أقلام وأراء

الجمعة 19 أغسطس 2022 10:58 صباحًا - بتوقيت القدس

هل هي حرب وجود وهوية ام حرب دينية؟

بقلم:فتحي احمد


في لقاء مشعل مع محمد ضيف عام 2012 قال مشعل ان معركتنا مع الاحتلال ليست دينية بل نقاتله لاحتلاله ارضنا فهو يدنس مقدساتنا وشرد شعبنا عن ارضه نقاتله على اعتبار انه محتل وليس لأنه يهودي انتهى الاقتباس. 



في المقابل اجمع سياسيون فلسطينيون ان اقدام المتطرفين المتدينين اليهود على اقتحامات المسجد الأقصى المتكررة من شأنه ان يؤدي لحرب دينية يصعب التكهن بنتائجها بعد اغتيال الصحفية الفلسطينية شرين أبو عاقلة قبل زهاء ثلاثة شهور تحولت المعركة الى معركة العلم وكان الاحتلال يلاحق من يرفع العلم الفلسطيني وخصوصا في المناطق المصنفة سي وطال امد الحملة وفسرت على انها حربا ضد الهوية والوجود الفلسطينيين ويعتبر العلم الفلسطيني هو رمز الوجود الفلسطيني والثبات على ارضه وتشبثه بمقدساته في القدس والخليل وبيت لحم وغيرها وهدف الاحتلال من ذلك بطمس الهوية من خلال محاربته لرمزية الشعب الفلسطيني وتكويني الإسلامي والعربي وامتداده التاريخي والجغرافي على هذه الأرض وعمت المظاهرات ارجاء واسعة من الضفة الغربية وسميت تلك الاحداث ب ( حرب العلم ) تمخض عن تلك الاحداث ان مررت سلطات الاحتلال قانونا في الكنيست الإسرائيلي يمنع رفع العلم الفلسطيني واعتبر ذلك بأنه جريمة يحاسب عليها القانون.


التفسير الوحيد لذلك هو محاربة الشعب الفلسطيني وطرده واخلاء الضفة الغربية من سكانها الأصليين واحلال المستوطنين محلهم وهي سياسة قديمة جديدة وهو النهج الحلولي الكموني أي الأرض والاله والشعب وحدة واحدة لا يشترك فيها الغاويين أي من هم خارج السلالة اليهودية ورغم ما صرح به خالد مشعل حربنا مع اليهود ليست دينية فهنالك تباين في فلسفة الطرح نحن نقول ليست حربا بالمعنى الديني الصرف ونجد في فكرهم ومعتقدهم التوارتي غير ذلك نجد ان الاستيطان بأنواعه له مدلولات تنتهي في النهاية بأحقية اليهود في فلسطين وبرجوعهم الى الفكر التوراتي والعهد القديم والجديد والاسفار اللاحقة اذن كيف ننظر الى صراعنا معهم بانه حرب على الأرض ونستبعد فكرهم التوراتي للنظر الى الاستيطان الصناعي والسياسي والعسكري والزراعي فهو مقدمة الى الاستيطان الديني والذي يتمثل في القدس وكل فلسطين التاريخية فالأخطر هو تهويد القدس واجبار العائلات الفلسطينية المقدسية على الرحيل بحجج كثيرة وتهديدهم من خلال بث الرعب والخوف في نفوسهم من خلال المستوطنين وتحت حراسة جنود الاحتلال فالاستيطان الديني هدفه تدمير المبادئ الدينية الإسلامية والمسيحية وتحويل كثير من المساجد الى كنائس فضلا عن الاستيطان الاثري والمتمثل باحتلال المناطق الاثرية لإخفاء معالم تلك الاثار والتي تبين إسلامية وعروبة الأماكن. اما صرح به مشعل فانه يدخل ضمن الاستيطان السياسي فقط مثال انعاش السياحة في القدس وتزييف تاريخ فلسطين وطمسه نذكر بما قالة حاخامات اليهود منهم يهودا القلعي الذي صرح بأن الاستيطان في فلسطين وهو فكر الكابلاه هو شبه الخلاص أي خلاص اليهود من العذاب والتشرد في أوروبا وغيرها من دول العالم والعمل بجد على العودة الى فلسطين الوطن الام وتأثر الحاخام تسفي هيرش كاليشر بأفكار القلعي والف كتابا البحث عن صهيون وطور موشي هس كتابا بعنوان روما والقدس يرى كاليشر ان العلاقة بين اليهود وارض إسرائيل والتوراة هي علاقة ازلية لا يمكن فصلها ويرى ان هجرة اليهود الى ارض إسرائيل واستيطانهم فيها قبل أي بلد اخر فريضة ينبغي اليهودي المؤمن تأديتها ودعا الى اخذ زمام الأمور بأيديهم والعمل على إقامة دولة يهودية في فلسطين ويصرح بأن العقل والشريعة يلزمان كل يهودي بالعمل بشجاعة وعزم للاستيطان في فلسطين ومن الخطأ الاعتقاد ان المسيح المخلص سيظهر لينقذ اليهود لا فرق بين الفكر الصهيوني كحركة علمانية هدفها تجميع الشتات اليهودي في العالم خوفا من انصهاره مع شعوب العالم وإبراز قوميته كباقي القوميات في العالم، لقد كان لانطماس الكنيسة وظهور أفكار روسو والثورة الصناعية وفكر الهسكلاه هو مقدمة لنشوء الحركة الصهيونية التي نمت بين يهود روسيا وباقي دول أوروبا خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر الا ان أسباب ولادتها أي الحركة الصهيونية هي سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وقومية فالعامل الديني كان له لون خاص تم مزجه في الفكر الصهيوني لاستعطاف يهود العالم وحملهم الى فلسطين رغم ما صرح به موشي مندلسون رائد حركة الهسكلاه وهي حركة علمانية في تكوينها ومغايرة لكل من الحاخامية والحسيدوت فهذا لا ينفي ابدا جعل الفكر الميعادي وارض الميعاد ضمن مضامين سياستهم كثيرا من استبعدوا تأثر العلمانيين أمثال مندلسون وهرتزل وناردو وغيرهم الا انهم لوحوا بعصاة التوارة المزيفة وأسطورة ارض الميعاد الزائفة فتهويد القدس منذ احتلالها سنة 1967 تجري على قدم وساق وبجهود حثيثة من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ويروموا من ذلك هو التأكيد على سيادة دولة الاحتلال على القدس من خلال ضم اكبر مساحة ممكنة من أراضي المدينة المقدسة وما حولها وترحيل سكانها الأصليين بشتى الطرق القهرية، وصعود انصار الهيكل واليمين المتطرف هو نهج تهويدي توراتي فلسطين عامة والقدس خاصة في الخطاب السياسي للأحزاب الإسرائيلية يمينية ويمين متطرف وسط ويسار كلها في النهاية تصب في اسرلة فلسطين من النهر الى البحر رغم تفاوت نبرة ولهجة الخطاب السياسي الا ان الخطاب الديني التلمودي هو البارز والقوي على الساحة .

