أقلام وأراء

الجمعة 19 يوليو 2024 9:45 صباحًا - بتوقيت القدس

أطلبوا المصالحة ولو في الصين!!

تلخيص

جولة الحوار الوطني بين الفصائل الفلسطينية هذه المرة ستكون في الصين، وقيل في الأمثال: اطلبوا العلم ولو في الصين، حيث الصين البعيدة في جغرافيتها عن بلادنا، الغريبة في عاداتها وتقاليدها، ولكن هذا البُعد لم يمنعها من دعوة الفصائل الفلسطينية التي لبت الدعوة، وسوف تبدأ جولة من الحوار مطلع الأسبوع القادم طلبًا للمصالحة في الصين، لعل الصين تنهي فصل الانقسام الأطول في التاريخ الفلسطيني، وهذه تبدو أُمنية بعيدة في الوقت الحالي رغم ضرورتها، ورغم أننا في أمس الحاجة للوحدة وترتيب البيت الفلسطيني والخروج من شرذمة الانقسام.


اطلبوا المصالحة ولو في الصين، في بلاد السند والهند، في كل بلاد الدنيا، لعل الفرقاء يتفقون يومًا ما، في بلد ما، فينتهي فصل الانقسام، وتتفق الفصائل فيما بينها ليعود التوازن للحالة الفلسطينية التي تعيش ظرفًا مصيريًا، ومنعطفًا خطيرًا يستدعي التعالي على كل الخلافات، والتوافق الفعلي والعملي على برنامج وطني عام، بمنطلقات الثبات والصمود والحياة، ووقف هذه الإبادة الجماعية، وحماية شعبنا من القتل الذي يتعرض له.


لم يتبقَّ بلد إلَّا وزارته وفود المصالحة، وسافرت إلى عواصم عدة، سواء أكانت اشتراكية أم رأسمالية، عالمية وعربية وإقليمية، وجرت جولاتٌ وجولاتٌ من الحوار التي استضافتها العديد من عواصم العالم، والنتيجة كانت تعميق الانقسام واتساع الفجوة، والتمترس حول نقاط الخلاف، وكلما عقدنا أملًا تلاشى فور عودة الوفود، حتى بتنا لا نعلق الآمال على مثل هذه الجولات من الحوار التي لا تغير من الواقع في شيء، بل تزيد من الفجوة، وتتسع رقعة الخلاف، وكأن الانقسام قدر لا فرار منه.


المصالحة هذه الأيام ضرورة وطنية، حيث الإبادة الجماعية في غزة لم تبقِ ولم تذر، وحيث القضية الوطنية على المحك، في ظل موجة مسعورة من قبل حكومة الاحتلال المتطرفة، الماضية في سياسة طمس الهوية الفلسطينية، وقضم وسرقة الأرض، وهي تضع الخطط وتصوغ قراراتها وفق رؤية فاشية تهويدية الهدف منها اجتثاث التاريخ، وطمس هوية الأمكنة، وحصار الناس في ظروف حياتية قاهرة، في مدن وقرى ومخيمات الضفة الفلسطينية، بالتزامن مع حرب الإبادة المستمرة في غزة.


جولة الحوار الجديدة في الصين قد تبدو كسابقاتها، وما يلوح بالأفق من تصريحات يشبه التصريحات التي كانت تسبق حوارات موسكو والجزائر والقاهرة، فلهذا ليس بمقدرونا التعويل على نجاح الحوار هذه المرّة، خاصة أن التجاذبات والتلاسن في التصريحات يُظهر مدى الخلافات التي ما أن تلتقي الوفود حتى تظهر دفعة واحدة، وفي التدقيق بالأمر فإن هذه الخلافات بدأت تظهر قبل أن تلتقي الوفود وقبل أن تسافر، وبتنا أمام سيل من التصريحات المتضاربة هنا وهناك، وهذا مؤشر إلى ما قد ينتج عن لقاءات الصين القادمة، التي وكما يسود الاعتقاد بأنها ستكون مشابهة للجولات السابقة، وسيكون مصيرها مصير سابقاتها من اللقاءات التي أظهرت عمق الخلافات، ووجودها رغم كل التحديات.

لم يتبقَّ بلد إلَّا وزارته وفود المصالحة، وسافرت إلى عواصم عدة، سواء أكانت اشتراكية أم رأسمالية، عالمية وعربية وإقليمية، وجرت جولاتٌ وجولاتٌ من الحوار التي استضافتها العديد من عواصم العالم، والنتيجة كانت تعميق الانقسام واتساع الفجوة.

دلالات

شارك برأيك

أطلبوا المصالحة ولو في الصين!!

المزيد في أقلام وأراء

إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع

حديث القدس

اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟

سماح خليفة

حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة

سري القدوة

لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة

راسم عبيدات

حماس بعد السنوار.. هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟

علاء كنعان

ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟

د. أسعد عبد الرحمن

التحول الخليجي والعلاقات مع الأردن

جواد العناني

متى يرضخ نتنياهو؟

حديث القدس

سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة

بهاء رحال

السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024

كريستين حنا نصر

الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين

سري القدوة

المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات

وسام رفيدي

مبادرة مروان المعشر

حمادة فراعنة

سجل الإبادة الجماعية

ترجمة بواسطة القدس دوت كوم

هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة

حديث القدس

المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة

المتوكل طه

عواقب خيارات نوفمبر

جيمس زغبي

النكبة الثانية والتوطين المقبل

سامى مشعشع

They will massacre you

ابراهيم ملحم

شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.04

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

%0

%0

(مجموع المصوتين 0)