العدوان على قطاع غزة يشبه مسلسلا أجنبيا فيه بطل واحد هو الغاصب وأكثر من شاهد ومئات بل آلاف الضحايا وتتهافت القنوات والمحطات التلفزيونية لعرضه ووفقا لتقييم الجمهور فإنه اذا حصل على نسبة اعجاب كبيرة يتواصل عرضه حتى لو تم تمديد حلقاته لانه يلبي رغبة الجماهير ويوفر لها متعة المشاهدة والاستمتاع بحجم الجريمة المرتفع والصاخب وسط اثارة واحداث عديدة وفي كل حلقة يتوقف المسلسل عند منعطف نشعر معه ان الفاعل والمجرم الغاصب قد يلقى حتفه لكنه يعود في الحلقة التالية اقوى مما كان في السابق ويواصل القتل والذبح والتدمير ..
هكذا هو حال فلسطين وخصوصا قطاع غزة الذي يتعرض لمسلسل جريمة منظمة تقف في واجهة جرمها المشهود اسرائيل والشهود من الغرب والشرق ومن اوروبا وحتى من العرب الذين يتفرجون ويشاهدون ويستمتعون والضحايا هم ابناء الشعب الفلسطيني الذين يرتقون واحدا تلو الاخر وتمتد فصول هذا المسلسل الى حد الهدم والتدمير لكل المرافق وممارسة حرب الحصار والتجويع والتشريد والاذلال والاعتقال وقتل كل مقومات الحياة، لان مخرج المسلسل الاميركي هكذا اراد ان تسير فصول المسلسل ..
بدأ المسلسل منذ اكثر قرن من الزمان تم فيه وعد اليهود بوطن قومي في فلسطين وصولا الى بداية الاحتلال ونكبة شعب لقي وذاق مرارة التهجير وفي ضوء اعجاب الغرب وخصوصا الولايات المتحدة حاز الغاصب على فرصة اخرى لفرد عضلاته واستمرار بطولاته وصولا الى نكسة سيطر من خلالها الغاصب على معظم الارض الفلسطينية وجاءت حرب لبنان التي عمقت قصة اللجوء ومن بعدها حصار غزة وحروب متتالية على الارض الفلسطينية في قطاع غزة وعلى مدى سنوات طويلة ليرد اصحاب الدور الاضعف في المسلسل وهم الشعب الاعزل بانتفاضة وهبة، واحدة تلو الاخرى فتعرض المخرج والشهود لاحراج كبير وجاؤوا بقرار استقدام سلطة جديدة علها تنجح بقيادة ابناء شعبها الا ان المخرج بالتنسيق مع الغاصب القاتل لم يرق لهم اي دور بطولي للضحايا، فأصروا على استمرار العدوان حتى يومنا هذا ..
منذ عهد بن غوريون وديان وغولدا مئير مرورا الى بيغن ورابين وشامير وصولا الى نتانياهو وسموتريتش وبن غفير تستمر اسرائيل بحكوماتها المتعاقبة بفصول اطول مسلسل في التاريخ من الاحتلال الذي يجثم على صدور ابناء شعبنا وتمادت كثيرا عندما طلب المخرج الاميركي ان يتصافح الغاصب والضحية وان يعيشا جنبا الى جنب ولكل منهما دولته وكيانه وسياسته واستقراره، الا ان السنين الطويلة التي حظي بها الغاصب بدعم دولي وغربي واوروبي كبير اتكأ من خلالها على رصيد وفير من الاطمئنان بعيدا عن العقاب جعلته يواصل العدوان على كل ما هو فلسطيني ..
في ضوء رغبتنا الاكيدة بانتهاء هذا المسلسل يطل الشهود وعلى مدى سنوات طويلة ببلاغات كاذبة ويبقى الغاصب بعيدا عن قفص الاتهام ( فالشاهد كذاب والمخرج منحاز والفاعل حر) والضحية لازالت وستبقى تئن تحت عذابات السنين ولا ندري في اي وقت تنتهي حلقات هذا المسلسل اللعين الذي تغرد فيه اسرائيل خارج السرب ويقف العالم فيه متفرجا على وقع ذبح وقتل الفلسطينيين.
استهداف النازحين امعان في الجريمة
تتبجح اسرائيل امام العالم انها تخلق ممرات انسانية وتحاول تجنب قصف المدنيين وعلى هذا المنوال يقوم سيناريو ما تروجه اسرائيل من استعدادها لاجلاء الفلسطينيين من رفح لتجنيبهم القصف وكأن كل من تم قصفهم واغتيالهم منذ بداية العدوان هم من المسلحين والنشطاء .
في حقيقة الامر ان من يتم قصفهم وذبحهم هم من المدنيين وجلهم من الاطفال والنساء، وسجل اسرائيل حافل بقصف العائلات وارتكاب المجازر وملاحقة النازحين واللاجئين ، مثلما فعلت بالامس عندما قصفت منزل عائلة زعيتر في دير البلح وهو مكان لجأ اليه عدد من المواطنين الباحثين عن مكان آمن، لكن هذا المكان تحول الى دمار هائل ليقدم ٢٤ شهيدا نقلت جثامينهم الى مستشفى شهداء الاقصى ..
هذا جزء من المسلسل المتواصل بحلقاته واجزائه وسط اعجاب المخرج الاميركي الذي يسوق امام الراي العام العالمي تفاهة دبلوماسية لا تنطلي على أحد ، ففي كل مرة يطل بها مسؤول اميركي ويصرح بان على اسرائيل تجنب قتل المدنيين، يأتي الرد الاسرائيلي بقتل المدنيين ممن هم اطفال ونساء امعانا في جريمة هي الاكثر قسوة في تاريخ البشرية .
أقلام وأراء
السّبت 24 فبراير 2024 11:37 صباحًا - بتوقيت القدس
أطول مسلسل من الاحتلال الشاهد كذاب والمخرج منحاز والفاعل حر

دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ويتكوف إذ ينقلب على نفسه!
إبراهيم ملحم
معوقات نجاح المرحلة الانتقالية للإدارة السورية الجديدة
كريستين حنا نصر
هل سيحقق المجلس المركزي الإصلاح الشامل ويواجه التحديات الوطنية المصيرية؟
بسام زكارنة
حماس أول الخارجين عن مقررات القمة العربية!
د. رمزي عودة
موقف .. هل حقاً تراجع ترامب عن فكرة التهجير؟
سياسات واشنطن المعادية لفلسطين
حمادة فراعنة
الحضور الفلسطيني والانحسار الإسرائيلي
حمادة فراعنة
الإسلاميون وقرنٌ من المحاولة.. أفكارٌ ورؤية لم تتحقق!!
د. أحمد يوسف
مبدأ حل الدولتين.. هل أصبح خياراً دولياً في طريق التلاشي؟
مروان إميل طوباسي
بين ثغرتي الدفرسوار وكورسك.. ما هي المفاجأة !
جودت مناع
ترامب.. سياسة الفوضى
بهاء رحال
ترمب ــ أوروبا: نحو نظام عالمي جديد
من هو ملهم دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة ؟
د. دلال صائب عريقات
إعادة التفكير في التضامن: ولاء غير مشروط أم مقاومة أخلاقية؟
بقلم: د. سماح جبر، استشارية الطب النفسي
أوروبا على المحك
د. آمال موسى
منع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى
حمادة فراعنة
ليس كل ما يتمنى "الثعلب" يدركه!
ابراهيم ملحم
غياب غزة عن دراما رمضان: تقصير أم تغييب متعمد؟
بهاء رحال
الوحدة الوطنية الشاملة هي الحل الأوحد لكل مشاكلنا
نعمان توفيق العابد
ردّ على دعوة جرشون باسكين.. بين بناء الثقة وتنامي مظاهر الاستعمار البشع
مروان إميل طوباسي
الأكثر تعليقاً
حماس أول الخارجين عن مقررات القمة العربية!

المبعوث الأمريكي: فرص حماس تتلاشى وأنصحهم أن يشاهدوا ما الذي فعلناه للحوثيين في اليمن
أطفال الفشل الكلوي بغزة يصارعون الحياة على أجهزة الديلزة
رئيس الوزراء: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال تستدعي من المجتمع الدولي التحرك العاجل لوقفها

الخارجية المصرية: نعمل على استضافة مؤتمر لإعادة إعمار غزة في القاهرة

بن غفير: نرحب بعودة إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى القتال المكثف

إصابات في قصف للاحتلال وسط قطاع غزة

الأكثر قراءة
دهستهم الدبابات.. فلسطينية تروي تفاصيل مروعة لمقتل ذويها

130 ألف مصل يؤدون العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
4 شهداء في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان

تهديدات رئيس الشاباك السابق تشعل ضوءاً أحمر .. السلطة المطلقة مفسدة مطلقة.. كرة النار الآن في حِجر نتنياهو
استشهاد صياد بعد قصف الاحتلال مركبه بقذيفة في شمال غزة

القوات المسلحة اليمنية تستهدف حاملة طائرات أمريكية بعملية نوعية
البيت الأبيض يعلن سحب ترشيح آدم بولر لمنصب المبعوث الخاص بشؤون "الرهائن" بعد وصفه حماس بـ اللطيفين

أسعار العملات
الإثنين 17 مارس 2025 2:11 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.66
شراء 3.65
دينار / شيكل
بيع 5.17
شراء 5.16
يورو / شيكل
بيع 3.99
شراء 3.98
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 850)
شارك برأيك
أطول مسلسل من الاحتلال الشاهد كذاب والمخرج منحاز والفاعل حر