أقلام وأراء
السّبت 02 ديسمبر 2023 9:59 صباحًا - بتوقيت القدس
الانجراف الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف
في الخطاب الإسرائيلي" يتم التأكيد على أن النظرة الانسانية تجاه الغزّيين هي طلب للعالم.وحياة الفلسطينيين لم تكن في يوم من الأيام رخيصة الى هذه الدرجة في نظر الإسرائيليين. والخوف الكارثي تعزز"هذا حدث مرة أخرى". والشعور ب"نحن على حق" ازداد بحسب ذلك، وهكذا أيضًا تولّد الشعور بالأحقية في أرض البلاد.
أيضًا مشاعر التفوق على الأغيار ازدادات. ويجب عليهم عدم تقديم الوعظ لنا. شكرًا بايدن لكن يجب عليه ألا يتجرأ على القول لنا ما الذي يجب علينا أن نفعله وما شابه.
اللاسامية وهي تغذي الخوف الإسرائيلي كمزاج وجودي. النتيجة هي أن العدوانية الدينية والقومية تتعزز وحل الدولتين هو جنون، ضعف ذهني وخيانة".
هكذا كتب "روغل ألفر" في مقاله في صحيفة "هآرتس" (اليسارية) والذي يوضح به من النقاط العشر أعلاه تغيير واتجاه إسرائيلي كبيرين نحو تطليق قيم الليبرالية الغربية، واعتناق ما أسماها القيم العربية (من العرب) من: قوة وكرامة وانتصار! ما يعني بالحقيقة الاتجاه العام نحو اليمين الإسرائيلي الفاشي برأينا مع تواصل العدوان من قبل المحتل، والغياب عن وعي أصل الداء والكارثة والنكبة.
وبرأي الكاتب ألفر أنه في نهاية المطاف كما يخلص فيما يتعلق بمستقبل "نتنياهو" فإن الإسرائيليين قد لا يحبونه ولكنهم لا يحبون السنوار أكثر منه، لذا: "إما أنه تحت أمر "معًا ننتصر" سيتلاشى الاحتجاج ضده، أو أنه بعد الحرب التي سيمطّها-ركز على سيمطّها- بقدر استطاعته ستندلع هنا حرب أهلية، على أي حال وجود نتنياهو سيقضي على أي احتمالية لنقاش جدي في قضية الدولتين".
إن التغيير نحو اليمين الواقع في المزاج الإسرائيلي-خاصة الليبرالي- اليوم بعد أن كان في وارد التخلص من "نتنياهو" واليمين من حوله أصبح عامًا ويقترب من الاجماع في تواصل الدعم لمجهود الحرب البربرية على الفلسطينيين وأرضهم تحت ذريعة التخلص من "حماس".
لذلك فإننا يمكن أن نركز على نقطتين من مقال ألفر:
أولهما أن الإسرائيلي "الديمقراطي" أو "الليبرالي" الذي يتحسس رأسه اليوم "وجوديًا" يكون قد وجد ضالته أوعدوه الحقيقي "اللاديمقراطي" والوحشي أي الفلسطينيين، بعد أن أنشغل لفترة في ممارسة "شعائره الديمقراطية" ضد تغييرات نتنياهو متناسيًا أنه يقوم باحتلال أراض دولة أخرى أي دولة فلسطين وبالتالي في التمظهر بالديمقراطية.
والنقطة الثانية أنه لم يصل بعد للاعتراف والنقد والمراجعة لكل سرديات اليمين الفاشية- بل وبدأ يتبناها بوعي أو بلاوعي- والتوجه مباشرة نحو أصل المشكلة وحقيقة القضية المتمثلة بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره والحرية والاستقلال، والذي على أساسه كان الأولى للجمهور "الديمقراطي" الإسرائيلي أن يستغل ما يحصل في غزة ويخوض صراعه الديمقراطي المتواصل ضد نتنياهو واليمين على غرار ما حصل سابقًا منه، حتى تتحرر الدولة الفلسطينية.
لقد تلقى الإسرائيلي صفعته فيما يحصل اليوم، وبدأ يتحسس رأسه جيدًا دون وعي بالحقائق الأصيلة، ونكرّر أن الوعي هو الذي يوجب على الجمهور الإسرائيلي بدلًا من التماهي أوالانجراف يمينًا نحو العنصرية والتطرف والإرهاب أن يتوقف قليلًا، ويتابع "نضاله" الحقيقي أي ضد الحكومة ذاتها التي تظاهر مطالبا بالتخلص منها فيما هو ضد "الإصلاحات/التغييرات القضائية" والتي يصبح الأكثر وجوبًا اليوم النظر لها ليس من منظار الحرب الوجودية مع فلسطين، وإنما من منظار فتح العيون على حقيقة الكارثة والمشكلة المتمثلة بعدم وعيه بوجود شعب آخر يعيش في بلده فلسطين له الحق الأصيل والذي لن يزول مطلقًا بالحرية والاستقلال.
إن حقيقة النظر الجدي نحو تلبية حقوق الفلسطينيين لا تجد لها شخصية جريئة في "إسرائيل" اليوم مثل ما كان عليه من "رابين" ولكنك تجد الأصوات مكتومة أو ضعيفة أو قليلة تلك التي تنظّر للحل الأمثل مع الفلسطينيين وفلسطين.
نجمل القول أنه في إطار الحرب الفاشية الدائرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، والضفة لم تلتقط الرسمية الإسرائيلية، ولا "الجماهير الليبرالية" أيضًا نظرة المستقبل لأنها مازالت تنظر لضرورة "الانتصار" على جيش الضحايا الفلسطينيين من الأطفال-التهديد الوجودي- والنساء أوتهجيرهم لأنه كما قال "يديديا شتيرن" رئيس مركز دراسات الشعب اليهودي أنه: إذا لم تهزم "إسرائيل" "حماس" فإنها ستخسر قوة الردع، وفقدان قوة الردع بحد ذاته هو التهديد الوجودي".
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
الانجراف الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف