أقلام وأراء
الإثنين 08 أغسطس 2022 11:28 صباحًا - بتوقيت القدس
المواجهة متواصلة
بقلم:حمادة فراعنة
نجحت المستعمرة الإسرائيلية في توجيه ضربة موجعة لحركة الجهاد الإسلامي، باغتيال أحد قياداتها العسكرية المجاهد تيسير الجعبري يوم الجمعة 5 آب أغسطس 2022، بقصف صاروخي لمنزله في برج فلسطين السكني، مما يعني لا محرمات في سلوك المستعمرة وإجراءاتها العدوانية، لا يردعها أية خسائر محتملة للمدنيين، حيث لا اعتبار للفلسطينيين في نظر وتقييم القيادات الإسرائيلية من السياسيين والعسكريين.
ليست عملية المستعمرة استثنانية، وليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، فالصدام والقتال والمواجهة بين الشعب الفلسطيني وقواه السياسية وفصائله المقاتلة من طرف، في مواجهة تفوق المستعمرة وجيشها وأدواتها وأجهزتها من طرف آخر، سجال سيتواصل، بشكل دائم ومتقطع حتى ينتزع الشعب الفلسطيني حقوقه في المساواة والاستقلال والعودة.
لقد سبقت هذه العملية الاجرامية حالة من التهدئة فرضتها الولايات المتحدة وزيارة رئيسها بايدن إلى فلسطين والسعودية، ورغبته أن تسود التهدئة في فلسطين وسوريا والعراق وليبيا واليمن، بهدف إبراز شيطان واحد على المشهد الدولي هو روسيا، ومناضل واحد من أجل الحرية وحقوق الإنسان هو أوكرانيا، حتى ولو كان ذلك زوراً وتضليلاً.
إذن ما هي الدوافع لدى المستعمرة كي تبادر لعملية الاغتيال، طالما سبق واستجابت للمطلب الأميركي في مواصلة التهدئة، خاصة أن طرفي المعادلة الفلسطينية: فتح وحماس ملتزمتان بالتنسيق الأمني بين رام الله وتل أبيب، والتهدئة الأمنية بين غزة وتل أبيب؟؟.
دوافع المستعمرة في تنفيذ هذه العملية ضد الجهاد الإسلامي يعود لعدة أسباب:
أولاً تقديرها الأمني الذي أعلنته ووزعته وقالت فيه إن حركة الجهاد الإسلامي كانت تنوي تنفيذ عمليات ضد المستعمرة، ولذلك اتخذت حكومة يائير- بيني غانتس سلسلة من الإجراءات الاستباقية في اعتقال العشرات من قيادات الجهاد الإسلامي في الضفة الفلسطينية وفي مقدمتهم بسام السعدي أبرز قياداتها.
ثانياً لأسباب انتخابية حيث يتنافس ثلاث قيادات من أحزاب المستعمرة يوم الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، على موقع رئاسة الحكومة وهم: 1- نتنياهو، 2- يائير لبيد، 3- بيني غانتس، ولذلك يسعى رئيس الحكومة المؤقتة لبيد، مع الوزير غانتس مستفيدين من مواقعهما التنفيذية في الحكومة وصنع القرار لتحقيق إنجازات عملية أمام الناخب الإسرائيلي ليدللوا أنهم أقوى وأشطر من نتنياهو، ويتم ذلك من حساب الدم الفلسطيني وخسائره.
ثالثاً تسعى المستعمرة لتوجيه رسالة متعددة العناوين، عبر توجيه ضربة موجعة للفصيل الفلسطيني الأقرب إلى طهران، في ظل الاهتمام الدولي بالاتفاق النووي الأميركي الإيراني، بهدف إحباطه، وزعزعة خطوات الاتفاق، ورسالة أخرى إلى خصوم إيران تقول لهم أن المستعمرة لن تتوانى في توجيه ضربات لحلفاء إيران، مقابل سياسات التطبيع السائدة ودعماً لها.
المشهد المؤذي أن المستعمرة تستفرد بالجهاد الإسلامي، ولا توجد ردود فعل حقيقية جدية من قبل حماس الملتزمة بالتهدئة الأمنية، ومن قبل فتح الملتزمة بالتنسيق الأمني، بل إن بيان حكومة المستعمرة قال بوضوح أنهم لن يستهدفوا حماس طالما هي ملتزمة باتفاق التهدئة، وهي كذلك.
المستعمرة تعمل بشكل متواصل لإضعاف الفصائل واستنزافها وضرب بنيتها التنظيمية الكفاحية كلما لمست أن هذا الفصيل أو ذاك يتقدم خطوة أو خطوات في قوته وانتشاره، وهذا ما سبق وفعلته مع الفصائل الأخرى، وخاصة مع حركة حماس منذ قرار حسمها العسكري عام 2007 وسيطرتها المنفردة على السلطة في قطاع غزة، وهو ما تفعله اليوم ضد حركة الجهاد الإسلامي، وتستفرد بها بشكل علني.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
المواجهة متواصلة