Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 27 مارس 2024 10:45 صباحًا - بتوقيت القدس

انتصرت إسرائيل في حربها على المستشفيات

تلخيص

انتصرت إسرائيل في حربها على المستشفيات، فهدمت المباني وقتلت الأطباء واعتقلت المرضى من غرف العناية واقتادتهم لأماكن مجهولة، قتلت البعض منهم وعذبت البعض الآخر، واقتحمت الأقسام وأحرقت الأجهزة والمعدات الطبية وغرف العمليات، وأعدمت الأطباء والممرضين والمرضى فتداعى النظام الصحي وانهار، وأعلن جيش الاحتلال متباهيًا بالوصول إلى مستشفى الشفاء تارة ومستشفى الشهيد كمال عدوان، ومتشفى شهداء الأقصى، وبقية مستشفيات قطاع غزة التي لم تسلم كلها، وكلما وصل إلى مستشفى خرج متحدث الجيش ليعلن عن انجاز جديد حققه جيش الاحتلال.


الاحتلال الذي فتحت له كل مخازن السلاح الأمريكية وتم تزويده بأحدث الطائرات والقنابل الذكية وبأقوى ترسانة عسكرية في العالم، اتخذ من المستشفيات هدفًا منذ اللحظة الأولى للحرب، وقام بإعداد الخطط العسكرية في مواجهة النظام الصحي لتحقيق أهداف الإبادة الجماعية، وهذا ما لم يحدث في التاريخ من قبل. أن تشن حربًا على المستشفيات يكون الهدف منها القضاء على القطاع الصحي.


حكومة الحرب وجيشها وترسانتها العسكرية انتصرت على مستشفيات غزة، وانهار القطاع الصحي، وهي تصور الأمر وكأنه بطولة، وتتخذ من هذا أنه انتصار على غزة، وهي أيضًا تحقق انتصارات أخرى على التعليم مثلًا فهدمت الجامعات والمعاهد والمدارس، وانتصرت على شبكة الصرف الصحي والبنية التحتية فخربت الطرق ودمرتها، وهذا أبرز ما حققته حكومة الحرب في اليوم ال ١٧٠ للحرب، وليس هناك أي انتصار آخر غير ما فعلته، فهل كان يستدعي الأمر حشد ترسانة عسكرية أممية في البر والبحر والجو، وتحريك الأسطول الأمريكي والبريطاني في البحر الأبيض المتوسط للهجوم على غزة، من أجل تحقيق نصر على مستشفيات القطاع وجامعاته ومدارسه.


إن استمرار حرب الإبادة الجماعية وصمة عار على جبين الإنسانية، وعلى كل الدول التي لا تتحرك ولم تتداعى لوقف هذا القتل والدمار، فهي بذلك تكون شريكة في هذه الحرب المستعرة، وإن إطالة الحرب تعني المزيد من القتلى والجرحى، فقطاع غزة بات فاقدًا لكل مقومات وأساسيات الحياة وسط استمرار الحرب والحصار المشدد من كل الجهات.


إن كان كل هذا الحشد الدولي والدعم العسكري والبطش والقصف والقتل والاعتقال من أجل تحقيق انتصار على مستشفيات القطاع، فيمكن القول أن الاحتلال انتصر بذلك، لكن الحقيقة أنه يداري عجزه عن تحقيق الأهداف من الحرب بهذا الوهم الذي يسوقه للعالم ولكل من دعم وأيد هذه الحرب، بعد أن فشل في تحقيق نصر حقيقي يتمثل بالوصول إلى أسراه أو تفكيك قوة المقاومة، أو حتى الوصول إلى شبكة الأنفاق التي تستخدمها المقاومة، وهذا هو الفشل الذي يريد أن يخفيه، وهو يختبئ خلف صورة الانتصار على المستشفيات.


بعد أن هزمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، يسعى الاحتلال بكل السبل لترقيع صورته، وضبط إيقاعها على المستوى الذي ساد لعقود طويلة من الزمن، بيد أن الأمر بات مستحيلًا في الواقع الحديث، لأن لثام الوهم الذي كان يخافه الكثيرين سقط، وظهرت حقيقة هذا الجيش الذي كاد أن ينتهي في ساعات يوم السابع من أكتوبر.


انتصر الاحتلال في حربه على المستشفيات، وفشل في تحقيق أهدافه من الحرب التي يخوضها معبأ بعقيدة عنصرية فاشية، تقتل الأطفال والنساء والشيوخ، مرتبكًا أبشع المجازر والمذابح الجماعية، على مرأى العالم الصامت الذي لا يتحرك.

دلالات

شارك برأيك

انتصرت إسرائيل في حربها على المستشفيات

نابلس - فلسطين 🇵🇸

Hanan قبل 8 شهر

هذه انتصارات المهزوم اهدروا كرامة الإنسان

المزيد في أقلام وأراء

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)