Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الإثنين 18 ديسمبر 2023 10:23 صباحًا - بتوقيت القدس

التباكي ودموع التماسيح الأمريكية لم يعد يصدقها أحد

القوى الإستعمارية والإمبريالية والرأسمالية المعولمة المتوحشة،في سبيل مصالحها واهدافها الإستعمارية،مستعدة أن تبيد شعوب باكملها ،وهي "تسلع" البشر،ولا تقيم وزناً لحياتهم،وهي كذلك "تشيطن" دول وانظمة وقوى وحركات مقاومة، تخرج عن طوعها وتتمرد على إرادتها، حتى لو كانت دولة عظمى مثل روسيا او الصين، وهي دائما جاهزة لكي تستخدم "فزاعة" الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية والسلم والأمن العالميين،والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ومؤسسات الشرعية الدولية ..
كل هذه المصطلحات والمفاهيم والقيم والمقولات والمبادىء،يتم الدوس عليها وتخطيها،إذا ما تعارضت مع مصالحها وأهدافها...ونحن رأينا وشاهدنا،كيف سقطت كل المبادىء والمفاهيم والقيم والمقولات والشعارات على بوابات قطاع غزة،حيث شعب بأكمله يباد بأحدث السلاح والقنابل والصواريخ الموجهة،ويجري "شيطنة" الضحية وتحميلها مسؤولية قتل سلطتها لشعبها ،واعتبار جرائم الاحتلال،جزء من الحق لدولته في الدفاع عن ما يعرف بأمنها القومي،واعتبار أي مقاومة للإحتلال او الرد على جرائمه شكل من أشكال الإرهاب،التي يجب القضاء عليها.

لا احد في العالم سوى المخدوعين،والملتقية مصالحهم مع المصالح الأمريكية وقوى الغرب الإستعماري المتذيل لأمريكا،يصدق التباكي الأمريكي ودموع التماسيح المذروفة على الضحايا المدنيين في القطاع،...امريكا تتباكي على مصور الجزيرة سامر ابو دقة ...وقبله قتل بالرصاص والقنابل والقذائف الأمريكية الذكية والصواريخ الموجهة 90 صحفياً وصحفية...واستشهدت الصحفية شيرين ابو عاقلة مراسلة " الجزيرة" في مخيم جنين في 2/5/2022من قبل الجيش " الإسرائيلي" واكتفت امريكا بذرف دموع التماسيح عليها،ورفض تحميل جيش الاحتلال مسؤولية قتلها رغم كل الأدلة والإثباتات،وبيانات الإدانة الخجولة التي لا تجرح مشاعر الحليفة الإستراتيجية،فهي القاتل الرئيسي ...
امريكا ترفض وقف الحرب العدوانية على قطاع غزة ...وتستمر في بيعنا وهم ما يعرف بحل الدولتين منذ 30 عاماً،ولا تجرؤ على اتخاذ أية خطوة عملية نحو تطبيقه على الأرص،،بل هي تريد دولة فلسطينية على هوى دولة الإحتلال "كنتونات" معزولة" لا تستجيب حتى للحد الأدنى من الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الفلسطيني......
تقول نرفض تهجير الفلسطنيين،وهي تضع الخطط بالشراكة مع قادة دولة " اسرائيل" ودول أوروبا الغربية المسكونين بالعقلية الإستعمارية وبالتواطؤ مع بعض الدول العربية من دول النظام الرسمي العربي المنهار لتنفيذ هذا المشروع والمخطط،...حيث الحرب التي شنت على قطاع غزة،واحد من أهدافها المركزية،تنفيذ هذا المخطط والمشروع....حيث التدمير الممنهج لقطاع غزة،وتحويلها لمنطقة غير قابلة للحياة مستمر ومتواصل،لكي يشكل ذلك عامل ضاغط على السكان للخروج من قطاع غزة ...وكذلك امريكا تقول أنها ضد اقتطاع أي جزء من مساحة قطاع غزة، يريدها الإحتلال من أجل خلق مناطق جغرافية آمنة،توفر الأمن والحماية لسكان مستوطنات غلاف غزة الجنوبية،وهي تتعاطى مع هذا المشروع ....وتقول أيضاً أنها ضد قتل المدنيين...ولكن هذا لا يستقيم مع رفضها لوقف اطلاق النار واتخاذ حق النقض "الفيتو" المتكرر في مجلس الأمن الدولي ضد هذا الوقف...والأنكى من ذلك انها تزود جيش الإحتلال بالقذائف والصواريخ الموجهة والقنابل الخارقة من زنة 2000 رطل،والتي يستخدمها الإحتلال، في تدمير مربعات سكنية كاملة وهدم ابراج سكنية وعمارات من عدة طوابق فوق رؤوس ساكنيها ....
ومن ثم تقول إدارتها بكل وقاحة وكذب وافتراء..انها غير متأكدة من أن " اسرائيل" تستهدف المدنيين، كما هو الحال في قضية استهداف الصحفيين....فقط هي ما تتأكد منه هو تبنيها للرواية المطلقة "الإسرائيلية" ...عن "جرائم" ترتكبها المقاومة بحق المدنيين..رغم أن قادة في جيش الإحتلال ووسائل اعلام "اسرائيلية" ،قالت بأن تلك الروايات غير صحيحة ..ولكن امريكا ذات السجل الحافل في دعم واسناد انظمة قمعية وفاسدة وديكتاتورية ...ليس فقط لا ترى الأمور إلا بعيون" اسرائيلية، بل سجلها حافل في " الإنسانية وحقوق الإنسان والديمقراطية والحرية وحماية الأمن والسلم العالميين والدفاع عن حقوق الأطفال"....يعرفه الفيتناميين جيداً،حيث القنابل المحرمة دولياً التي حصدت ارواح عشرات الألآف من اطفالهم وشعبهم وحرقت أرضهم ...وكذلك هم اطفال ومدنيي افغانستان ...والعراق المثال الصارخ في هذا الجانب،حيث "الديمقراطية " الأمريكية" في سبيل السيطرة على نفط العراق وتدميره بعد إحتلاله،قتلت اكثر من مليون طفل عراقي وشردت اكثر من هذا العدد،وسوريا ما زالت أمريكا،ليس فقط تسطي على نفطها وغازها وحبوبها،وتجوع الشعب السوري بحصار ظالم ،ضمن ما يعرف بقانون" قيصر" ...بل وتدعم جماعات إرهابية في سبيل خلق حالة من عدم الإستقرار في سوريا واستنزاف قدراتها العسكرية والإقتصادية من أجل إسقاط النظام،وهناك عشرات الأمثلة على "إنسانية " و"ديمقراطية" أمريكا ومُثلها ودفاعها عن قيم" الحرية" و"العدالة" و"الديمقراطية".

