أقلام وأراء
الإثنين 06 يونيو 2022 10:38 صباحًا - بتوقيت القدس
حان وقت قلب الطاولة في وجه الإسرائيليين والامريكان ...!
بقلم:د. هاني العقاد
ما يقارب العام وأكثر وحكومة الاحتلال تصعد من إجراءاتها وقمعها وسياستها العنصرية بحق الفلسطينيين في كل مكان، احداث كبيرة، قتل ,اعدام ,اعتداء مقصود على القانون الدولي، اعدام أطفال، هدم بيوت، اقتحام مناطق الضفة الغربية وخاصة مناطق (أ) تنفيذ اعتقالات بالجملة وترويع المدنيين ، ضم مناطق (بي) و (سي) وفرض سيادة بالقوة، اعتداء يومي على المقدسين واقتحام المسجد الأقصى وأداء صلوات تلموديه وسجود كبيرة. مسيرة الكراهية في القدس كشفت حجم التحريض الصهيوني ضد الفلسطينيين وقوميتهم وديانتهم ونبيهم (محمد صل الله عليه وسلم) . الاعتداء على المصلين بالمسجد الأقصى واعتقالهم من داخل المصلي المرواني كشف نوايا الصهاينة تجاه المسجد الأقصى , سياسة اغلاق بوابات الاقصى وطرد من فيه من مرابطين لتهيئة الأجواء لمجموعات المستوطنين للدخول لباحاته يعني تكريس مخطط تقسيم الأقصى زمانيا. لم يترك الاحتلال سلوكا عدائيا ضد الفلسطينيين الا وفعله، ولم يتخل عن التهرب من استحقاقات أي اتفاق او تفاهم ابرمه مع السلطة الفلسطينية بل انه بات ينفذ مخططا لحل الصراع من طرف وهذا أخطر استراتيجية احتلالية تواجه الفلسطينيين اليوم.
ما جرى في الأقصى يحتاج الي رد سياسي فلسطيني في غياب الرد العربي والإسلامي وخاصة ان فصائل المقاومة لم ترد في حينة باي شكل كان وكل العاصفة التي شممنا رائحة ترابها كانت زوبعة في فنجان انتهت بصمت المقاومة عشية ما جري في الأقصى وباب العامود والبلدة القديمة وحي الشيخ جراح. ان الرد السياسي الان بات يلقى على عاتق القيادة الفلسطينية بالكامل دون تأخير لان التأخير في ذلك يعني ترك شهية الاحتلال تفعل المزيد من الإجراءات العنصرية المجرمة والتي قد ندفع مقابلها ثمن سياسي كبير نحتاج الي سنوات لكي نعوضه. الرد يجب ان يكون بحجم الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني واقلها قلب الطاولة في وجه الاحتلال ووجه الإدارة الأمريكية التي صمتت وتصمت على أفعاله وسياسته، بل انها لا تحرك ساكن عندما يعلن رئيس وزراء الاحتلال امام وكالات الانباء والتلفزة والصحافة العالمية انه لن يجلس على الطاولة مع الفلسطينيين ولن يفاوض الرئيس أبو مازن، بل انه يتهمه بدعم الإرهاب.
القيادة الفلسطينية وصلت الى الخيار الاضطراري وهو تنفيذ قرارات المجلس المركزي الأخيرة واهمها سحب الاعتراف بدولة الاحتلال وإيقاف العمل باتفاقية أوسلو وملحقاتها واعلان دولة تحت الاحتلال ووقف كل اشكال التنسيق مع الاحتلال والطلب من الأمم المتحدة وبعثتها في فلسطين ان تتولى إدارة العلاقة بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال حتى لا تستغل دولة الاحتلال الموقف وتنفذ مخططات قديمة لإيجاد سلطة انتقالية بمقاسات إسرائيلية , كل هذا بالتزامن مع تشكيل قيادة ظل سرية في المنفي خشية اقدام الاحتلال علي اعتقال أعضاء القيادة المتواجدين بالأرض المحتلة, لعله آن الأوان لإعلان تفعيل القيادة الوطنية الموحدة التي يجب ان تقود انتفاضة جماهيرية واسعة ضد المحتل وادواته على مدار اليوم وفي كل نقاط التماس بالقدس والضفة الغربية وحول المستوطنات ليدفع الاحتلال ثمن تهربه من مسار عملية السلام وتدميره حل الدولتين بقصد لصالح مخطط صهيوني ممنهج يفرض الحل من طرف واحد والذي هو حل امني اقتصادي في المرحلة الاولى حتى يتم اعداد طرف فلسطيني يندمج في الحل الابراهيمي الذي تعده إسرائيل في نهاية المطاف .
