Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 24 فبراير 2024 11:33 صباحًا - بتوقيت القدس

رحيل مصطفى الكرد

لم يكن الفنان الشعبي المناضل مصطفى الكرد، مجرد، "مغنواتي " يُجيد الغناء، والعزف بل كان مناضلاً شعبياً، مُكافحاً من أجل القدس وفلسطين، من أجل عكا وغزة كما الناصرة ويافا، يسكنه الانتماء للقدس وحواريها، وفلسطين وتراثها.
لم يكن مغني الملاهي والحفلات والأعراس وسهرات الشباب، كان فدائياً أنجبته الانتفاضة الأولى، وهو وريثها، إبنها الذي جسدها، وعمل بها ومعها بأدواته ومفرداته وفنه.
كان الصوت من حنجرته، وعوده والجيتار هي أدوات كفاحه، ضد الاحتلال، أدوات تحريض شعبه
لمواجهة المستعمرة وأدواتها ضد العبرنة والأسرلة والتهويد، كانت وسائله مع الجموع لتستمر الانتفاضة وتنتشر لتتسع، كي تصل بخطواتها التدريجية نحو الحرية والاستقلال.
كانت كلمات محمود درويش وسميح القاسم، هي التعبير عن الكل الفلسطيني، وحدة الاداة والموقف، ورفض الظلم، ومواصلة الحلم نحو فلسطين كما يجب أن تكون.
رحل مصطفى الكرد، بعد أن ترك أثراً ليس فقط عبر ولده درویش، بل عبر أغانيه وكلماته وموسيقاه التحريضية في الدفع نحو الانتماء والاصالة، وشيوع مناخ الفعل الفلسطيني، عبر الفن الفلسطيني، وهذا ما نجده في دلال أبو آمنة، الاستاذة الجامعية، التي تعرضت للاعتقال بسبب إنحيازها وأمانيها، غيظاً من الاحتلال على أدائها الفلسطيني في الحفاظ على التراث الفني الشعبي، بنت الناصرة التي تعملُ في حيفا، وتُغني مع نساء نابلس والقدس والخليل وأريحا وبيت لحم.
لم يرحل مصطفى الكرد، بسبب مرضه فقط، بل رحل حزناً ووجعاً وألماً على شعبه في غزة، على ناسه في القدس والضفة وسائر فلسطين، إنه شعبي الاداء ولكنه كان نبيلاً في مشاعره وأحاسيسه ومترفعا عن الملذات والسهر وادوات المتعة، هكذا كان مع الناس، مع اسرته، مع زوجته الالمانية التي شاركته الوجع والفلسطنة رغم أنها تملك القرار والقدرة والإمكانية كي يعيشا في المانيا، ولكنها كانت مثله تعشق القدس، وتحب فلسطين، ولهذا بقيت معه بلا تردد، بوعي وإنحياز.
رحل مصطفى الكرد كالكبار الذين يستحقون التكريم، ويوم تكريمه تكون مع فلسطين الحرة المستقلة التي عمل لأجلها، وغنى مع شبابها، وانتفاضاتها، ومع أبرز قياداتها، سواء في مناطق 48، أو مناطق 67 ، أو في مناطق اللجوء والتشرد والمنافي على امتداد خارطة العالم.
له السكينة والاستقرار والحظي أنه ولد في القدس وعاشها كعاشق، وها هو اليوم يُدفن في حضن ترابها الى الابد.

دلالات

شارك برأيك

رحيل مصطفى الكرد

المزيد في أقلام وأراء

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)