أقلام وأراء

الجمعة 03 يونيو 2022 1:03 مساءً - بتوقيت القدس

جدل قديم جديد حول جواز تمثيل الفلسطينيين المقدسيين في بلدية الاحتلال ..؟؟

بقلم:المحامي وليد ابوتايه
بعد مرور اكثر من 55 عاما على احتلال اسرائيل لمدينة القدس ، يثور جدل قديم جديد حول سبل التعامل مع هذا الواقع الاحتلالي في ظل غياب أفق سياسي وضرورة البحث عن آليات جديدة والتفكير كما يقال من خارج الصندوق .
في هذه المقالة نود ان نستعرض جملة من الاراء التي تناولت هذه القضية ، وخاصة قضية المشاركة في انتخابات بلدية القدس ، لذلك نرغب في تقديم بعض هذه الاقتباسات المهمة .
مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق لشؤون القدس حاتم عبد القادر اعتبر ان " القضية ليست قضية خدمات ، بل لها بعد سياسي بتكريس الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية " حيث تساءل " هل إذا شارك المقدسيون في الانتخابات ستتحسن الخدمات ؟ وأجاب ، لا أعتقد ذلك ، فمشاركتنا في الانتخابات لن تحدث تأثيرا حاسما لأننا أصلا لن نحصل على الغالبية " .
وأضاف " إذا أردنا خوض الانتخابات علينا أن نغير من خياراتنا السياسية ، بمعنى أننا نفاوض على دولتين ، وعلى ان تكون مدينة القدس عاصمة لنا ، لكن إذا غيرنا خيارنا السياسي فيما بعد وتحدثنا عن دولة ثنائية القومية ، فسأدعو المقدسيين إلى الترشح والانتخاب حتى لبلدية تل أبيب " . أما حنا سنيورة المحرر المسؤول في جريدة " الفجر " المغلقة ، وأحد شخصيات القدس المستقلة ، فكان قد قال " أؤمن بأن الانتخابات النيابية تختلف عن الانتخابات البلدية الخدماتية . لقد وضع اتفاق أوسلو خطوطا عريضة للمقدسيين ، ففي إمكانهم الترشح والاقتراع للانتخابات التشريعية الفلسطينية وهذا مثبت سياسيا ، ولكن هذا لا يتناقض مع ترشحهم وتأثيرهم في الموضوع المحلي الخدماتي للبلدية " . وأضاف " الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي مستمر في مقاطعة الانتخابات ، ومعناه أن حقوقنا منقوصة في مدينتا ، فمثلما ندفع الضرائب نريد الحقوق ، نحن فقط نطلق الشعارات ولا نقوم بالعمل . وتابع السنيورة " نحن نطالب بالقدس العربية عاصمة للدولة الفلسطينية وبلدية مستقلة ، ولإنقاذ التعليم ووقف الاستيطان وهدم البيوت في المدينة علينا المشاركة والتأثير " .
من جهته ، اعتبر سامي أبو دية، وهو رجل أعمال مستقل ، أن " انتخابات البلدية هي للحفاظ على حياتنا اليومية ووجودنا " . وأضاف " نحن لا نتحدث عن تعايش ، نحن نتحدث عن وجودنا واستثماره لمزيد من تعزيز الصمود والبقاء على الأرض المهددين بالطرد منها في كل وقت ، إذا استمرينا في المقاطعة ، فعلينا إيجاد بدائل مثل إنشاء مجالس محلية تتمتع بحكم ذاتي محلي ، والتنسيق مع البلدية في قضايا المجاري والخدمات " .
اما الصحفي الاشوس راسم عبيدات فقال " ولكم أن تتصوروا ان تخوض قائمة عربية الإنتخابات تحت شعار القدس عربية او نحو الإنفصال عن دولة الإحتلال او بلدية الإحتلال ، فعدا عن منعها من خوض الإنتخابات سيكون مصير من ينادون بذلك الإعتقال والسجن ولذلك ليست المسألة مسألة تخوين لمن يطرح وجهة نظر في قضية انتخابات بلدية الإحتلال والمشاركة فيها ، بقدر ما هو تحذير من المخاطر المترتبة على مثل هذه المشاركة فيما يتعلق بوضع المدينة كمدينة محتلة وفق القانون الدولي ، يفترض ان يزول عنها الإحتلال لا ان يتكرس بموافقتنا ومشاركتنا " .
من جانبه ، أوضح أحمد رفيق عوض المحلل السياسي أن التأثير الأساسي هو منع أهل القدس من تمثيل أنفسهم حتى على المستوى البلدي والخدماتي ، ومنع تكوين أية نخبة في القدس سواء سياسية أو ثقافية أو خدماتيه ، لأن إسرائيل تريد تهويد المدينة ، منوهاً إلى أن عدم وجود تمثيل قانوني في القدس ، يجعل إسرائيل المحتلة عملياً هي من تحدد نوع الخدمات المقدمة للمقدسيين وشكلها ومكانها وزمانها وحجمها . ووجه عوض أسئلة عدة حول تعامل المقدسيين مع بلدية الاحتلال ، وطلب من المستوى السياسي الإجابة عنها ، قائلاً "هل يمكن التعامل مع بلدية القدس المحتلة ، وكيف نتعامل معها ، هل نمثل أنفسنا جزئياً فيها أم لا ، هذا القرار قرار سياسي يتخذه ممثلو الشعب الفلسطيني ، هل نشرعن وجود بلدية الاحتلال أم لا ". وأوضح عوض أن الإجابة على هذا السؤال هي إجابة المستوى السياسي الذي يمثل الفلسطينيين ككل ، بمعنى منظمة التحرير الفلسطينية أو السلطة الوطنية الفلسطينية . وأردف قائلاً " هل يجوز وطنياً أن يمثل الفلسطينيون أنفسهم في القدس ببلدية المحتل ، أو يتعاملوا معها كجهة احتلالية وبالتالي لا يتعاملوا معها إطلاقاً ، أو يتركوا لبلدية المحتل أن تتحكم في نوع الخدمات المقدمة لهم ، وهل يمكن للفلسطينيين في القدس أن يذهبوا للمحكمة العليا للمطالبة بحقوقهم بعيداً عن البلدية ، أو إذا قصرت البلدية معهم ، هل تستطيع المنظمات الأهلية في القدس تقديم خدماتها لأهل القدس بعيداً عن البلدية هذا صعب جداً ". وأكمل قائلاً " لهذا السبب هذه أسئلة يجب أن يرد عليها المستوى السياسي الفلسطيني ". وما كتبته الناشطه السياسيه ناديه حرحش " وتستمر سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمحاولة تغيير معالم مدينة القدس بشتى الطرق من أجل أن تطمس الهوية التاريخية الإسلامية والفلسطيني العربية منها ، وفرض طابع يهودي جديد . ما جرى بالانتخابات الأخيرة يشكل صفعة حقيقية لكل من يتلاعب بموضوع القدس . قد تكون هذه الصفعة أولا للسلطة الفلسطينية التي تركت القدس وسكانها بين فكي الاحتلال والمرتزقة ليعيثوا فيها فسادا ، ولربما أرادت ان تكون النتيجة لصالح إسرائيل من حيث انتماء اهل المدينة ، يعني ما الفرق بين اهل القدس واهل الناصرة بمحصلة الحديث للرئيس الفلسطيني ، الذي يرى بالتمسك بالجنسية الإسرائيلية عمل وطني بالنسبة للإنسان الفلسطيني . والصفعة الأخرى هي للكيان الإسرائيلي الذي يراهن على ابتلاع سكان المدينة في بطنه بلا عناء ، واستنساخ نموذج مكرر من أسرلة فاقعة ، درج على تطبيقها خلال سبعين عاما من الاحتلال . في السنوات الأخيرة ، نسمع يوميا عن دراسات واحصاءات عن مستقبل أهل القدس ، بين نسبة تتزايد بشكل مريب في اقبال السكان نحو الجنسية الإسرائيلية ، وبين تفضيل الغالبية على السيادة الإسرائيلية على المدينة مقابل سيادة السلطة الفلسطينية عليها .
ويستمر الجدل والنقاش حول هذه القضايا الحساسة بين الفلسطينيين بلا طائل . فهم ، ما أن يخرجوا من دوامة حتى يقعوا في دوامة جديدة بسبب افتقادهم للقيادات المجربة والحكيمة .

