Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 11 أغسطس 2022 10:39 صباحًا - بتوقيت القدس

في نابلس وجع آخر

 بقلم:نيفين عبدالهادي


يرسم لخطواته طريقا مليئة بأشواك الظلم، ويرسم لمسيرته خارطة عمل يخطّ تفاصيلها بدماء الشعب الفلسطيني، هذا الشعب الذي يعاني دون شعوب العالم حتى الآن من ظلم الاحتلال، فلا احتلال على هذه المعمورة سوى في فلسطين، التي يتوزّع وجعها كل يوم على مدينة من مدنها أو محافظة أو قرية لتبدو في كلّ يوم أكثر شعورا بالظلم وتعرضا للجرائم التي بدأها الاحتلال الإسرائيلي ليجعلها بدايات دون نهايات.


بات التسلسل الزمني لفجائع فلسطين يستند في رزنامته على الدماء، والجرائم الإسرائيلية التي لم تعد تقف أمام السن أو المكان أو التشريعات الدولية، أو أعراف حقوق الإنسان، فلا فرق أمام أدوات حربها على شعب أعزل بين طفل أو مسنّ أو سيدة أو مسجد أو كنيسة، فهي ماضية في دربها المسكون بأوجاع فلسطين والفلسطينيين، متخذة قراراتها دون رحمة بالاعتداءات والاغتيالات والقتل، دون رحمة أو انسانية، قاتلة السلام بحرفيّة المعنى.


خلال أيام قليلة، بدأ الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه من مدينة القدس المحتلة، مرتكبا أبشع ما يمكن الحديث عنه من اعتداءات وانتهاكات واعتقالات، ومن ثم امتد إلى جنين، وغزة، ليصل أمس الاول إلى نابلس، والذي ذهب ضحيته ثلاثة شهداء والعشرات من الجرحى تجاوز عددهم الأربعين بينها 4 حرجة، لينفذوا جريمتهم دون أن يرمش لهم جفن رحمة، ليقف الفلسطينيون بانتظار خطوة الاحتلال القادمة ترى إلى أين ستوجه البوصلة على خارطتهم الدموية.


وربما حتى اللحظة لا يدرك الإسرائيلي أن فلسطين باقية لن ينالوا منها، لأنها ستعيش بعدهم، ففي نضالها رسائل لا تلتقطها إسرائيل، وفي زغاريد والدة إبراهيم النابلسي الذي استشهد أمس الاول واصرارها أن تحمل جثمان نجلها وتجوب به نابلس، ألف رسالة وملايين الدلالات، بأن هذا الشعب لن يُهزم، وانتصاراته مستمرة تزداد عددا وقوة مع كل قطرة دم لشهيد أو جريح، وفي تشييع الآلاف للشهداء في نابلس وغيرها أيضا حناجر تصرخ في وجه المحتل أن الفلسطيني لا ينكسر ويكبر بكل رصاصة توجّه اليه أو الى أحد أفراد أسرته، تصرخ بأن حربكم على الفلسطينيين مقروءة النتيجة، هو الإنتصار لصاحب الحق والهزيمة لمغتصب الأرض ومنتهك الحقوق.


في نابلس، جبل النار، وجع آخر أمس الاول، لتروى أشجار الياسمين النابلسي بدماء ثلاثة شهداء، لتزيدها عطرا، وتجعلها اكثر ألقا، وبهاء، فهي الدماء الزكيّة التي لا تشبه سوى روعة نابلس وتاريخها وعظمة أزقتها وشوارعها التي تحمل تفاصيل تاريخية لا تشيخ، هي نابلس أيها المحتل المغتصب التي نحتفظ في ذاكرتنا لها ببهاء مدينة عريقة حضارية تختفي فيها الأمية إلاّ ما ندر، وتتزين بمصابنها التي تصنع «الصابونة النابلسية» ومحال «الكنافة النابلسية» هي نابلس التي التصق اسمها بصناعات وأغذية باتت اليوم دولية، ويبقى لنكتها في نابلس شأن آخر، هي نابلس أيها المحتل حيث جامعة النجاح والحارات العتيقة التي هي أكبر من ما يسمى بدولتك بعشرات الآلاف من السنين، هي نابلس التي ستضع من وجعها أمس الاول على شبابها مزيدا من النضال والمقاومة لتبقى جبل النار.


ستبقى صباحات وأيام نابلس معطّرة بالياسمين، وتزداد ألقا عندما تسقى بدماء الشهداء، لن يقوى الاحتلال على تحقيق أي نصر في نابلس وفي فلسطين، فشعب يضع روحه على كفّ يده رخيصة فداء للوطن، لا يمكن يوما ان يهزم، رحم الله شهداء نابلس، وشهداء فلسطين، بكم ومنكم نرى ضعف اسرائيل وخسائرها المتتالية.                 


عن "الدستور الاردنية"

دلالات

شارك برأيك

في نابلس وجع آخر

المزيد في أقلام وأراء

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)