة الفلسطينية في غزة لم تكتف هذه المرة باطلاق الصواريخ وانما تحولت جبهة الجنوب الى ساحة مظاهرات ومسيرات ليوم واحد نحو السياج الحدودي كما عملت وحدة البالونات الحارقة على ارسال جزء منها نحو مستوطنات الداخل في رسالة تحذير للجانب الاسرائيلي بالكف عن اقتحاماته لمدن وبلدات الضفة الغربية ، ورغم كل ذلك لا يمكن ان تؤدي مسببات هذا التصعيد المحدود الى مواجهة شاملة وجديدة لان قطاع غزة لا يحتمل نتائجها من جهة كما ان المقاومة لا زالت تغير ترتيب اوراقها من جهة اخرى ..

وماذا عن المواطن الغزي  في ظل هذه الاوضاع وكيف تؤثر عليه واين يتجه مستقبله في ظل استمرار الحصار منذ اكثر من ١٧ عاما …

حروب متواصلة عاشها المواطن الغزي الذي يتمنى ان يعيش بامن وسلام وهدوء وان يتمكن من توفير الطعام لاسرته وان يعيلها جيدا وهذا حلم بسيط يجب ان يتحقق في ظل الازمات التي تعصف بالقطاع والاستنزاف الكبير الذي تتسبب به اي مواجهة جديدة حيث لا يستطيع المواطن الغزي العمل براحته وبظروف مريحة ولا يستطيع ان يصنع مستقبله ولا يبني اية آمال نحو عيش كريم وسعيد ..

رصدنا في هذا التقرير ردود فعل لعدد من المواطنين حيث يقول الصحفي والاعلامي احمد المشهراوي إن التصعيد الأخير على قطاع غزة، كان له تأثيرات سلبية نفسية واقتصادية وتعليمية وغيرها من التأثيرات على المواطن الغزي الذي يعاني الحصار وتفاقم البطالة وانعدام فرص العمل، مشيرا إلى أنه مع كل جولة تصعيد ينتاب المواطنون تخوفات، نظرا للتدمير الذي يخلفه  القصف رغم محدوديته، وما يتركه من استهداف للمصانع والمزارع والبيوت الآمنة، وما يزيده من تخوفات في توفير لقمة العيش.

أما المواطنة، سماح رضوان المعلمة في المدارس الحكومية، فعبرت عن رفضها لعمليات التصعيد المتكررة، خاصة أنه يترك جوانب نفسية على الطلاب والطالبات الذين ينقطعون عن الدراسة، ويعيق تواصل العملية التعليمية، فضلا عما يسببه من استهداف للمدارس القريبة من خطوط التماس، موضحة أنها تواجه صعوبات في إعادة طالباتها إلى دروسهم من جديد، بسبب التخوف والقلق على مستقبلهن، وانعدام الأفق نتيجة التصعيد وكذلك الحصار، ووجهت دعوة إلى العالم والمؤسسات الدولية بوقف ما أسمته بالاعتداءات المتكررة، حتى يتمكن المواطن الغزي من العيش كغيره من مواطني العالم.

الشاب محمود الطرابلسي ٢١ عاما، ذكر أن عمليات القصف الجوي، والاجتياحات البرية، والتهديدات التي يطلقها بعض وزراء الحكومة اليمينية تفاقم الأمور سوءا، وتزيد من انعدام أي أفق للتعايش، حيث بات المواطن الفلسطيني غير آمن ومطارد في كل مكان مما ينعكس على الاستقرار في المنطقة، وتساءل، هل الطائرات العسكرية والصواريخ المدمرة والرصاص الحي، اصبح لغة المحتل أمام شعب أعزل، يطالب بأبسط حقوقه؟ على العالم الا يقف متفرجا، وينصف أصحاب الأرض الحقيقيين، وان لا يقف مكتوف الأيادي أمام ما يحدث.

قصص الحياة في قطاع غزة مؤلمة حتى في لحظات الهدوء لا يعرف المواطن الغزي مصيره ففي اي لحظة تغلق الحواجز وفي اي لحظة يتم منع العمل وفي اي لحظة يتم سحب تصاريح الدخول الى الداخل الفلسطيني ، كل ذلك وابسط الحقوق غير متوفرة فما بالكم ان تجدد الاقتحام واندلعت  حرب او مواجهة جديدة فهذا يعني تدمير كامل لقصص حياة المواطنين في غزة وتبديد لامالهم المستقبلية وتطلعاتهم .