شارك برأيك

جدل قديم جديد حول جواز تمثيل الفلسطينيين المقدسيين في بلدية الاحتلال ..؟؟

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل تحاول التنصل من جرائمها

حديث القدس

الفعل وليس القرارات ما هو مطلوب

حمادة فراعنة

حراك الجامعات في مواجهة ألة القمع الإسرائيلية

زاهي علاوي

استكشاف هندسة الأوامر: الابتكار والتطور والتأثير على المستقبل

صدقي أبو ضهير

‏ الحكومة الجديدة وأهمية دعم القطاع الزراعي

عقل أبو قرع

معاداة السامية" ... سلاح ظلم وبغي

عطية الجبارين

القادمون من السراديب والذاهبون إليها

حمدي فراج

القمة العربية ما بين الوقائع والاستحقاقات اللازمة

مروان أميل طوباسي

أمريكا وحروب الإبادة: سجل حافل بالصناعة أو التورط

صبحي حديدي

انتظروا بياناً هاماً ...!!

سمير عزت غيث

اليوم التالي ووهْم حلّ الدولتين

محمد الهندي

ألسنة اللهب ترتفع في الجنوب والشمال والدبلوماسية الدولية تكتفي بالأقوال ..!!

حديث القدس

احتجاجات الجامعات: تحولات كمية.. إلى نوعية

د. أسعد عبدالرحمن

بداية التعافي الاقتصادي في الأردن

جواد العناني

النكبة وسرديّة المخيّم الكبرى

سمير الزبن

الجامعات والإعلام ودورهما في تعزيز"الانتماءِ للقضية الفلسطينية"

تهاني اللوزي

المقاومة ونتنياهو ولعبة الوقت

بهاء رحال

القضاء على الشعب الفلسطيني

حديث القدس

النكبة مستمرة

حمادة فراعنة

"إسرائيل" عالقة بين معادلتي العجز في التقدم والعجز في التراجع

راسم عبيدات

أسعار العملات

الجمعة 17 مايو 2024 12:34 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.71

شراء 3.7

يورو / شيكل

بيع 4.02

شراء 4.0

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.2

بعد سبعة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟

%8

%92

(مجموع المصوتين 76)

القدس حالة الطقس