أقلام وأراء
الثّلاثاء 01 نوفمبر 2022 10:26 صباحًا - بتوقيت القدس
القدس ....والقمة العربية
بقلم : راسم عبيدات
لا نريد لهذه القمة العربية ال 31 التي ستعقد في الأول والثاني من شهر تشرين الثاني القادم في الجزائر ،أن تكون تكراراً و" اجترارا" للقمم العربية السابقة،وبأن تبقى قراراتها حبراً على روق يجف قبل انفضاضها، فالشعوب العربية من كثرة خيباتها ومرارتها من تلك القمم لم تعد تكترث لعقدها او من سيحضرها أو يقاطعها أو يغيب عنها بعذر وبدون عذر، لأن تلك القمم رسخت في وعي الشعوب والشارع العربي، بأن أمتنا تحولت الى ظاهرة صوتيه، قرارتها لا تجد طريقها للتنفيذ،بل كل قمة جديدة تضيف المزيد من الإحباط واليأس عند المواطن العربي، فلا تقدم له أية حلول عملية للمشاكل التي تعاني منها تلك الشعوب سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية من فقر وجوع وبطالة وغلاء وارتفاع اسعار،أو العمل على تصفية الخلافات والحروب والفتن التي تصيب وتعسف بأكثر من قطر عربي، حيث القتل والدمار والخراب ونهب الخيرات والثروات،ومصادرة القرار العربي المستقل،وغياب المؤسسة الجامعة التي توحد كلمة العرب وتعلي رايتهم وتعيد لهم مجدهم وعزتهم وكرامتهم، في ظل انتقال قيادة العالم العربي من الثورة الى الثروة..
نحن نتمنى للجزائر التي نقدرها عالياً كشعب فلسطيني رئيساُ وحكومة وبرلماناً وشعباً، والتي قال رئيسها الراحل الكبير الأسبق هواري بومدين" أنا مع فلسطين ظالمة أو مظلومة" ،وعلى نهجة تسير القيادة الجزائرية الحالية،بقيادة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون،فالجزائر احتضنت حوارات المصالحة الفلسطينية،ومن قبلها كان اعلان الإستقلال الفلسطيني من على أرض الجزائر في 15/11/1988 ،وكذلك ،هي تحتضن القمة العربية ال 31، والتي نأمل ونتمنى أن تنجح الجزائر في إحداث اختراقات جدية، تمهد لتصفية الخلافات العربية العربية والفلسطينية - الفلسطينية ...
ما تطلبه القدس بكل مركباتها ومكوناتها سياسية وطنية ودينية ومؤسساتية وشعبية من هذه القمة العربية... أن يكون هناك ترجمة عملية للقرارات التي تتخذ لتعزيز صمود المقدسيين وحماية أرضهم ومقدساتهم ودعمهم وإسنادهم،بكل الطرق والوسائل سياسية حقوقية قانونية اعلامية ،وكذلك تقديم الدعم المادي للقطاعات التي تشكل مداميكا أساسية في بقاء وصمود وتمسك المقدسيين بأرضهم وكل مكونات جودهم في المدنية،تعليم وصحة واسكان وسياحة وفنادق وكذلك دعم وتعزيز صمود تجار البلدة القديمة من القدس، تلك البلدة القديمة التي يستهدفها الإحتلال بالتهويد وطرد وتهجير سكانها وشل الحركتين التجارية والإقتصادية فيها،تمهيداً لسيطرة الجماعات الإستيطانية عليها ....فالمواطن المقدسي الذي يسمع مع كل انعقاد قمة عربية، عن الأموال التي تخصص لدعم القدس والمقدسيين،بمئات ملايين الدولارات، بات يتساءل في ظل كل هذا الدعم العربي "المنهمر" على القدس والمقدسيين،يفترض ان تتحول القدس الى جنة الله على أرضه،ولكن هذا الدعم الذي بات يخلق أزمة وحالة من عدم الثقة بين القيادة واهل القدس، في أغلبة وبنسبة لا تقل عن 90% وما فوق،فقط هو في الإطار الشعاري والدعائي والإعلامي،ولا يجري ترجمته بفعل او تنفيذ على الأرض . .. وكذلك لسان حال المقدسيين يقول لكل الزعماء العرب اعتمدتم في قمة بيروت آذار/2002،ما يعرف بمبادرة السلام العربية والتي نصت على " الأرض مقابل السلام"،ولكن مبادرتكم آلت الى "التطبيع والأمن مقابل السلام"،فهل هذه الهرولة العربية الرسمية للتطبيع مع دولة الكيان، قادت الى استرجاع حق فلسطيني او عربي أو نجحت في استعادة ارض عربية او فلسطينية،أو حمت القدس والمقدسات ومنعت تمدد وتوسع الإستيطان،أو وقف عمليات القمع والتنكيل بحق شعبنا الفلسطينين وإستباحة دمه وحقوقه بالقتل والإغتيال والإعتقالات والعقوبات الجماعية ...؟؟،انتم تعرفون وتدركون جيداً بأن هذا التطبيع،ليس فقط مخالف لما تسمونه بمبادرة السلام العربية،بل لم يستفد منه سوى المحتل، لانه اعتبر تطبيعكم المجاني ضوءا اخضر لكي يوسع من قمعه وتنكيله وارتكاب جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني ،وتكثيف وتصعيد الإستيطان،ولذلك في قمتكم هذه مطلوب منكم ان توقفوا بوابة الإنهيار الرسمي العربي،ووقف هذا التطبيع المجاني المدمر،واعادة اتجاه البوصلة نحو قضية العرب الأولى والمركزية فلسطين،حيث حرف البعض العربي البوصلة عن عمد،كما حرف الصراع عن أسسه وقواعده.