لن يتحرك العالم لإنقاذ حل الدولتين الذي باتت تستفرد في القضاء عليه دولة الاحتلال مستغلة الصمت الدولي والتجاهل الأمريكي وتقاعس الرباعية الدولية وضعف التوجه في الاتحاد الأوروبي للتقدم بحلول للصراع الا اذا قرر الفلسطينيين اتخاذ قرارات دراماتيكية تجبرهم على العمل بعدالة تجاه حل الصراع لان البقاء في مربع الانتظار خيار خاسر امام الفلسطينيين ,طول الانتظار والقبول بالأمر الواقع جريمة لان تأجيل القرارات الحاسمة الفلسطينية وعدم تنفيذ قرارات المجلس المركزي الأخيرة يعني ان الفلسطينيين يخسروا كل يوم الكثير وتتمادى دولة الاحتلال في احتلالها ومشروعها الصهيوني الكبير وأيضا تتمادى الولايات المتحدة الأمريكية في الصمت وتجاهل ما يجري وكأنها تقول لدولة الاحتلال امامكم مزيد من الوقت لتصفية الصراع في فلسطين والدليل ان إدارة بايدن اليوم تراجعت عن كل الوعودات التي تلت فوز (جو بايدن) بالانتخابات لإعادة العلاقة مع الفلسطينيين وإعادة فتح مكتب التمثيل في واشنطن بالإضافة لفتح القنصلية الامريكية بالقدس الشرقية لرعاية الشؤون الفلسطينية.
بعد مسيرة الاعلام التحريضية والتي اعتبرها (نتفالي بينت) من اهم العناصر التي تجسد السيادة على القدس كمدينة موحدة بتنا نخشى المزيد من الممارسات الاحتلالية من قتل واعتقال واجتياح مدن الضفة وهدم بيوت واستيطان وتهويد بالقدس وضم زاحف لان شهية الاحتلال باتت مفتوحة على هكذا أمور ,لعل قلب الطاولة اليوم بتنفيذ كافة قرارات المجلس المركزي الصادرة في شباط الماضي لها ما لها في الحد من هذه السياسة والتي من شانها ان تؤخر وتعيق المشروع الصهيوني بالأرض المحتلة الى حد استحالة إنجازه في ظل ارباك المشهد السياسي وفي ظل اشتعال المشهد المقاوم على الأرض. لذا فأننا نقول ان قلب الطاولة في وجه الإسرائيليين والامريكان دون انتفاضة على الأرض لن يكون ذات فعالية كبيرة بل قد يستغل هذا من قبل أجهزة الاستخبارات لتغير القيادة فقط وتنفيذ الحل المطلوب إسرائيليا، وقلب الطاولة في وجه الامريكان والإسرائيليين من شانه أيضا ان يضرب مخطط الاحتلال في الإقليم ويفرغ كثير من اتفاقيات التطبيع من محتواها السياسي بالإضافة الى انه سيوقف أي اتفاقيات تطبيع جديدة مع دول إقليمية جديدة.
لا يتوجب قلب الطاولة في وجه الجميع لان هناك قنوات لا غنني عنها وهيئات اممية و كتل مركزية ودول تقف في المنتصف نحتاج الى دعمها في شكل واسلوب الاشتباك الجديد بعد سحب الاعتراف بدولة الكيان وإعلان الدولة تحت الاحتلال لكن يتوجب ان تقلب الطاولة في وجه الأمريكان والإسرائيليين فقط ,وفي زات الوقت نعمل حسب استراتيجية فلسطينية متعددة الجوانب سياسياً وإعلامياً واقتصادياً وامنياً لأننا سنكون امام رد فعل احتلالي غير مسبوق وغضب احتلالي قد يؤدي الى مزيد من التوتر والمواجهة المحتدمة سياسياً ودبلوماسياً ,وعلى الأرض قد تتعرض السلطة الفلسطينية لحصار سياسي وامني واقتصادي احتلالي غير مسبوق للضغط على القيادة الفلسطينية للتراجع عن القرار المصيري والعودة لغرفة الانتظار حتى تمن دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني ببعض من حقوقه وليس كامل الحقوق لثنيه عن استكمال مخطط الاستقلال وإقامة دولته وعاصمتها القدس.
المزيد في أقلام وأراء
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
أطفال فلسطينيون تعرضوا للإعدام الميداني
الأكثر قراءة
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
حان وقت قلب الطاولة في وجه الإسرائيليين والامريكان ...!