ما يشاع عن الخلافات الأمريكية – الإسرائيلية عن طريقة إدارة المعركة والحرب العدوانية على قطاع غزة والمدد اللازمة لتمكين حكومة نتنياهو من تحقيق أهدافها من هذه الحرب وشكل النظام السياسي،الذي سيكون عليه الوضع في قطاع غزة من بعد وقف الحرب او ما يحلمون به ويطمحون اليه،بعد هزيمة حركة حماس،ومن سيتولى المسؤولية عن القطاع،والإنتقال من مرحلة قتالية الى أخرى،والذي أرى بأن هذه القضايا مرتبطة بما يفرزه الميدان من وقائع،ولكن علينا ان نعي تماماً بأن الخلافات الأمريكية الإسرائيلية خلافات داخل المعسكر الواحد، وكما قال سوليفان خلافات بين أصدقاء ولا تحل من خلال الإملاء وإنما عبر الحوار، و في سياق المساهمة لتحقيق أهداف الحرب المتفق عليها.
وفي حالة فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها من الحرب العدوانية،بالقضاء على قوى المقاومة الفلسطينية وفي القلب منها حركة حماس،فالمتوقع أن تستمر الحرب بأشكال متعددة ولمدة قد تطول عبر اغتيالات والإقتحامات وفرض الحصار والتجويع ومنع السكان في منطقة الشمال من العودة الى منازلهم،ومنع الإعمار وعدم إدخال المساعدات الإنسانية،لكي يشكلوا عوامل ضاغطة قوية على المقاومة الفلسطينية وسلطة حماس، وهذا يفتح الباب امام الهجرة القسرية والطوعية ،أي أنهم يريدون ان يحصلوأ على ما لم يستطيعوا الحصول عليه من خلال الحرب، عبر وسائل الحصار والتجويع ومنع الإعمار وعدم رفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية،كما يفعلون الآن مع سوريا ولبنان ...الخ

أمريكا قد تتمكن مع دولة الاحتلال من تحقيق إنتصار في الجوانب التكتيكية،ولكن ستكون خسارتها كبيرة على المستوى الإستراتيجي،حيث اغلب الجماهير العربية والإسلامية، باتت تدرك بأن العدو الرئيسي للأمة العربية،هي أمريكا،ولذلك ستخسر من رصيدها والثقة المهزوزة بها من قبل الجماهير العربية الشيء الكثير،وخصوصا إذا ما رفعت الجماهير العربية ونوعت من أشكال احتجاجاتها الشعبية ضد الحرب العدوانية على قطاع غزة،وشكلت عوامل ضاغطة وجدية على أنظمتها،لكي تراجع تحالفاتها وعلاقاتها الأمنية والعسكرية مع أمريكا.
ولذلك لا رهان على أمريكا ان تصطف الى جانب شعبنا وقضيتنا،وليس في واردها التخلي عن دولة الاحتلال،أو حتى تقليص دعمها العسكري والمالي والإقتصادي والسياسي والأمني لها
ومن هنا يبقى الرد على الخداع والكذب والتضليل واستقطاع الوقت من قبل أمريكا،لكي تمكن دولة الاحتلال من تحقيق أهدافها من العدوان عبر استمرار الصمود والمقاومة الذي سيترتب عليها إيقاع المزيد من الخسائر البشرية والاقتصادية وغيرهما، وكذلك استمرار تسخين الجبهات الأخرى المساندة، واستمرار وتصاعد الانتفاضة الشعبية العالمية، وامتدادها للدول العربية، لأن التحرك الشعبي العربي أقل من الممكن والمطلوب بكثير وبدونه وبلا تصاعده بقوة لن تتحرك الدول العربية لإتخاذ إجراءات قادرة على إجبار واشنطن تضغط على إسرائيل لوقف الحرب.

دلالات

شارك برأيك

التباكي ودموع التماسيح الأمريكية لم يعد يصدقها أحد

المزيد في أقلام وأراء

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 80)