Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الإثنين 18 يوليو 2022 10:18 صباحًا - بتوقيت القدس

مع ذلك بقيت فلسطين حاضرة

بقلم:حمادة فراعنة


رغم انحيازه الفاقع للمستعمرة الإسرائيلية، شخصياً وإدارة متوارثة، عبر مواصلة دعم برامجها الأمنية والعسكرية والتكنولوجية والاقتصادية والسياسية، والحفاظ على تفرد تفوقها في الاقليم، ولكن رغم هذا الانحياز المعبر عنه في البيان المشترك المسمى تعسفاً «بيان القدس» ، لم يتمكن الرئيس الأميركي جو بايدن من تجاهل فلسطين حضوراً وسياسة وشعباً، وقضية عالقة ملفها مفتوح لشعب تراكم الظلم عليه وضده، يتطلع ويناضل ويعمل من أجل استعادة حقوقه الوطنية بشكل تدريجي متعدد المراحل.

بايدن، اعطى اغلبية وقت زيارته للمستعمرة، و زار فلسطين لساعتين، التقى مع رئيسها، قدم الدعم المالي للسلطة، ولوكالة غوث اللاجئين الأونروا، ولمستشفيات القدس، و أقر علناً حل الدولتين: دولة فلسطينية مستقلة مترابطة جغرافياً، لم يقل ذلك أمام الفلسطينيين في بيت لحم وحسب ، بل شمل ذلك في نص البيان الاستفزازي المتطرف مضموناً وشكلاً الذي وقعه، مع رئيس حكومة المستعمرة يائير لبيد.

لا جديد جوهريا في البيان المتطرف الذي وقعه الرئيس الأميركي مع لبيد، بل هو حصيلة سياسات الولايات المتحدة المتراكمة المتعاقبة المؤيدة للمستعمرة بقوة، والداعمة لها، ففي هذا البيان تكمن الرغبة لدى طرفي التوقيع في إستغلال البيان في معركتي الانتخابات المقبلتين لكل منهما : إسرائيلياً يوم الأول من تشرين الثاني نوفمبر 2022، وأميركياً يوم الثالث من تشرين الثاني نوفمبر 2022، مما يؤكد أن لكليهما حوافز شخصية لدعم كل منهما للآخر، وتفهم طلبات بعضهما البعض.

الجديد في زيارة بايدين للمستعمرة هو : فلسطين، نعم لم يتمكن الأميركيون ولا الإسرائيليون من تجاوز فلسطين ونسيانها ، او تحاشي ذكرها، والقفز عنها، أو شطبها من ذاكرتهم أو عن طاولة إهتماماتهم ولو لدقيقة واحدة، هذا ما يجب أن يفهمه اولا شعبها الفلسطيني، والمناضلون من تنظيماتها وفصائلها وأحزابها وفعالياتها.

صحيح أن المستعمرة هي المسيطر على المشهد السياسي بسبب تفوقها، وجرائمها المتعددة المتنوعة، ودعم الولايات المتحدة لها، إضافة إلى الضعف العربي، والحروب البينية التي دمرت العراق وسوريا واليمن وليبيا، وأضعفتهم مع باقي البلدان والأطراف العربية، في مواجهة المستعمرة، وأمام إيران وتركيا وأثيوبيا، وبسبب الانقسام الفلسطيني عل جبهتي المواجهة:

1-في مناطق 48 بين أحزاب القائمة البرلمانية المشتركة من طرف، وبين الحركة الإسلامية وقائمتها البرلمانية الموحدة من طرف آخر.

2-وفي مناطق 67 بين حركة فتح من طرف وحركة حماس من طرف آخر، وتعميق الانقسام والفرقة بين الضفة وبين القطاع، وبينهما وبين القدس من طرف ثالث.

الحضور الفلسطيني على ضعفه، وتآكله الذاتي، رغم ذلك لم يتمكن الأميركي بايدن مع حليفه الإسرائيلي لبيد من تجاوزه ، وهو ضعيف ليس بسبب عدوانية وفاشية وعنصرية المستعمرة الإسرائيلية، أو بسبب سياسات الولايات المتحدة الداعمة للمستعمرة، بل الضعف الفلسطيني يعود جوهرياً وهو الأهم والأكثر تأثيراً وسلبية وإنحداراً، الى الانقسام السائد، و الى حالتي الاستئثار الأنانية الحزبية الضيقة من قبل طرفي الانقسام.

لقد نجح الرئيس الفلسطيني في الحفاظ على مكانة فلسطين أمام الإسرائيليين والعرب والعالم، إعتماداً على حنكته وطول نفسه، وحقق مكاسب سياسية إضافية، ولكنه أرهق العامل الفلسطيني برمته بسبب إتخاذه إجراءات إنفعالية ضد كل من يخالفه الرأي و الموقف، ومع هذا تبقى فلسطين، رغم قرار المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي و احتلاله كامل خارطتها، ولكنه فشل إستراتيجياً في طرد وتشريد كامل الشعب الفلسطيني ، عن أرض وطنه، وبات هو العنوان، ومصدر المباهاة، وأداة إستعادتها، وانتصارها مهما بلغ الوقت وتأخر.

دلالات

شارك برأيك

مع ذلك بقيت فلسطين حاضرة

المزيد في أقلام وأراء

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)