أقلام وأراء
السّبت 13 أغسطس 2022 11:01 صباحًا - بتوقيت القدس
"أحبك يا أمي" من غزة الى نابلس
بقلم: بكر أبو بكر
معركة وحدة الساحات التي تقوم فيها القوات الاحتلالية ضد كل كائن متحرك سواء أكان بشريًا أو حيوانيًا، تتنقل من الخليل الى غزة ومن جنين الى رفح. فلا يكاد يمر يوم الا وشهيد يرتقي يتلوه شهيد ودعوات الأمهات بخراب هيكل الأوهام المستقر في أنفس المرضى الأبديين بالعنصرية والتطهير العرقي منذ النكبة فصاعدًا ترتفع الى السماء.
لو تحدثنا عن الخليل الصامدة لن نفيها حقها من الثبات والصمود والرباط فهي نظير القدس قداسة وشجاعة، كما الحال حين الحديث عن رفح الشموخ أو أي من قرى ومدن فلسطين الابية. ولا نبتعد كثيرًا فالمدن الساحلية في فلسطين مثل عكا ويافا وحيفا تقاوم "الأنوية التوراتية" التي تعيد احتلال فلسطين وكما هو الحال في النقب، والشمال. وفي قلب الضفة الغربية فالصراع على الأرض والرواية الحقيقية مقابل الخرافية مازال مستعرًا ومما يظهر أنه لن ينتهي قريبًا.
"النويات التوراتية" في مدن الساحل الفلسطيني في داخل الكيان حاليًا تعج بالصهيونية الدينية التي اتخذت من إعادة استيطان هذه الأماكن مدخلًا لطرد المواطنين الأصلانيين العرب الفلسطينيين في دلالة لا تخطئها العين على تحالف اليمين العنصري مع الحاخامات المتطرفين وقيادات الإبادة الجماعية داخل "إسرائيل" فالحكاية لا تكاد تنتهي حتى تبدأ نارها بالاشتعال في صراع وجودي كلما اقتربت فيه بوادر رفع الرأس لالتقاط الأنفاس سرعان ما يتراكض المتطرفون المتعصبون لتغطيس الرأس في الماء.
أيام عصيبة مرّت على مدن الضفة في الشهرين الحالي والفائت، ولك أن تعدّ كل الأيام بنفس القدر من الصعوبة، ومرت على غزة ثلاثة أيام قاهرة دُمر فيها الحجر والبشر وتحت مسميات واهية واستعارات مبهجة ومبهرجة ولكنها تخفي الحقد الدفين والعقل العنصري فيما أسمته قيادة الاستئصال الصهيوني للعدوان "مطلع الفجر"، وهو مغيب العدالة بالحقيقة ومطلع الإرهاب.
تتكاثف طلعات الطيران والصواريخ لتقتل في جنين ونابلس كما في رفح وخانيونس وجباليا لا تفرق بين الساحات، وقد صدقت "الجهاد" عندما أسمت الحاصل "معركة الساحات" فهي حقًا كذلك بالنسبة للإسرائيلي الذي كلما يزداد عدوانه وتزداد شراسته تصبح الساحات متوحدة والفصائل الميدانية متوحدة، بانتظار اتفاق القيادات السياسية التي إن تغافلت أو تعامت عن هيجان الجماهير ووحدة الساحات ستذوي وترتعد فرائصها من القادم.
قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة يوم 9/8/2022م إن الاحتلال يقترب من المواجهة الشاملة مع شعبنا الفلسطيني بأسره، من خلال عدوانه الشامل الذي بدأ من مدينة القدس، ومن ثم امتد إلى جنين، وغزة، وفي نابلس، والذي ذهب ضحيته ثلاثة شهداء والعشرات من الجرحى.
والى ذلك نعت حركة "فتح" أبناءها الشهداء إبراهيم النابلسي، وإسلام صبوح، وحسين طه، الذين ارتقوا برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي في البلدة القديمة بمدينة نابلس.
وأدانت القوى والفصائل والفعاليات جميعًا، وشخصيات وطنية جرائم الاحتلال بحق شعبنا، والتي كان آخرها جريمته البشعة في مدينة نابلس، وذلك عقب اقتحام بلدتها القديمة وقصف أحد منازلها بالصواريخ، وما رافق ذلك من إطلاق نار متعمد تجاه المدنيين العزل، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة مقاومين هم : إبراهيم النابلسي، إسلام صبوح، وحسين جمال طه، وإصابة أكثر من 69 مواطناَ ومواطنة بجروح مختلفة.
"احبك يا أمي" كانت آخر كلمات الشهيد الأخير حتى حينه، وهي ذات الكلمات التي من الممكن أن تسمعها شمالًا وجنوبًا فلا تفرق بين الأم الخاصة بكل شخص، وبين الوطن الأم لكل شخص فنحن وإن عانينا الأمرين فإن الأمة الواحدة من الأم، والأرض الرؤوم من الام، والوطن من الأم التي تغرس وتسقي وتزرع وترعى فتزهر وما للأزهار الا أن تنثر أريجها في سماء فلسطين فنتِيهُ ونختالُ ونسمو، وما لنا ألا نفعل وزكاوة رائحة الشهداء تملأء الأثير. ونصحو على صوت الثلاثيات من الحمراء الى الفردان الى أبو إياد الى النابلسي .
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
"أحبك يا أمي" من غزة الى نابلس