Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 08 فبراير 2024 9:52 صباحًا - بتوقيت القدس

أعلى درجات الجهاد في فلسطين

يمكننا القول أن أعلى درجات الجهاد هي العيش في فلسطين، حيث يتعين على كل فلسطيني أن يواجه الحزن والألم والقهر والفقد بصمود وصبر يوميا. فجهاد الحزن الذي يتحمله كل فلسطيني في كل ركن من أرض فلسطين هو بالتأكيد أحد أعظم درجات الجهاد.


إن المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون سواء طلاب ،معلمين ،أهالي أو أي مواطن فلسطيني لا يمكن وصفها بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، حيث لا يمكنهم النوم بسبب صافرات الإنذار نتيجة دخول الجيش والاقتحامات المستمرة لكافة المدن والقرى الفلسطينية وما يتبعه من تخريب وتدمير ، وأكثر فئة تعاني هي فئة الأطفال، لما يعيشونه من خوفٍ مستمر لا سيما خوفهم من الموت نتيجة فقدانهم قريبا أو صديقا أو جارا من أقرانهم، وتلك حتما حقيقة مريرة. عندما يسأل الطفل الفلسطيني ماذا يريد أن يصبح في المستقبل، فإن إجابته تكون صادمة لا تشبه الطفولة الناعمة، حيث يقول : أنه لن يكبر فهم يستشهدون في أي لحظة. فاغتيال الزهور يفقدنا الطمأنينة والأمل في الحياة.


إن جهاد الشعب الفلسطيني يكون من خلال التمسك بالحياة رغم الموت والانكسار. إنهم لا يستسلمون لأنهم يثقون بالله ويؤمنون أن ما يعيشونه هو اختبار من الله يحتاج إلى صبرٍ كبير. يعتقدون أن المستقبل سيكون أجمل وأفضل.


عندما نستمع لشهادات الفلسطينيين ونرى معاناتهم اليومية، ندرك أنهم يجسدون أعلى معاني الصمود والصبر. إنهم يعيشون في واقع صعب ومرير ولكنهم يرفضون الاستسلام، وبهذا يبتعدون عن الإحباط واليأس. إنهم يحاربون من أجل الحياة والعيش بكرامةٍ وعزة.


إذا كانت الحياة في فلسطين تعني مواجهة كل هذه الصعوبات والمشاكل اليومية، فإنه لا شك أن ذلك يتطلب إرادة قوية وصبرًا لا مثيل له. إنه يجسد أعلى درجات الجهاد والتحمل، حيث يحتاج الفلسطينيون إلى الصمود والثبات في وجه كل هذه التحديات.


الطلاب في فلسطين يواجهون تحديات هائلة بسبب وجود الاحتلال وتأثيراته على الحياة اليومية. يعاني الطلاب الفلسطينيون من ضغوط نفسية كبيرة نتيجةً للاضطرابات والصراعات السياسية والعسكرية التي تحيط بهم. وتعتبر ظروفهم المعيشية والتعليمية صعبة للغاية وتؤثر سلبًا على صحتهم النفسية وتحصيلهم الأكاديمي.


بالإضافة إلى الضغط النفسي الذي ينتج عن الصراع والحرب، هناك أيضًا تحديات محددة للطلاب في مجال التعليم. فقد يواجهون صعوبات في الوصول إلى المدارس والجامعات بسبب القيود الأمنية والعقبات الإدارية المفروضة عليهم. وتضاف إلى ذلك غياب الإمكانيات المالية والبنية التحتية الكافية لتأمين بيئة تعليمية مناسبة.


لدعم الطلاب في فلسطين، يجب علينا كمجتمع دولي ومنظمات إنسانية مختلفة العمل جنبًا إلى جنب لتوفير الدعم النفسي والتعليمي والمالي اللازم. ينبغي أن نكرس جهودنا لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب بما يشمل الإرشاد والعلاج النفسي، وكذلك توفير برامج التثقيف وورش العمل الموجهة نحو تخفيف الضغوط النفسية وتعزيز الصحة النفسية.


بالإضافة إلى ذلك، يتوجب يجب علينا العمل على تقديم الفرص المتساوية للجميع وتوفير الدعم المادي للمؤسسات التعليمية في فلسطين.


وأيضا، علينا أن ندرك أن الطلاب في فلسطين هم أفضل ما نملك، وعلينا بذل كل الجهود لدعمهم وتوفير البيئة اللازمة لنموهم وازدهارهم. علمتنا التجارب الصعبة في فلسطين قيمة الزهد والاستفادة من النعم بأقل الظروف الصعبة، ولذلك يجب علينا أيضًا أن ندرك قيمتهم ونعطيهم الدعم والاهتمام الذي يستحقونه.


ولكن على الرغم من كل هذه الصعاب والمعاناة، يظل الأمل هو العنصر الذي يمنح القوة والدافع للفلسطينيين لمواصلة الحياة. إنهم يؤمنون بأن الصبر والإيمان سيفوزان في النهاية، وأن الحلم بمستقبلٍ أجمل وأفضل سيتحقق يومًا ما.


بالتأكيد، فلسطين تعيش وضعًا صعبًا جدًا وتحتاج إلى دعمٍ وتضامن دوليين. إنها تحتاج إلى حلٍ عادل ودائم يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة. إن العيش في فلسطين قد يكون أعلى درجات الجهاد، ولكنه يستحق النضال والصمود والتضحية.



دلالات

شارك برأيك

أعلى درجات الجهاد في فلسطين

المزيد في أقلام وأراء

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)