أقلام وأراء

السّبت 18 يونيو 2022 9:32 صباحًا - بتوقيت القدس

بين فوز "ابداع" و "كتيبة" الدهيشة

بقلم:  حمدي فراج

فازت "ابداع الدهيشة" الاسبوع الاخير، بكأس فلسطين في كرة السلة وشدّت الانظار اليها والى المخيم بفوزها على حوالي عشرين فريقا ينحدرون من مدن وأندية عريقة، وخلال نفس الاسبوع تقريبا شد ّ الانظار الى المخيم شهيده أيمن محيسن ، الذي تم قنصه أمام منزله الفقير المتداعي في أحد أزقة المخيم.


هو الشهيد رقم 80 منذ ايام النكبة الاولى ، بدءا بعبد الله تايه الذي سقط على ايدي قوات الجيش الاردني عام 1956 ، وكانت أمي تقرن اي حدث في عائلتها بيوم استشهاده ، ومن بينها انها كانت حاملا بي ، وبين عبد الله تايه وايمن محيسن ، جرت مياه ودماء كثيرة ، اهمها فيما يخص عبد الله انه كان طالبا خرج للتظاهر و فيما يخص ايمن انه كان صاحب اسرة وأب لثلاثة اطفال.


في بيت العزاء اسمعت كلمات كثيرة ، أهمها كلمة نائب الامين العام الجديد للجبهة الشعبية ، الذي بشّر خلالها بمولد ما اسماه "بكتيبة الدهيشة" على غرار كتيبة جنين وكتيبة نابلس.


لا يدرك ربما الرفيق النائب ان الذي يسيّج المخيم ، منذ بواكير نكبته ، هو الوعي المتقدم ، أكثر بكثير من "كتيبة" هنا وبندقية هناك ، ما جعل الاحتلال يستهدفه في كل مرحلة بل تقريبا في كل يوم ، وفي عام 1985 كان عدد المعتقلين الاداريين من ابنائه يفوق نصف عدد المعتقلين الاداريين من الضفة والقطاع ، اليوم يستهدف ابناءه بالرصاص ، فيقتلهم او يقعدهم ، وهناك ما يناهز مئة شاب وولد بترت اطرافهم ، و جميع شهدائه قتلوا في شوارعه ، لم يذهبوا الى تل ابيب و لا حتى الى مفرق عصيون .
هذا الوعي المتقدم ، هو الذي جعل المخيم مكانا آمنا اجتماعيا ، تسير المرأة في شوارعه ليلا محجبة او حاسرة دون ان تجد من يسألها او يردعها او يتحرش بها ، ما جعل مسؤولا كبيرا يقول ان ذلك لا يحدث في اي مكان في الضفة . لم يسجل المخيم اي جريمة قتل على اي خلفية مزعومة ، مثل الشرف او الثأر او السرقة ، رغم عدم وجود مخفر شرطة.


في المخيم ، تستطيع كل القوى والفصائل رفع اعلامها الخضراء والصفراء والحمراء دون اي محاولة لانزالها ، ما جعل احد زعماء "حماس" يعترف ان المخيم هو المكان الوحيد في الضفة الذي نستطيع رفع علمنا فيه بحرية.


قبل شهرين تقريبا اصيب الفتى محمد ياسين اصابة قاتلة ، فأعلن اطباء الجمعية العربية انهم فشلوا في علاجه ، رفضت "هداسا" استقباله لأسباب تتعلق بديون السلطة ، وهنا تدخل رفاق الجريح وأغلقوا الشارع الرئيس فقبلته مستشفى "شعار تسيدك" ، هناك تم معالجته وشفائه والعودة الى البيت .. يومها كتب المفكر الكبير عادل سمارة : "الدهيشة تدهشنا في كل مرة".


هذا الوعي المتقدم الذي حرر المرأة من براثنها ، وحال دون اصحاب الكهف فكرتهم ان يحكم ماضينا حاضرنا ، وامواتنا أحياءنا ، ان يدفع نائب الامين العام الجديد بدون تردد تهنئة المخيم بفوزه في بطولة كرة السلة . 

دلالات

شارك برأيك

بين فوز "ابداع" و "كتيبة" الدهيشة

المزيد في أقلام وأراء

إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع

حديث القدس

اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟

سماح خليفة

حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة

سري القدوة

لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة

راسم عبيدات

حماس بعد السنوار.. هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟

علاء كنعان

ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟

د. أسعد عبد الرحمن

التحول الخليجي والعلاقات مع الأردن

جواد العناني

متى يرضخ نتنياهو؟

حديث القدس

سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة

بهاء رحال

السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024

كريستين حنا نصر

الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين

سري القدوة

المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات

وسام رفيدي

مبادرة مروان المعشر

حمادة فراعنة

سجل الإبادة الجماعية

ترجمة بواسطة القدس دوت كوم

هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة

حديث القدس

المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة

المتوكل طه

عواقب خيارات نوفمبر

جيمس زغبي

النكبة الثانية والتوطين المقبل

سامى مشعشع

They will massacre you

ابراهيم ملحم

شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.04

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%20

%80

(مجموع المصوتين 523)