اقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس وبدأت باطلاق النار في كل اتجاه وموقع مما أدى الى استشهاد عشرة شباب وإصابة المئات، ولم تهتم بأية قوانين او حقوق انسانية ، ثم انسحبت وكأن شيئا لم يكن.

وما حدث في نابلس هو جزء من جرائم الاحتلال والمستوطنين عموما، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، اخطارات بهدم خمسة منازل ومصادرة معدات واقتحامات في سجن «ريمون» واجراءات مشددة في جلبوع في اليوم الثامن من العصيان الجماعي الذي يقوم به الاسرى ردا على القوانين التي يعملون على تشريعها ، كما ان قوات الاحتلال اقتحمت منازل اسرى ومحررين وصادرت اموالا ومصاغا ذهبيا وسيارة وقام المستوطنون بقطع عشرات الاشجار.

كما انهم قاموا بطرد نائبة في البرلمان الاوروبي هي آنا ميراندا ومنعوها من دخول الاراضي الفلسطينية لأنها أدلت بتصريحات اعتبروها ضدهم ومع الحق الفلسطيني، وقد جاءت الى اسرائيل مع وفد من البرلمان الاوروبي للعلاقات مع السلطة الوطنية.

ومع هذه الاجراءات ، أقروا مشروعا استيطانيا ثالثا يضم 1500 وحدة يحاصر مدينة القدس من الشمال جهة قلنديا والجنوب جهة بيت لحم، يضم بناء سبعة ابراج وهذا المشروع يستهدف ايضا ربط المستوطنات في شمال وجنوب الضفة.

والتساؤل الكبير الذي يتكرر هو اين العرب والمسلمون والمجتمع الدولي بصورة عامة من هذه الممارسات؟؟ ولقد سمعنا عن مؤتمر القدس الذي انعقد بالقاهرة بمشاركة عربية رسمية وواسعة ، وكما يقول المهندس عدنان الحسيني مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير ورئيس الجمعيات المقدسية الرسمية ، فقد كان الوضع الاقتصادي لعاصمتنا الموعودة حاضرا الى جانب البعدين السياسي والقانوني.

وهذه الاقوال ايجابية من الناحية النظرية ولكن المطلوب تنفيذها ميدانيا، لأننا سمعنا عن مؤتمرات كثيرة سابقة ، ولكن جرائم الاحتلال وانتهاكاته لكل القوانين لم تتوقف، وما يحدث في هذه الايام ومجزرة نابلس المؤلمة خير دليل على ان الاحتلال لا يسمع ولا يهتم الا بالافعال وليس بالاقوال، واذا كان العالم لا يسمع ولا يبالي الا للنفوذ والقوة فإن العرب يملكون الكثير من هذه القوة ولكنهم لا يستغلونها وتظل مواقفهم اللفظية مجرد كلام في الهواء ونحن ندفع الثمن غاليا.