Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 24 أغسطس 2022 10:29 صباحًا - بتوقيت القدس

تغيُّر تاريخيّ يطرأ على قيادة حماس ‏

بقلم: أ.د عيلي ألون وإيال إيرليخ


نُشر في العاشر من آب من هذا العام مقال هامّ وشجاع في صحيفة القدس، كتبه الدكتور أحمد ‏يوسف، أحد القادة المثقّفين البارزين في حماس والذي كان لسنوات مستشارًا سياسيًّا رفيع المستوى ‏للقيادة. هذا المقال هامّ للغاية حسب رأينا، وذو بعد تاريخيّ حقيقيّ، وقد تحدّث عنها مراسل ‏الشؤون العربيّة المخضرم، إيهود يعاري، للجمهور الإسرائيليّ. وقد ارتأينا هنا التطرّق إلى هذا ‏المقال. ‏


مؤلّفا هذا المقال هما إسرائيليّان، يحاولان منذ حوالي 20 عامًا النهوض بمبادرة الهدنة: ‏طموحنا وطموح عدد قليل من الأصدقاء الإسرائيليّين والفلسطينيّين هو دعم تسوية سياسيّة ‏محترمة بين الإسرائيليّين والفلسطينيّين، التي لن تكون اتّفاقيّة سلام، تضمن فترة هدوء طويلة ‏الأمد مدّتها 30 عامًا، وتفضي إلى فترة طويلة من إعادة التأهيل الاقتصاديّ وحياة كريمة ولائقة ‏للطرفين. ‏


أسّسنا منذ حوالي 12 عامًا مع صديقنا من غزّة الدكتور إياد السرّاج جمعيّة أسميناها "هدنة- أمل ‏من أجل الشرق الأوسط". صُغنا معًا مبادئ لتسوية سياسيّة طويلة الأمد، والتي لن توفّر فقط ‏ثلاثين عامًا من السلام وفترة ازدهار اقتصاديّ غير عاديّ للفلسطينيّين، بل يمكن أن تؤدّي أيضًا ‏إلى إقامة دولة فلسطينيّة داخل حدود مؤقّتة. كلّ هذا دون توقيع اتّفاقيّة سلام نهائيّة تضع حدًّا ‏للصراع. لقد توصّلنا منذ فترة طويلة إلى استنتاج مفاده أنّ هدف تحقيق السلام النهائيّ بين الدول ‏غير واقعيّ. في الوقت الراهن لا توجد، حسب تقديرنا، فرصة لأن يتفّق الطرفان على القضايا ‏الجوهريّة للصراع، مثل: حقّ العودة أو الحدود النهائيّة أو وضع القدس.‏


للأسف الشديد تُوفّي صديقنا إياد السرّاج منذ حوالي عشر سنوات. مات الرجل، لكنّ رؤيته ما ‏زالت نابضة بالحياة، ونحن عازمون على تحقيقها!‏


في المقال الذي نشره الدكتور أحمد يوسف الأسبوع الماضي، دعا حماس إلى تغيير السياسة ‏العسكريّة للتنظيم واعتماد إستراتيجيّة جديدة: السعي من أجل هدنة طويلة الأمد. على حدّ علمنا، ‏هذه هي المرّة الأولى التي يوجّه فيها مسؤول كبير في حماس انتقادات حادّة ومباشرة للخطّ الذي ‏تنتهجه حماس منذ سيطرتها على قطاع غزّة قبل نحو 15 عامًا. نحن نفهم أن الدكتور أحمد ‏يوسف ليس الشخصيّة البارزة الوحيدة في حماس التي تتحدّث بهذه اللهجة. فقد انضمّ إليه مؤخّرًا ‏الدكتور إبراهيم حمامي، وهو شخصيّة معروفة في حماس يعيش في لندن ومدير معهد أبحاث ‏اسمه "مركز شؤون فلسطين".‏


يجب ألّا نتجاهل هذه الأصوات الجديدة القادمة من كبار مسؤولي حماس!‏


لذلك يجب على الدولتين، حسب رأينا، "الرضا بالقليل" والتركيز على الهدف الواقعيّ المتمثّل ‏في تحقيق هدنة طويلة الأمد، ويُفضّل أن تكون مدّتها 30 عامًا على الأقلّ، يتمّ خلالها تحسين ‏الظروف المعيشيّة لسكّان غزّة والضفّة الغربيّة بشكل جذريّ.‏