وأيضاً فيما يتعلق بنقل العديد من الدول لسفارتها من تل ابيب الى القدس،عدا كونه يخالف قرارات الشرعية الدولية واتفاقياتها،ويشرعن ضم مدينة القدس لدولة الكيان واعتبارها عاصمة له،فقممكم قالت بفرض عقوبات على الدول التي تنقل سفاراتها من تل ابيب الى القدس،ولذلك مطلوب منكم أن تمتلكوا قراركم وارادتكم،وتتخلوا عن حالة الإرتجاف والدونية في التعامل مع من يغتصبون أرضنا ويحتلونها ومن يقدمون لهم الدعم ليل نهار،ولا يلتفتون اليكم إلا بمقدار خدمتكم لمصالحهم واهدافهم،وأضعف الإيمان حتى يتم وقف هذا المسلسل،كان الأجدر بكم سحب سفرائكم من عواصم تلك الدول واغلاق سفارتها في بلدانكم،حتى تنصاع لما يعرف بالشرعية الدولية" مزدوجة" المعايير وانتقائية التطبيق،وبقرارتكم هذه فقط يصبح لكم قيمة واحترام ويحسب لكم الف حساب،بدل النظر لكم على انكم " فزاعة" وظواهر صوتية .
نحن ندرك بأن هذه القمة البعض العربي،يريد ان يفشلها قبل بدئها إرتباطاً برؤيا قاصرة ومصالح شخصية وقطرية ضيقة،ولا يريد لها ان تشكل قمة "لم الشمل العربي"أو حتى الفلسطيني،ولا تريد للجزائر ان تنجح في مسعاها هذا،بل تريد أن تبقي على حالة الشرذمة والتفكك والتفتت العربي،تلك الحالة التي ستعزز من مظاهر وظواهر الإحباط واليأس عند الشعوب والجماهير العربية من قيادتها ومؤسساتها الرسمية،تلك المؤسسات التي تنظر اليها تلك الشعوب من جامعة دول عربية او منظمة التعاون الإسلامي،بأن قرارها خارج سيطرتها،بل تتحكم فيه أمريكا ومن ينفذ إرادتها وقرارها من دول النظام الرسمي العربي.
القدس يا قادة العرب ما تحتاجه منكم ،أن تحدثوا اختراقاً جدياً نحو "لملمة شملكم" ووحدتكم ،فبدون ذلك لن يحترمكم العالم ولن يحسب لكم حساب،وستبقون مثل "الطابة" عرضة للتقاذف من هذا الطرف أو ذاك ...نحوا خلافاتكم جانبا، ووحدوا مواقفكم،وأعيدوا البوصلة الى اتجاها الصحيح،وكذلك أعيدوا الصراع الى قواعده وأسسه الصحيحة ....القدس يا قادة العرب تقول لكم بانه من العار على أي عربي أو مسلم، أن يقبل بأن يصبح اسم المسجد الأقصى "جبل الهيكل" في المنهاج التعليمية التي يريدون فرضها على طلابنا في القدس،أليس الأقصى قبلتكم الأولى ومسرى رسولكم محمد صلى الله عليه وسلم ..؟؟،أليس من العار عليكم ان تقبولوا بأن يصبح اسم يوم نكبتنا " استقلال" دولة الكيان وتشارك العديد من قياداتكم فيها.
القدس يا قادة العرب تقول لكم مللنا من الشعارات والخطابات والقمم مكررة الإنشاء وبيانات الشجب والإستنكار والشكر لحسن الضيافة،ودعم الشعب الفلسطيني اللفظي في الحصول على حقوقه واقامة دولته المستقلة، فحقوق الشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة لن تأتي من بوابة التطبيع والبيانات والشعارات الجوفاء والخطب الرنانة ،فالتاريخ يعلم بقديمه وحديثه،الطريق الصحيح لنيل الحقوق وتحرير الأراضي المغتصبة.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
القدس ....والقمة العربية