بقلم: الأسير ياسر أبو بكر

بعد أن مرّ عليهما الزمن بانقطاع عن الأهل والأحبة والأصدقاء، ونعيم الطبيعة والسماء المفتوحة، كما حالنا نحن أجمعين داخل المعتقلات، وبعد صبر طويل وتأمل وتفكر في الأسباب والنتائج ها هو البطل الحر كريم يونس يعانق السماء وفضاء الحرية ويقبل طين الأرض ويشم رائحتها، بعد أن أفشله السجان من عناق أمه التي توفيت حزنًا على فراق دام أربعين عامًا.

يدخل المعتقلون السجون الصهيونية وعلى ألسنتهم بيت الشعر الشهير للشاعر احمد شوقي: وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يُدق.

كل من دخل المعتقل قد عاني قسوته وشدته وعذاباته أكثر من غيره من الناس، وهو من عانى قبل الاعتقال أكثر من غيره من ظلم المحتل أو المستعمر أو الظالم فقام بواجبه لم يفوّت عليه لحظة من لحظات القدر الذ ي أعانه ليطرق الباب.

داخل قفص ذاته، وفي الأسر قد تجد المعتقل متذبذبًا بين صعود وهبوط في نفسيته القلقة فإما تٌحلّق روحه في فضاء الأمل والحرية وإما ينكسر ولسنا بالمنكسرين أبدًا. بل نحن الذين سننتصر آجلًا ام عاجلًا.

منتصرون لأننا نخوض بالمعتقل نضالين نضال المعاناة مع السجان، ونضال الذات والنفس لتظل قوية غاضبة صامدة لا تقبل الانكسار وفي ذلك انتصار عظيم لمن يستطيع أن يحققه.

كان كريم يونس وماهر قد عانيا في المعتقل الكثير لاسيما وانهما من فلسطينيي الداخل، وكان لكل الأسرى الآخرين معاناة مختلفة، ولكن كلا المعانتين تلتقي عند حدود طرق باب الحرية التي أرادها الجميع للشعب العربي الفلسطيني ولفلسطين.

نحن اتفقنا على وحدة الهدف، والدم فكانت فلسطين مشعل النور الذي قادنا للعطاء والكفاح فإما نستشهد أو نؤسر يحدونا الأمل، أو نواصل فضيلة النضال حتى النصر.

أحببتُ أن أقول هذه الكلمات القليلة من خلف القضبان فَرِحًا بما يثلج الصدر بخروج من كانوا في الأسر أجمعين وعلى رأسهم أخونا الكبير كريم يونس القيادي في حركة فتح، والاخ ماهر يونس لأن في خروجهما كما الحال فيما سبق مع كل عمليات تبادل الأسرى او الاتفاقات ما يجعل من الأمل معقودًا أن نتحرر نحن أيضًا. فقضية الأسرى يجب أن تظل ذات اولوية فلا حل بدون حلها ولكم النظر والفعل.

هنيئًا لفلسطين بخروج كل أسير من محبسه، وهنيئًا لفلسطين بأسيري الحرية كريم وماهر، ونحن على الدرب درب التحرر والحرية بإذن الله سائرون.