ممارسات الاحتلال المخالفة لكل القوانين الانسانية، والحقوقية الدولية، لا تتوقف ابدا وانما تتزايد ويتمادى الاحتلال في اجراءاته بدون حسيب او رقيب. ولكن وفي الايام القليلة الماضية ارتكب قادة الاحتلال تصرفا في منتهى الحقارة والسوء، وذلك حين رفض رئيس الحكومة يائير لابيد طلب الملك عبد الله الثاني ادخال نسخة مصحف تاريخية الى المسجد الاقصى المبارك، مع انه كان يزور عمان ويجتمع مع الملك عبد الله في الوقت نفسه، ورغم اتفاقات السلام التي وقعت عليها اسرائيل ومنها اتفاق وادي عربة واعترفت خلاله بمكانة خاصة للاردن في الاماكن المقدسة، وبالوصابة الهاشمية على الاوقاف الاسلامية والمسيحية في القدس. وهم في اسرائيل يحاولون ايجاد مبررات لهذا التصرف ولكن المنطق يظل غائبا في كل الاحوال، فما اهمية ادخال نسخة او مجموعة نسخ دينية تاريخية الى الاماكن المقدسة وفي هذه الحالة الى الحرم القدسي الشريف من الناحية العسكرية او الامنية التي تدعيها اسرائيل، وهي التي تعرف ان المسجد الاقصى هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وبذلك يكتسب اهمية دينية قل مثيلها، ليس لدى شعبنا الفلسطيني فقط ولكن لدى كل العرب والمسلمين في كل انحاء العالم، وهم قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية بالغة التأثير والاهمية.

ان رفض لبيد ادخال نسخة المصحف التاريخية وما فعله من سبقوه من قادة اسرائيل ايضا، هو تصرف لا يدل الا على حقارة سياسية وغباء دبلوماسي، وسيظل الاقصى والحرم القدسي عموما قلعة دينية تاريخية وشامخة سواء اعجب قادة اسرائيل ذلك ام لم يعجبهم.

هل تكون مبادرة القدوة نقطة تغيير؟!

طرح رئيس الملتقى الوطني الديمقراطي ناصر القدوة وشخصيات فلسطينية اخرى مختلفة، مبادرة للانقاذ الوطني تتعلق بترتيب البيت الفلسطيني وايجاد هيئة سياسية انتقالية لمدة عام تقود الحالة الوطنية بصورة عامة، وتصل بها الى نقطة الوحدة الوطنية والاستقرار الوطني وايجاد القيادات التي يختارها الشعب بالانتخابات.

وقد رحبت حركة حماس بهذه المبادرة واعتبرتها ايجابية ويمكن البناء عليها.  ولكننا لم نسمع شيئا من القيادات المختلفة الاخرى، رغم اننا نعيش في دوامة من الفراغ السياسي والقيادات الملتصقة بالكراسي والشعب لا يجد المناسبة او الفرصة ليقول رأيه ويختار قياداته.

في كل الاحوال فاننا بحاجة شديدة الى التحرك الداخلي حتى نتمكن من مواجهة ما يواجهنا من احتلال يلتهم الارض ويعمل على تهجير المواطنين، وان بقاء الاوضاع كما هي بدون اي تغيير او تقييم حقيقي للالتزامات الواجبة لن يخدم الا الاحتلال وبالتالي سيلحق اكبر الاضرار بنا وبقضيتنا.

ان مبادرة القدوة وجماعته هي صرخة ايجابية ونداء وطني حقيقي، لا في ما يتعلق بمن اطلق هذه المبادرة كما قد يعتقد البعض خطأ، ولكن في فكرة وضرورة التغيير والبحث عن سبل ايجابية للخروج من الدائرة المغلقة التي تسير بها القيادة ولا تجد امامها الا الاحتلال بكل سلبياته وخطواته التدميرية، فهل من يستمع ويستجيب ويبدي حرصه على الوطن ومستقبله ، ودفاعه القوي عن هذا الوطن الذي يصرخ بقوة بسبب ممارسات الاحتلال؟!.