بعد اربعين سنة وراء القضبان، خرج كريم يونس شامخا مرفوع الهامة والقامة، وسيظل رمزا للكرامة والانسانية والصمود والصبر، وسيظل اسمه شمعة تضيء الليل وتعزز معنى الحياة والانسانية.
كريم يونس بعد اربعين سنة في الاسر حاول الاحتلال تشويه لحظة انطلاقته وخروجه مرفوع الهامة، ولكنه كان الأقوى وكان الصامد الشجاع وكان وسيظل المنارة الخالدة لا لأهله وعائلته وبلده وشعبه فقط ولكن للانسانية عموما وللصمود والدفاع عن الوطن والحقوق بصفة خاصة.
كل الاحترام والتقدير اليك يا كريم والى كل زملائك وامثالك الابطال وسنظل نذكرك ويذكرك الوطن بكل الشموخ والقامة المرفوعة وسيظل اسمك شمعة مضيئة.

بين الكلام في مجلس الأمن والواقع على الارض!
من الواضح والواقع ان الغالبية العظمى من دول العالم تقف مع حقوقنا وضد الممارسات والانتهاكات الاسرائيلية التي لا تتوقف، وكانت اخر هذه المواقف قرار مجلس الأمن باجماع الاعضاءعلى ضرورة الحفاظ على الوضع الراهن بالقدس، اضافة لهذا الموقف الامريكي في المجلس الدولي فقد اعلن الناطق الرسمي باسم الخارجية الامريكية ان البؤر الاستيطانية في الضفة غير شرعية ، وحذر من البناء الاستيطاني او التوسع واضفاء الشرعية على هذه البؤر وغيرها في الاراضي الفلسطينية، وقال ان واشنطن تقف بحزم من اجل الحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في ما يتعلق بالأماكن المقدسة.
هذه مواقف سياسية ايجابية، سواء بقرار مجلس الأمن او التصريحات الرسمية الامريكية، ولكن الكلام شيء والواقع شيء آخر مختلف، لأن البناء الاستيطاني لا يتوقف وعشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الاقصى بعد اقتحام بن غفير له قبل ايام قليلة وله صفة رسمية كبيرة وهو وزير لما يسمى بالأمن القومي الاسرائيلي وقد اقتحم الاقصى تحت حماية امنية مشددة من عناصر الشرطة، اي ان اقتحامه كان له صفة رسمية كبيرة اضافة لكونه وزيرا.
وبالاضافة للاستيطان بكل اشكاله، فان الاحتلال يلجأ بشكل روتيني للقوة المميتة ضد الاطفال كما اكدت الحركة العالمية للدفاع عن الاطفال، وهناك عدد كبير من هؤلاء الضحايا ومعروفة اسماؤهم واعمارهم، كما انه لا يتوقف عن هدم المنازل وتهجير المواطنين ومصادرة الاراضي وغير ذلك من الانتهاكات.
ان الموقف الدولي المتسع ضد ممارسات الاحتلال هو امر ايجابي وضروري وهو يؤكد التفهم المتزايد لحقوقنا، ولكنه في النهاية يظل مجرد اقوال تتكرر باستمرار ولا يسمعها الاحتلال ولا يخشى نتائجها ويظل يمارس اعتداءاته ضد الارض واهلها وضد واقعهم ومستقبلهم.
ان المطلوب خطوات عملية فعالة ضد الاحتلال وهناك عشرات المواقف التي يمكن اتخاذها ميدانيا وتجعل الاحتلال يفكر كثيرا قبل اقدامه على اية خطوات توسعية او انتهاكات لارضنا وحقوقنا. وفي كل الاحوال فان صمود شعبنا وتمسكه بحقوقه وثباته فوق ارضه رغم كل هذه التحديات والصعوبات، يظل هو السلاح الاقوى والاكثر فعالية والشوكة القوية في حلق الاحتلال وكل اطماعه اللاانسانية وغير القانونية والمنافية لكل الحقوق.