Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 26 ديسمبر 2023 11:05 صباحًا - بتوقيت القدس

مروان البرغوثي طوق النجاة لحماس

طالعتنا مؤخرًا وسائل الإعلام العبرية بأن هناك إصرار من جانب حركة حماس على إطلاق سراح مجموعة من المعتقلين الفلسطينيين فى سجون الإحتلال الإسرائيلي على رأسها القيادى الفتحاوي مروان البرغوثي، القابع فى سجون الإحتلال منذ عام 2004، ويقضي خمس مؤبدات. إصرار حماس على الإفراج عن البرغوثي، رغم أنه ليس على نهجها السياسي أو حتى يتبع تيار الإسلام السياسي الذي تنتمي له، يثير العديد من التسؤلات التي بإجابتها يمكننا أن نميط اللثام عن الهدف الحقيقي الذي يقف وراء إصرار الحركة على الإفراج عن البرغوثي. أول تلك التساؤلات لماذا ترغب حماس فى الإفراج عن البرغوثي، وهو يمثل قطب منافس وشرس محتمل لها على صعيد الساحة الداخلية الفلسطينية؟ فى المقابل لماذا لم تطالب حماس بنفس القوة الإصرار عن الافراج عن قيادات حمساوية قابعة فى سجون الاحتلال منذ سنوات، علمًا بأن هناك أكثر من 150 قياديًا وعنصرًا حمساويًا فى تلك السجون؟... تدرك حماس أن ورقة الأسرى الفلسطينيين، هي ورقة مساومة محدودة المفعول والتأثير، فلماذا تصر على إستخدامها، بينما لما تطالب بشئ أكثر أهمية مثل إتخاذ إجراءات كفيلة بحماية المسجد الأقصى أو وقف الاستيطان على سبيل المثال مقابل الإفراج عن الرهائن الإسرائيلية لديها؟


تلك التساؤلات المشروعة، تكشف فى إجابتها مخططات حركة المقاومة الإسلامية نحو المستقبل، بعد أن تضع الحرب أوزارها، وينقشع غبار البارود والمتفجرات...فإجابة السؤال الأول تتمثل فى أن مروان البرغوثي بالنسبة لحماس هو بمثابة الدواء المر الذى يجب أن تتجرعه، وإلا البدائل تكون أسوأ. فبديل حماس على رأس السلطة الفلسطينية خلفًأ للرئيس محمود عباس(أبو مازن) سيكون أكثر عنفًا وقوة فى التعامل مع حماس سواء فى الضفة الغربية أو قطاع غزة، خاصة وإن كان المرشح لذلك محمد دحلان، رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني السابق، والشاهد على جرائم حركة حماس ضد الفلسطينيين داخل قطاع غزة عام 2006 قبل أن تبسط نفوذها الكامل على القطاع عام 2007 بصمت ومباركة أمريكية/ إسرائيلية ، وقرار دحلان بالتخلي عن السلاح، لعدم دخول الشعب الفلسطيني فى دوامة الحرب الأهلية التي كادت أن تعصف به فى ذاك الوقت. إذن فالبرغوثي البديل الأفضل لحماس لقيادة السلطة الفلسطينية مستقبلاً، خاصة وأنه فى حال الإفراج عنه سيحقق لحماس جملة من المكاسب أبرزها:


1- زيادة شعبية حركة حماس فى الضفة الغربية وقطاع غزة، بعد أن شهدت تراجعًا ملحوظًا قبل إندلاع أحداث السابع من أكتوبر الماضي. خاصة وقد شوهدت أعلام الحركة ترفرف فوق العلم الفلسطيني فى مدن الضفة الغربية بعد الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين فى إطار إتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل.


2- فى حال الإفراج عن البرغوثي سيكون مكبلًا بجميل وفضل حركة حماس عليه، لذا سيرد لها الدين فى حال قيادته المتوقعة للسلطة الفلسطينية، وسيكون بمثابة طوق النجاة السياسي لها بعد انتهاء الحرب، فى ظل إصرار إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية على إنهاء وجودها العسكري والسياسي فى قطاع غزة .


3- بات بقاء حركة حماس فى قطاع غزة بعد نهاية الحرب مرهون بمجموعة من التفاهمات السياسية الدولية والاقليمية حيال مستقبل القطاع، وسيكون مروان البرغوثي جزء أساسيًا من تلك التفاهامات حال الإفراج عنه.


رغم حالة الإنقسام المخفية بين قيادات حماس فى الداخل وقيادات الحركة فى الخارج، إلا أن هناك إجماع على الإفراج عن مروان البرغوثي، ربما يرجع ذلك إلى علاقة ما بين الأخير وبين يحى السنوار، قائد الجناح العسكري لحماس الداخل، والتي ربما قد تطورت بشكل أو بأخر داخل جدران المعتقل الإسرائيلي، لا سيما وأن الأسرى الإسرائيليين داخل سجون الاحتلال لهم دورًا سياسيًا بارزًا على الساحة الفلسطينية ولهم العديد من المبادرات وإن كان تأثيرها محدود حتى الآن.


أخيرًا فإن إصرار حماس على اللعب بورقة الأسرى الفلسطينيين، ربما يرجع إلى نجاحها فى السابق فى استخدامها كدعاية وورقة علاقات عامة لتحسين صورتها الداخلية والخارجية، وكسب مزيد من الشعبية، رغم إدراكها قدرة إسرائيل على إعادة هؤلاء الأسرى مرة أخرى لجدران السجن بين ليلة وضحاها، لذا ربما يكون مروان البرغوثي طوق النجاة المنشود لحماس لتخليصها من حالة الغرق السياسي المتوقع حدوثه بعد انتهاء الحرب.

دلالات

شارك برأيك

مروان البرغوثي طوق النجاة لحماس

رام الله - فلسطين 🇵🇸

فلسطيني قبل 11 شهر

حماس هي طوق نجاة للأمة العربية الصامتة وتصر على البرغوثي لانه رجل صامد وليس لحماس تعصب اعمى يا من تسمي نفسك د سامح

ورقلة - الجزائر 🇩🇿

فلسطين في القلب قبل 11 شهر

حماس تخوض حرب مقاومة الحساب السياسية الضيقة ليس مكانها الان وبخصوص لاسري مطالب المقاومة واضحة لانريد التشكيك في الرجال والدم يسيل

المزيد في أقلام وأراء

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 80)