Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 07 يناير 2023 10:08 صباحًا - بتوقيت القدس

اخي كريم يونس .... يا رفيق الدرب الطويل

بقلم: الاسير محمد اغبارية


سأتجنب الكتابة الاعتيادية هذه المرة... فلا مكان لها في هذه اللحظات الجليلة، لذلك التمس منك العذر، لأني سأكون معك كما انا بدون الديباجات او المقدمات.. لان السجن علمني ان لحظة الفراق اقوى من كل المناسبات، اذ انها تحشد دفعة واحدة كل الذكريات والاحلام، وكل ما مر معنا من مرارات وابتسامات على مر السنين تلو السنين .
اخي كريم: قد غادرتنا فجأة،كما التقينا قبل"31 سنة" فجأة في سجون الاحتلال، لكن الاولى عانقناك وصافحناك، غير ان هذه المرة غادرتنا دون ان نراك ودون عناق. لان الاسلاك والجدران والسجان حالوا بيننا. ربما لانها تبشر بقرب اللقاء على ربى الوطن فلسطين.
عندما قرأت الخبر على التلفاز ان كريم يعانق الحرية بعد 40 عاما من الاسر، شعرت ان روحي رافقتك حتى بوابة السجن.. ثم بعد ان خرجت الى الحرية عادت روحي ادراجها.. سعيدة لان كريم يتنسم اول يوم من حريته.. وحزينة لاننا اول يوم بدون كريم.
ثم تذكرت عندما قلت لي في اول اسري قبل 30 عاما، ان صفقة احمد جبريل عام 85 قد تجاوزتك وتجاوزت المرحوم سامي يونس وابن العم ماهر يونس .
لكني تذكرت كيف غمرتنا السعادة ونحن ننتظر معا التحرر في صفقة حزب الله عام 2004 غير انها قد تجاوزتنا، نحن الاثنان معا هذه المرة .. ثم عاودتنا نفس الفرحة ونحن ننتظر الافراج في صفقة شاليط عام 2011، وكنا نقول الوطن لا يترك ابناءه... لكن بقينا في الخلف دون ان نفقد الامل البتة.
جاءت وعودات الدفعة الرابعة عام 2014 وكاد اليقين يسيطر علينا اننا لا بد محررين، كون الدفعات الثلاث السابقة قد انجزت، غير ان الغرباء قد غدروا، وكان قدرنا ان نبقى معا في الزنزانة حتى صباح 5/1/2023 موعد حريتك .
ففي صبيحة هذا اليوم وقفت امام التلفاز لاشاهدك وانت تمشي حرا شامخا في شوارع عارة، وتخيلتك ستتقافز بهجا سعيدا وتقول انا على الارض... انا على الارض.
غير انني لم اتمالك حتى تترجل من السيارة لاراك .. اذ شعرت ان عيوني ستخذلني وستمطر في الحال .. فأخذت اداري عيوني من نظرات الاسرى... فأنت تعرف يا كريم شغف الاسرى لان يروا كل شيء ويعرفوا كل شيء ... فذهبت الى حمام الفورة لادع دمعات العيون تأخذ طريقها نحو حريتها وتنطلق من معقلها، فنحن اعرف الخلق بمعنى الاسر وبمعنى الحرية ولا نحب ان يبقى اسيرا واحدا على هذه الارض،حتى لوكان هذا الاسير الدمع في العيون ... والغريب يا كريم ان دموعي كانت مزيجا ما بين الخاص والعام وما بين الشخصي والوطني.
فكريم انت اورثتني تعاليم الاسر من اول يوم، واورثتني تعاليم المواجهة والمحاورة مع السجان... ولطالما علمت الاجيال من بعدك ان الوحدة طريق الانتصار والفرقة طريق الاندثار.
فهنيئا لك الحرية ولاهلك الكرام ولشعبنا الفلسطيني العظيم والرحمة لارواح والديك الكريمين واللقاء قريب باذن الله .

دلالات

شارك برأيك

اخي كريم يونس .... يا رفيق الدرب الطويل

-

انس الدربي قبل ما يقرب من 2 سنة

الحرية لكل الأسرى للتدقيق الشهيد احمد جبريل

المزيد في أقلام وأراء

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 80)