أقلام وأراء

الإثنين 25 يوليو 2022 10:50 صباحًا - بتوقيت القدس

حتماً سنعود

بقلم: رمزي عودة


إنهم ينتمون الى الجيل الخامس أوالسادس من الشعب الفلسطيني في الشتات، هُجّر أجدادهم الى أمريكا الشمالية واللاتينية. توسمهم ملامح الحضارة الغربية، الا أن جميعهم يرتدي الكوفية الفلسطينية، وآخرون يلبسون حلى خارطة فلسطين على صدورهم. بعضهم لا يتقن العربية، الا أن مفردات القرية الفلسطينية واللجوء ما زالت عابقة في لهجتهم.

 ما زالت ملامحهم العربية تنطق، وما زالت آلهة عشتار وبعل توحي لهم بأصولهم وجذورهم. جاؤوا من مسافات بعيدة بحثاً عن هذه الجذور، وأملاً في الحفاظ عليها.


تجمعوا في مخيم عايدة، حيث مفتاح العودة الذي استظلوا بظلاله من أشعة الشمس اللاهبة. أصروا أن يتأملوا في هذا المفتاح وكأنهم يأملون بأنه مفتاح سحري، يستطيع أن يفتح كل أبواب بيوتهم القديمة، التي دُمّرت وهُجّر أجدادهم منها في حرب عام 1948. ذهبوا الى أزقة المخيم وإلتقطوا صور الحزن والأسر والقتل فيها. 


اكتشفوا أن العدالة التي تعلموها في مدارسهم الغربية لم تكن مصممة لكي تطبق في موطنهم الأصلي فلسطين. اكتشفوا بأن الدول الغربية التي يحملون جنساياتها، والتي تنشئهم على إحترام قيم الديمقراطية وحقوق الانسان، تقوم بدعم الاحتلال الإسرائيلي الذي دمر موطنهم وقراهم وأحلامهم، وانتهك حقوق أبناء جلدتهم. أدركوا بأن أبراج المراقبة العسكرية الإسرائيلية التي تحاصر المخيم، ليست سوى أدوات للقتل والاعتقال والاستبداد. 


لم يكونوا بحاجة الى تعريفهم بنظام الفصل العنصري الإسرائيلي، فقط شاهدوا جدار الفصل بأعينهم وتحسسوا عنصريته، فوقعوا عليه عبارات الاستنكار والرفض لهذا الكيان الاستعماري العنصري. إحدى الصبايا كتبت على الجدار إسم قريتها المهجرة، وأخرى رسمت شجرة زيتون، وشاب كتب أشعار محمود درويش، وآخر وسم الجدار بالعنصرية.


 حملوا بعض الحجارة والتراب من المخيم ليأخذوه بعيدا الى مساكنهم، لعلها تذكرهم دوماً بأرض الأجداد. حجوا الى الجدار ليكتبوا عليه أنهم فلسطينيون، وكأنما هذا الجدار هو الصفحة التي ينطلقون منها لمقاومة الاحتلال، هو الصفحة التي يعبؤون فيها طلب العودة. هو الصفحة التي يخبرون فيها ذلك الجندي الإسرائيلي القريب الذي يراقبهم في أعلى البرج، بأنهم حتما سينتصرون وبأنهم حتما سيعودون الى أرضهم. 


كلها قصص حزينة تُحفر على سطور الجدار، تكتب بالدموع وبالدماء، وتختصر جميعها في عبارة تلك الصبية الفلسطينية التي كتبت على هذا الجدار وهي تحول أن تخفي دموعها عبارة مؤثرة جدا إستوقفت الجميع! " تيتا نظمية.. سنعود" تيتا نظمية هي جدتها التي توفت في المهجر، وكانت تعشق فلسطين وتحلم بالعودة اليها، وغرست الجدة نظمية قيم الوطنية والانتماء في عائلتها في الشتات.


ووعدت هذه الحفيدة جدتها بأن تزور فلسطين وبأنها ستبحث عن بيتها المهجر في دير ياسين .. وعدتها بإختصار أن تعود الى جذروها. 

دلالات

شارك برأيك

حتماً سنعود

المزيد في أقلام وأراء

إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع

حديث القدس

اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟

سماح خليفة

حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة

سري القدوة

لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة

راسم عبيدات

حماس بعد السنوار.. هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟

علاء كنعان

ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟

د. أسعد عبد الرحمن

التحول الخليجي والعلاقات مع الأردن

جواد العناني

متى يرضخ نتنياهو؟

حديث القدس

سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة

بهاء رحال

السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024

كريستين حنا نصر

الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين

سري القدوة

المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات

وسام رفيدي

مبادرة مروان المعشر

حمادة فراعنة

سجل الإبادة الجماعية

ترجمة بواسطة القدس دوت كوم

هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة

حديث القدس

المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة

المتوكل طه

عواقب خيارات نوفمبر

جيمس زغبي

النكبة الثانية والتوطين المقبل

سامى مشعشع

They will massacre you

ابراهيم ملحم

شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.04

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%20

%80

(مجموع المصوتين 523)