أقلام وأراء
الجمعة 22 يوليو 2022 10:20 صباحًا - بتوقيت القدس
قصة زيارتين
بقلم:جيمس زغبي
كان نهج إدارة الرئيس جو بايدن والتغطية الإعلامية لزياراته إلى إسرائيل وفلسطين والمملكة العربية السعودية متناقضاً بشكل صارخ. فقد كان لقاء بايدن مع الإسرائيليين يفيض بالحيوية، لكنه كان غامضاً مع الفلسطينيين، وحذراً للغاية مع قادة دول الخليج العربي لدرجة أنه كاد يقوض رسالته. وصل الرئيس إلى إسرائيل معلنا أنه «يشعر بأنه في وطنه». وهناك، حصل على وسام الشرف الإسرائيلي ووقع «إعلان القدس» مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد.
كانت الوثيقة مفرطة في التعبير العاطفي بشكل محرج، إذ أكدت أن التزام الولايات المتحدة بإسرائيل «غير قابل للكسر»، و «ثابت»، و«لا يتزعزع»، و«مقدس»، و«دائم»، وأنه «التزام أخلاقي» يقوم على «أساس متين من القيم المشتركة». لم يتم ذكر الفلسطينيين حتى قرب نهاية البيان حيث «يدين البلدان سلسلة الهجمات الإرهابية المؤسفة ضد المواطنين الإسرائيليين» ويتعهدان بـ «تحسين نوعية حياة الفلسطينيين».
ومن المثير للاهتمام أن الإعلان يحيد عن إطار «كلا الزعيمين» ليشير إلى أن «الرئيس بايدن فقط يعيد تأكيد... دعمه لحل الدولتين».من ناحية أخرى، كان لقاء بايدن مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس،هادئاً، كما كان متوقعاً. ومع عدم القدرة على الاتفاق على بيان مشترك، قدم كل منهما قراءاته الخاصة، مما يوضح أنه لا شيء قد حرك البوصلة نحو السلام.
في بيانه، استخدم بايدن تعبيره «الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء يستحقون التمتع بتدابير متساوية من الحرية والأمن والازدهار والديمقراطية»، وأعرب عن «إيمانه بأن الشعب الفلسطيني يستحق أن يعيش حياة كريمة وأن تتاح له فرصة التنقل والسفر بحرية؛ ولمنح الأمل لأبنائه بأنهم سيتمتعون ذات يوم بنفس الحرية وتقرير المصير لجيرانهم الذي يتمتع به جيرانهم».
لم يقدم الرئيس الأميركي أي انتقاد للسلوك الإسرائيلي أو يقدم أي تأكيدات بالعمل لكبح هذه السلوكيات، ولكنه أيضا بدد آمال الفلسطينيين بإعلانه مرتين أن الوقت لم يكن مناسبا لأي تحرك نحو تحقيق الحقوق الفلسطينية التي حُرم الشعب منها منذ زمن طويل. وعندما غادر بايدن، ترك الإسرائيليين غارقين في عاطفة الرئيس والتزاماته بتقديم المليارات من المساعدات والدعم السياسي، والفلسطينيين محبطين من كلماته الخالية من الدعم لتطلعاتهم دون تقديم أي التزامات للمساعدة في تحقيقها.
أولاً، من المهم الإشارة إلى أنه لا توجد دولة خليجية «مدعومة من دافعي الضرائب الأميركيين».
ثانياً، بعد تلبية الرغبات بشكل مفرط في القدس، من السذاجة القول بأن تصرف بايدن بأسلوب رجل الدولة مع القادة السعوديين هو أمر يتعلق بالسياسة الداخلية للولايات المتحدة. ثالثا، بعد حربي العراق وأفغانستان وما صاحبهما من أهوال، فإن من الغطرسة الحديث عن «القيم الأميركية» أو «النظام العالمي بقيادة أميركا».
وأخيراً، من غير النزيه أن تقتبس الصحافة الأميركية من تقارير مجموعات حقوق الإنسان لطرح قضيتها ضد بعض الدول العربية، بينما ترفض تغطية التقارير المكثفة لهذه الجماعات نفسها حول الممارسات الإسرائيلية. في الواقع، لم يتم التطرق إلى الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لحقوق الفلسطينيين أو حاجة الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل للتوقف والكف. في النهاية، اختُتمت اجتماعات بايدن مع دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى الاجتماعات الثنائية الثلاثة مع قادتها بالعديد من الاتفاقيات الموقعة حول الدفاع وأمن الطاقة والمساعدات الإنسانية العربية الأميركية المشتركة للدول النامية.
ولم يتم الإشارة إلى هؤلاء إلا قليلا في التغطية الصحفية. وفي نهاية الرحلة، فإننا أمام دراسة صارخة عن التناقضات في كيفية رؤية القيادة السياسية ووسائل الإعلام الأميركية لإسرائيل والعرب: إحداهما منزهة عن الانتقاد، والأخرى لعبة عادلة. إن تأثير هذا المعيار المزدوج هو أنه يشوه علاقاتنا ويُقوّض مصداقيتنا ونحن نكافح لإيجاد طريقنا إلى الأمام في عالم ما بعد العراق متعدد الأقطاب.
دلالات
زكي عبدالله قبل أكثر من 2 سنة
مقاله جميله لكن لا اجد تناقض. إسرائيل هي ابنه امريكا المدلله وامريكا تمنحها الاسلحه الفتاكه والمتقدمة وتحميها سياسيا باستخدام الڤيتو وتأثيرها الكبير على الدول الأخرى وهذا من عقود. المستغرب مما حصل واهم ولا
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
قصة زيارتين