أقلام وأراء
الإثنين 02 يناير 2023 10:02 صباحًا - بتوقيت القدس
كيف تبدو صورة شبيبة التلال الاستيطانية في قادم الأيام؟
بقلم: فتحي أحمد
كشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، إن العام 2020 شهد ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة اعتداءات المستوطنين بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم، مقارنة بالعام الذي سبقه، حيث رصدت الهيئة خلال العام الماضي ما يزيد عن 930 اعتداء للمستوطنين وفي عام 2021 وعام 2022 زادت عمليات التطرف الصهيوني بوتيرة عالية جدا، هذا ما يعزى إلى الدعم الحكومي لهذه العصابات التي باتت تشكل اليد الضاربة لدولة الكيان، وقد بني هذا الفكر التعصبي في مدارس دينية مولتها حكومات إسرائيل المتعاقبة، ومهما حاول الإعلام الإسرائيلي نفي دور الجهات الرسمية من تقديم الدعم فهذا المبرر لا صحة له ابدا ودليل ذلك و انطلاقًا من المقولة الشهيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون حيث قال “أنتم ملح هذه الأمة اليهودية"، عبارة قالها زعيم الليكود الأسبق منذ ما يقارب عقدين من الزمن وهو يقصد اليهودية المتطرفة، فهذا يقودنا إلى مدى أهمية هذه المجموعات المتشددة في حماية المشروع الاستيطاني وتمدده على اراضي الفلسطينيين المحتلة عام 1967 .
فرغم تنصل الإعلامي الصهيوني ايدي كوهين مما تقوم به عصابة شبيبة التلال والذي وصفهم بحفنة من المستوطنين خارجين عن القانون، واردف نشجب ما تقوم به هذه الفئة المارقة دولة ومجتمع إسرائيلي برمته بحق المدنيين الفلسطينيين انتهى الاقتباس، فالماء يكذب الغطاس مثل عربي مشهور، فتصريحات شارون سالفة الذكر تدلل على عكس ذلك وتضع النقاط على الحروف، فلو لم يكن لهذه العصابة حاضنة شعبية ودعم حكومي ما تجرأ هؤلاء على العبث في ممتلكات الشعب الفلسطيني والاعتداء على ارضه ومصادرتها، لهذا يعتبر وصف شارون لهذه العصابة بانهم ملح البلد هو وصف في مكانه لولاهم ما كان ثمة حماية للمشروع الصهيوني المتمثل في دولة الاحتلال، فهو يعبر بشكل جلي عن الوشائج بين العصابات المنظمة التي كان في يوم من الأيام شارون جزء منها والجهات الرسمية في حكومات الاحتلال.
اذن من هم عصابة شبيبة التلال؟
عصابة "شبيبة التلال" مجموعة استيطانية متطرفة، يعيش معظم أعضائها، في بؤر استيطانية وخيام على قمم جبال الضفة وتعدادهم بالآلاف، ويسكنون في مزارع ومبان متنقلة ضمن مناطق مفتوحة خارج المستوطنات وفوق أراضي بملكية خاصة للفلسطينيين. إن الاعتداءات التي نفذتها شبيبة التلال ضد الفلسطينيين لا تعد ولا تحصى ولقد تنوعت بين الاعتداء الجسدي، وتدمير الممتلكات، واقتحام المعالم التاريخية، وطالت هذه الاعتداءات الفلسطينيين من مختلف الأعمار، والمدارس، وأماكن العبادة. ويُعتبر إحراق منزل عائلة الدوابشة في قرية دوما بمحافظة نابلس، والذي نفذته منظمة تدفيع الثمن يعود بالأساس إلى منظمة شبيبة التلال، أكثر الاعتداءات الدموية في الأعوام الأخيرة، أدى إلى استشهاد ثلاثة من أفرادها في 2015، وكان قبلها حرق الطفل محمد أبو خضير حيًا في القدس في 2014. وأيضًا اقتحام مسجد عقربا جنوب نابلس في 2018، وخط شعارات عنصرية تحريضية، ومهاجمة الأراضي الزراعية واقتلاع الأشجار وحرقها وسرقة ثمارها.
