أقلام وأراء

الثّلاثاء 16 أبريل 2024 9:09 صباحًا - بتوقيت القدس

اجتياح رفح والاسئلة الصعبة

تلخيص

إن الاعلانات المتكررة لحكومة الحرب الإسرائيلية باجتياح محافظة رفح- أخر محافظات قطاع غزة- ليس عسكرياً وحسب، وإنما يدخل ضمن ترتيبات سياسية وأمنية متعددة، ويطرح جملة من الاسئلة الصعبة، لدى حكومة الحرب الإسرائيلية التي لا تريد دخول رفح في الوقت الراهن بقدر ما تريد مأسسة الإبادة الجماعية؛ فالأهداف الإسرائيلية المعلنة هي إطلاق سراح اسراها بغزة، والقضاء على حركة حماس، لكنها ليست هذه الأهداف الحقيقية، وإنما تمتد لتحقيق الهدف الأسمى وهو، القضاء على قطاع غزة وسلخة عن امتداده الفلسطيني بعد إمعان القتل وتشريد من تبقى على قيد الحياة خارج فلسطين، وهو ما يعني عدم توقف الإبادة في الوقت الراهن وحتى إن اجتاحت قوات الاحتلال محافظة رفح.


ويندرج تحت الهدف الاحتلالي الكبير سؤال صعب. هل فعلاً حكومة الحرب تريد استكمال مسلسل المجازر بدخولها محافظة رفح؟ أم تنتظر فتح قنوات لهروب النازحين والمشردين من كل محافظات القطاع والمتواجدين في رفح الآن خارج فلسطين؟


نتنياهو لا يريد الأسرى ولا حتى القضاء على حماس والمقاومة أكثر من إرادته وإصراره على إبادة القطاع بمن عليه؛ فكل مفاوضات التوصل إلى "صفقة تبادل" تفشل بفعل عدم السماح بعودة النازحين إلى بيوتهم، وهو ما تطلبه الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، فلا مشكلة لديهم من استمرار مسلسل المجازر، وإنما المشكلة تكمن باللاجئين والمشردين في المحافظة. ولكن الأهم هي تصريحات نتنياهو التي تمثل حكومة الحرب ومن ثم الخارطة الحزبية في إسرائيل. حيث أعلن قائلاً: "سيتم إجلاء المدنيين من رفح قبل أن تلاحق القوات الإسرائيلية عناصر حماس المتبقية هناك." ولكن لم تتحدد بعد وجه النازحين والمشردين. فالقلق الإسرائيلي يمكن بصمود أهل القطاع رغم ويلات الإبادة، هذا بالإضافة إلى أن اقتحام رفح لن يكون قبل أن تأمن إسرائيل حجج وذرائع جديدة تضمن مأسسة عملية الإبادة واستمرارها بعد دخول رفح


تعلمنا جولات المفاوضات الدائرة حالياً في القاهرة بأن مسألة اللاجئين في رفح مهمة بالنسبة لإسرائيل، فهي لا تقبل عودتهم إلى محافظاتهم، في المقابل تصر على دخول رفح، ما يعني بأن القادم في مسلسل جرائم الإبادة الجماعية أسوأ بمراحل لأن المحافظة صغيرة ويختبئ تحت شمسها أكثر من 1.5 لاجئ دون أدنى المقومات الإنسانية.


تناور حكومة الحرب الإسرائيلية لضمان استمرار الإبادة الجماعية بمحافظة الوسطى من جديد وتقتحم هذه المرة منطقة النصيرات بمخيماتها، فهي لا تريد اسقاط ذرائع القضاء على حماس والبحث عن الأسرى، لذا لا تريد السيطرة العسكرية الكاملة على كافة محافظات قطاع غزة حتى تبق قادرة على التذرع أمام المجتمع الدولي بارتكاب جرائم الإبادة في القطاع، فهي غير مستعدة بأي حال من الأحوال التفكير باليوم التالي لانتهاء الحرب، ولا تضع تصورات لتحديد العلاقة الأمنية والسياسية والاقتصادية مع قطاع غزة، وكل التصريحات الإعلامية والتساؤلات الصحفية ما هي إلا للاستهلاك الإعلامي وإلهاء الرأي العام عن الإبادة.


يبدو أن حكومة الحرب الإسرائيلية تسعى لإجابات هذه الأسئلة بخطط عسكرية وسياسية تضمن استمرارية الإبادة بقطاع غزة أو تهجيره، حتى تستطيع دخول محافظة رفح وإخضاعها لسلسة المجازر التي تشكل في مجموعها الإبادة الجماعية بقطاع غزة.

دلالات

شارك برأيك

اجتياح رفح والاسئلة الصعبة

المزيد في أقلام وأراء

نتانياهو يضع العصي في دواليب الصفقة

حديث القدس

انتفاضة الجامعات الامريكية طوفان أقصى رقم 2

حمدي فراج

طوفان الأقصى وصحوة ثقافية غربية

سماح خليفة

إبادة غزة... ماذا بعد؟

بهاء رحال

انتفاضة جامعات أميركا

حمادة فراعنة

بداية تفكك الرواية الصهيونية.. ولكن

جمال زقوت

أزمات وجامعات وعقوبات

أحمد رفيق عوض

في انتظار الموت المؤجل ...

يونس العموري

القرار في غزة والجواب في القاهرة

حديث القدس

قمع حراك الجامعات الأمريكية.. أهداف ومعان

فوزي علي السمهوري

تناقض أم تكامل الخطابين: العسكري والسياسي

سماح خليفة

الحكومة, الانتخابات والوحدة: ما هي استراتيجية الخروج؟

د. دلال صائب عريقات

تحديات أمام الأحزاب

حمادة فراعنة

الشارع الإسرائيلي يطالب بوقف الحرب ودفع الثمن

حديث القدس

الحجر بكى من وجع غزة

ريما محمد زنادة

الحرب على " ظهور الماعز"

عطية الجبارين

حصار إسرائيل وأميركا في الأمم المتّحدة

عائشة البصري

الهدنة وقرار اجتياح رفح

بهاء رحال

الاستحقاق الانتخابي في موعده

حمادة فراعنة

غزة ... والحرب العالمية الثالثة ... والعرب يتفرجون !!!

ابراهيم دعيبس

أسعار العملات

الإثنين 29 أبريل 2024 9:46 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.8

شراء 3.79

دينار / شيكل

بيع 5.37

شراء 5.35

يورو / شيكل

بيع 4.1

شراء 4.04

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%74

%21

%4

(مجموع المصوتين 191)

القدس حالة الطقس