دلالات

شارك برأيك

هل هي حرب وجود وهوية ام حرب دينية؟

المزيد في أقلام وأراء

مساومة أميركية اسرائيلية على دماء الفلسطينيين

حديث القدس

أمريكا تريدها وهماً تفاوضياً وإسرائيل تسعى لمنعها واقامة الدولة الواحدة اليهودية العنصرية

مروان أميل طوباسي

من يردع عصابات المستوطنين ومن يحمي شعبنا؟

بهاء رحال

في معاني الليلة الإيرانية

أحمد جميل عزم

"اسرائيل" ومأزق الرد وعدم الرد

راسم عبيدات

دعوات الصقور لضرب إيران الآن مخطئة

مارك شامبيون

جرائم ضد الإنسانية

حديث القدس

تحذيرات بايدن والفعالية المنقوصة--

حسن ابو طالب

ازدواجية ليست مفاجئة... ومستمرة---

بكر عويضة

رغم نفاق الاعلام الغربي .. هزمت إسرائيل...

فتحي كليب

أسباب تغيير الموقف الأميركي ودوافعه

حمادة فراعنة

حول مقولة (المسرحية) واستدخال الهزيمة

وسام رفيدي

في الذكرى السادسة والثلاثين لرحيل أول الرصاص وأول الحجارة

عباس زكي

١٧ نيسان : فلتهز صرخة أسرى فلسطين المدوية أرجاء العالم

حديث القدس

إيران ضربت إسرائيل في حزامها

حمدي فراج

الفلسطينيون والمنطقة بدون الأونروا؟!

علي هويدي

مقبرة مستشفى الشفاء الإجرامية

حمادة فراعنة

جبهة الضفة الغربية تشتعل

راسم عبيدات

الاحتلال الإسرائيلي وترتيبات اليوم السابق لانتهاء الحرب على غزة

محسن محمد صالح

تومــاس فريدمــان والنصائح المسمومة‎

هاني المصري

أسعار العملات

الخميس 18 أبريل 2024 10:59 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.78

شراء 3.77

دينار / شيكل

بيع 5.34

شراء 5.32

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.0

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%72

%24

%5

(مجموع المصوتين 127)

القدس حالة الطقس