فكر شبيبة التلال المتطرف
يقول عاموس هرئيل وحاييم ليفينسون أن النواة الصلبة لهذه المجموعة تضم عشرات النشطاء الذين يتخذون من البؤر الاستيطانية مركزا لعملهم، لكنهم يكثرون من التجوال في انحاء البلاد، داخل الخط الأخضر، أيضًا. وخلافا للماضي فان المفهوم السائد اليوم، هو أن هؤلاء النشطاء لا يسعون إلى العمل انطلاقاً من معايير نفعية، كردع الحكومة وقوات الأمن عن اخلاء بيوت في البؤر الاستيطانية والمستوطنات. فهؤلاء لديهم أفكار أكثر طموحة، في مركزها تقويض الاستقرار في الدولة بهدف تحقيق انقلاب سلطوي يحقق نظاماً جديداً على أساس الشريعة اليهودية وأن هناك تحولا إيديولوجيا في تفكير صفوف هذه المجموعة من الشبان الذين كانوا يسمون” تدفيع الثمن” أو “شبيبة التلال” لا تعترف بسيادة إسرائيل، وتدعو إلى إقامة المملكة اليهودية، وبعد سبر اغوار حركة ما يسمى شبيبة التلال فأنها تسعى إلى إقامة دولة يهودية منفصلة على أراضي الضفة، وهذا يعني أن الضفة الغربية حسب الفكر التوراتي والتلمودي الشفوي ما هي الا مناطق نفوذ يهودية يمنع بأي شكل من الأشكال التنازل عن شبر واحد منها، وقتل رابين رئيس وزراء إسرائيل الأسبق هو نتيجة حتمية بعد عملية السلام التي أبرمها مع منظمة التحرير الفلسطينية والتي نادت بحق الشعب الفلسطيني في دولة على حدود عام 67.
اعتراف ناشط استيطاني
قبل سبع سنوات بدأت عصابة تدفيع الثمن (تاغ محير) بعملها النابع من معتقد تلمودي متطرف، يقول هذا الناشط وهو ميخا ريغيف إن العنف الذي تمارسه مجموعة تدفيع الثمن هو نتيجة دافع ثيولوجي خطير وكراهية عمياء، كما أضاف أن هنالك حاخامات يؤمنون أن هذه الحقبة في عصر الخلاص والانعتاق والعرب يدنسون البلاد وهنالك ضرورة لأن يقوم الشعب اليهودي ببسط ملكيته على كامل أرض إسرائيل، ولكي يحقق اليهود هذه السيادة يجب عليهم أن يبادروا إلى افتعال حرب دينية مع العرب.
يبدو البعد المعياري المتعلق بالمعتقدات المسيانية تنص على تخليص الأرض وتوطينها وهذا المعتقد يشكل قاعدة للحركة الصهيونية العلمانية والصهيونية الدينية، فعمليات عصابة تدفيع الثمن شبيبة التلال هي بمثابة الستار الخفي الهدف منه التستر على جرائم الدولة ضد الفلسطينيين، والمضي قدما نحو تهويد الضفة الغربية، بعيدا عن طرح الأسئلة حول ما تكون عليه الأيام القادمة وضبابية الوضع على الأرض، فأن رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو يعي ما هو المسار الذي خطه لنفسه، ورغم تحذيرات حليفة إسرائيل والدعمة السياسية واللوجستية لها وهي الولايات المتحدة الأمريكية، فالصلف الإسرائيلي والموقف الدولي الداعم لها يعطيها قوة غير محدودة. تبقى التحذيرات الأمريكية من المد الاستيطاني ومصادرة الأراضي مجرد كسب ود العرب والضحك عليهم للحفاظ على مصالحها في المنطقة.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
كيف تبدو صورة شبيبة التلال الاستيطانية في قادم الأيام؟