للأسف الشديد، المعارض الرئيسيّ بين الفلسطينيّين لهذه الخطّة السياسيّة هو الرئيس الفلسطينيّ ‏محمود عبّاس (أبو مازن)، الذي يُبدي معارضة شديدة لأيّ حلّ مؤقّت طويل الأمد. إذ إنّه حسب ‏رأيه الاستنتاج من حقيقة فشل اتّفاقيّات أوسلو، هو أنّ الاتّفاقيّات المؤقّتة طويلة الأمد ستؤول إلى ‏الفشل. وفقًا لتوجّه أبو مازن، يجب التخلّي تمامًا عن أيّ حديث عن تسوية مؤقّتة أخرى، ‏وبالتالي يجب أن تُطرح على جدول الأعمال فقط اتّفاقيّة سلام نهائيّة.‏


لكن، حسب رأينا، لقد أثبت الزمن أنّ الوضع مختلف. لا توجد أيّ فرصة في الوقت الراهن ‏للتوصّل إلى اتّفاقيّة سلام نهائيّة. تمسُّك أبو مازن بموقفه الذي "عفا عليه الزمن"، يحكم على ‏ملايين الفلسطينيّين بحياة سيّئة للغاية، لا يضمنون فيها سوى استمرار الحصار، استمرار ‏المعاناة، وخاصّة انعدام الأمل بالمستقبل!.‏


يجب على أبو مازن ومن سيخلفه في قيادة فتح، حسب رأينا، الاستماع جيّدًا للأصوات الجديدة ‏التي تصدر عن حماس. إذ يتبيّن هناك أيضًا أنّ المزيد والمزيد من الأشخاص يتوصّلون إلى ‏استنتاج مفاده أنّ هناك حاجة ماسّة لتغيير الاتّجاه، وإيجاد طريق جديدة تجعل من الممكن تحسين ‏حياة الفلسطينيّين دون التخلّي عن أحلامهم و رغباتهم.‏


بدءًا من عام 2008 وحتّى وفاته في كانون الأوّل 2013، عمل الدكتور إياد السرّاج بجدّ ‏محاولًا إقناع قيادة حماس في غزّة بالموافقة على إلقاء السلاح لمدّة 30 عامًا، للسماح لسكّان غزّة ‏بأن يعيشوا حياة طبيعيّة، حياة فيها كرامة وأمل. وبحسب ما سمعناه منه حينها، فإنّ مبادرة الهدنة ‏حظيت باهتمام قيادة حماس، التي أدركت أنّه من الضروريّ أن تجلب لغزّة وسكّانها فترة راحة ‏طويلة من الحروب، وفترة طويلة من الهدوء والازدهار الاقتصاديّ. ‏


نعتقد أنّ لدى أبو مازن ورفاقه في قيادة فتح فرصة لقيادة خطوة تاريخيّة وهامّة بجميع ‏المقاييس. حان الوقت لإعادة حساب المسار. إنّ تغيير السياسة من جانب أبو مازن ليس مطلوبًا ‏فحسب، بل ضروريّ و"مُلزم" أيضًا. ‏


إذا أدار أبو مازن ورفاقه الخطوة بشكل جيّد، فسيكونون قادرين في النهاية على إقامة دولة ‏فلسطينيّة داخل حدود مؤقّتة، بدعم من العالم كلّه. نحن على قناعة بأنّه إذا قرّر أبو مازن قيادة ‏هذه الخطوة، فسيحصل أيضًا على مباركة حماس للبقاء في السلطة لمدّة ثلاث سنوات أخرى ‏على الأقلّ. ‏


نقترح، وبكلّ تواضع، تبنّي مصطلح الهدنة العربيّ/ الإسلاميّ، والتوجّه إلى مصر (أو المملكة ‏العربيّة السعوديّة) ومطالبتهما بأن تترأّسا وفد مصالحة (جاهة صُلح) للنهوض بهذه الخطوة. ‏


وبمجرّد وصول وفد المصالحة هذا إلى المنطقة، فإنّه ستهبّ معه رياح الأمل، وسيكون من ‏المستحيل إيقاف العمليّة التي ستجلب لشعوب المنطقة مستقبلًا أفضل بكثير.‏

دلالات

شارك برأيك

تغيُّر تاريخيّ يطرأ على قيادة حماس ‏

المزيد في أقلام وأراء

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)