أقلام وأراء
السّبت 24 أغسطس 2024 10:22 صباحًا - بتوقيت القدس
نجاح زيارة بلينكن التاسعة
على عكس ما يُقال عن زيارة بلينكن للمستعمرة وقطر ومصر، خلال شهر آب/ أغسطس 2024، أنها كانت فاشلة، فهي لم تكن كذلك، بل كانت ناجحة بالمعايير الأميركية الإسرائيلية، من حيث هدف الزيارة، التي حققت مرادها وفق التفاهم بين نتنياهو وإدارة الرئيس المهزوز بايدن.
زيارة وزير خارجية أميركا التاسعة للمنطقة العربية، مثل زياراته المتكررة السابقة، كانت تستهدف التفاهم أولاً مع رئيس حكومة المستعمرة نتنياهو، ولم يكن في أي من زياراته السابقة وقف الحرب على قطاع غزة، أو التعاطف مع معاناة الشعب الفلسطيني، فالهدف المشترك دائماً بينهما هو كيفية التخلص من حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، ولكن بأقل الخسائر الممكنة، مع الحرص على عدم توسيع شبكة الصدامات، وأن لا تتحول إلى حرب إقليمية، يصعب ضبط إيقاعاتها، حتى لا تتحول إلى حرب تُسهم فيها روسیا عبر دعم إيران المباشر، في مواجهة المستعمرة والولايات المتحدة، لأنها ستضعف الدور والدعم الأميركي لأوكرانيا ضد روسيا.
فالعامل الأول بالنسبة للولايات المتحدة هو دعم المستعمرة، وتوفير كافة الاحتياجات التي تطلبها في معركتها ضد الشعب الفلسطيني، لأن نضال الشعب الفلسطيني هو العنوان لتغيير المعادلات المفروضة على المنطقة العربية منذ الحرب العالمية الثانية، وولادة المستعمرة الإسرائيلية عام 1948، كأداة وقاعدة للمصالح الأميركية الأوروبية، في مواجهة تطلعات العرب نحو الحرية والاستقلال والديمقراطية والكرامة.
والعامل الثاني هو تحاشي تحول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى صراع إقليمي تُشارك فيه إيران وربما تركيا بسبب تعارض المصالح والأهداف الإسرائيلية مع التطلعات الإقليمية لكل من طهران وأنقرة.
اما العامل الثالث في اهتمامات زيارات بلينكن المتكررة، فهو إظهار الدور الأميركي لوقف الحرب على فلسطين، خدمة لغرضين أميركيين:
الأول، استجابة للوبي الفلسطيني العربي الإسلامي الأفريقي في الولايات المتحدة، لأسباب ودوافع انتخابية، سبق وأنهم أبلغوا إدارة حملة بايدن الانتخابية أنهم سيضعون ورقة بيضاء في صناديق الاقتراع، تعبيراً عن احتجاجهم ورفضهم وإدانتهم لسلوك إدارة بايدن الداعمة للمستعمرة، وتغطية جرائمها، بمنع أي إدانة تستهدفها دولیاً، في مجلس الأمن أو محكمة العدل الدولية، أو الجنايات الدولية، أو أي مظهر مماثل على الصعيد العالمي، وكذلك رفضهم الشديد للدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للمستعمرة عسكرياً وتسليحياً ومالياً كي تُواصل حربها العدوانية الهمجية الشرسة ضد المدنيين الفلسطينيين بقتل عشرات الآلاف، وتدمير البنى التحتية، وكافة مرافق الخدمات، وهدم البيوت على روؤس سكانها، تحت حجة مطاردة قيادات حركة حماس وتصفيتهم.
أما العامل الأميركي الثاني، فهو إظهار الاهتمام لدى بلينكن وإدارته في العمل على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من ذوي الجنسية المزودوجة الإسرائيلية الأميركية، كمواطنين أميركيين، تعمل إدارة بايدن على إطلاق سراحهم، في ظل أجواء انتخابية للرئاسة ومجلسي النواب والشيوخ.
أهداف زيارة بلينكن بالمعايير الأميركية الإسرائيلية، حققت ما تسعى له واشنطن: 1- دعم المستعمرة والتفاهم معها، 2- عدم توسيع الصراع وتحاشي تحوله إلى صراع إقليمي، والباقي تفاصيل تندرج في خدمة هذه الأهداف ونجاحها، وتوظيف كافة وسائل المرونة والتضليل لتحقيقها.
لندقق في ثلاثة مظاهر على المشهد السائد:
أولاً، دعم تسليحي أميركي لجيش المستعمرة، وانتقال الجيوش الأميركية الأوروبية إلى المنطقة سواء في البحر المتوسط، أو منطقة الخليج العربي وبحر العرب المحيطة لإيران، في رسالة واضحة إلى طهران والمستعمرة.
ثانياً، استمرار القصف والقتل والحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، بلا تحفظ أو تردد أو قلق من أية إجراءات دولية رادعة.
ثالثاً، تحميل حركة حماس مسؤولية عدم الوصول إلى اتفاق، على غير ما هو حقيقي، وعلى عكس ما هو صحيح.
بلينكن نجح في زيارته لصالح المستعمرة الإسرائيلية، بينما الشعب الفلسطيني ما زال يواجه وحده ثمن البقاء والصمود والمقاومة، ولا خيار أمامه، سوى هذا الخيار: خيار المقاومة والكرامة، ومواصلة المسار على طريق الحرية والاستقلال والعودة.
...........
أهداف زيارة بلينكن بالمعايير الأميركية الإسرائيلية، حققت ما تسعى له واشنطن، وهو دعم المستعمرة والتفاهم معها، وعدم توسيع الصراع وتحاشي تحوله إلى صراع إقليمي، والباقي تفاصيل تندرج في خدمة هذه الأهداف ونجاحها.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
الأكثر تعليقاً
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
الأكثر قراءة
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 80)
شارك برأيك
نجاح زيارة بلينكن التاسعة