أقلام وأراء
الأحد 21 أغسطس 2022 11:32 صباحًا - بتوقيت القدس
الهولوكوست ... وحروب دون كيشوت
بقلم: زياد أبو زياد
لا شك بأن هناك مبالغة كبيرة جدا ً في المعركة الدون كيشوتية الدائرة رحاها الآن بين من هاجوا وماجوا ضد الرئيس عباس بسبب استخدامه صفة الهولوكوست في وصفه جرائم الحرب الإسرائيلية اليومية ضد أبناء شعبنا وبين من هبوا للدفاع عن الرئيس وكأننا في حرب ضد ألمانيا وليس ضد النفوذ اليهودي الصهيوني فيها. ولو أن الأمر اقتصر على التوضيح الرسمي الذي صدر عن مكتب الرئيس لكنا تركنا الأبواق المعادية تنعق حتى تتعب وتسكت دون إعارتها أي اهتمام، كما حدث حين حاولت استغلال قول الرئيس عن ترمب " يخرب بيتك" !.. وفشلت في ذلك.
فالرئيس تحدث عن المذابح التي ترتكب يوميا ً ضد أبناء شعبنا وحديثه جاء في نفس الوقت الذي تتكشف فيه أسرار المذابح الوحشية التي ارتكبت ضد شعبنا في العديد من القرى والبلدات الفلسطينية من قبل العصابات اليهودية خلال حرب 1948 وبعض هذه الأسرار معززة بأفلام الفيديو ومقابلات مع أشخاص يهود ممن قاموا بهذه المذابح والذين يقولون وهم يضحكون أحيانا ًويبتسمون أحيانا ً أخرى بأنهم لا يعرفون كم قتلوا من الفلسطينيين – لكثرة ما قتلوا - وأنهم لم يكونوا يأخذوا أسرى وأنهم كانوا يقتلون بشكل جماعي من استسلموا لهم وجلسوا معصوبي الأعين محاطين بالأسلاك الشائكة ، فأطلقوا عليهم نيران الرشاشات من مسافة صفر وبدم بارد، وتحدث بعضهم عن أعمال اغتصاب ونهب وجرائم أخرى أقل ما يُقال فيها أنها جرائم حرب ، ويتم هذه الأيام عرض فيلم إسرائيلي عن مذبحة الطنطورة كما تتداول وسائل التواصل الاجتماعي عددا من مقاطع الفيديو التي تقشعر لها الأبدان عما ارتكب من فظائع ضد شعبنا في حرب ال 48 ، وكلنا نشهد بأعيننا هذه الأيام أعمال القتل والتنكيل التي تُمارس ضدنا شيوخا ً وأطفالا ً ونساء ً بشكل يومي.
ولا شك بأن الرئيس حين يتحدث عما جرى ويجري لأبناء شعبه فإنه يتحدث بمرارة وألم يصل، دون أن يشعر ، الى حد الانفعال والغضب. والجميع يعرف بأنه لا يجوز محاسبة شخص عن كلمة أو عبارة صدرت عنه في لحظة غضب. وكان يمكن التعامل مع ما صدر عن الرئيس بأنه زلة لسان غير مقصودة في لحظة غضب إلا أن الأبواق اليهودية والصهيونية لا يمكن أن تفوت فرصة لتذكير العالم بالهولوكوست والنازية والاستمرار في ممارسة الابتزاز ضد الألمان والأوروبيين باعتبارهم مسؤولون عن جرائم النازية. وقد وجد هؤلاء في زلة لسان الرئيس فرصة لا يمكن أن يفوتوها ليمارسوا ذلك الابتزاز.
ونحن جميعا ً نشارك الرئيس في غضبه وشعوره بخيبة الأمل من تقاعس العالم عن ادانة الجرائم التي ترتكب ضد شعبنا، ونحن وإياه لا ننكر أن العهد النازي والجرائم التي ارتكبها بما في ذلك الهولوكوست ستبقى وصمة في جبين البشرية لأجيال عديدة قادمة. ولا بد هنا من التذكير بأن الهولوكوست التي يُقال أنه ذهب ضحيتها ستة ملايين يهودي لم تكن وحدها هي الجريمة التي ارتكبها النازيون بل إن هناك 22 مليون روسي قتلوا من ضمن من قُتل على أيدي ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
وعلى العالم أن يفهم مدى شعورنا بخيبة الأمل من معاييره المزدوجة لأنه بالرغم من كل ما حدث لأبناء شعبنا خلال حرب 1948 وما استمر حدوثه لهم منذ ذلك الحين وحتى اليوم يشكل نكبة مستمرة، إلا أن العالم وبشكل منافق وكاذب لا يُحرك ساكنا ً إزاء ما يجري لنا ويهتز ويثور ويغضب حين يتعلق الأمر باليهود أو بغيرهم من الشعوب الأوروبية كما هو الحال في أوكرانيا هذه الأيام.
مشكلتنا على الصعيد الإعلامي تكمن في أننا لا نحسن عرض قضيتنا أمام العالم، وبأننا لا ندرك أحيانا حساسية بعض الكلمات والعبارات بالنسبة للمُتلقي الغربي، ولا ندرك أحيانا ً حجم الضغوط التي تستطيع أن تمارسها ماكينة الدعاية اليهودية والصهيونية في أوروبا وأمريكا على كل من تسول له نفسه المساس بالمصالح اليهودية والأدوات التي تستخدمها لابتزاز الغرب وفي مقدمتها سلاح " الهولوكوست" واللاسامية، كما أننا لا نفكر حين نتعامل مع الغرب بنفس الطريقة التي يفكرون هم بها ولا بالمعايير التي يتعاطونها. مع أن أبسط قواعد العمل السياسي تقتضي كل ذلك.
ومرة أخرى أقول بأن من الخطأ اعتبار ردود الفعل المبالغ فيها من قبل جهات يهودية وصهيونية في ألمانيا أو جهات خاضعة لنفوذ هؤلاء على تصريحات الرئيس، فرصة لخوض معركة كلامية ضد جهات ألمانية رسمية أو غير رسمية. فألمانيا تحاول أن تمسك العصا من المنتصف فهي لا تستطيع التنكر لتاريخها ولا تستطيع أن تتخلى عن مسؤوليتها عن ذلك التاريخ، وهي تحاول في نفس الوقت تقديم الدعم المالي للسلطة وللشعب الفلسطيني كم أنها وقفت أكثر من مرة الى جانب حقوق شعبنا.
ألمانيا دولة أوروبية مهمة جدا ً بل وتقف على رأس المجموعة الأوروبية وعلاقتنا معها يجب أن تُحظى بالاهتمام اللازم.
دلالات
البروفيسور محمد الدجاني قبل أكثر من 2 سنة
دروس من المحرقة والنكبة مقابلة مع الصحافية الألمانية ماريا ستيركل اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل بارتكاب "50 محرقة"، لكنه أصدر بيانًا بعد ذلك وصف فيه محرقة ألمانيا النازية التي قتل فيها 6
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
الهولوكوست ... وحروب دون كيشوت