Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 09 نوفمبر 2023 11:16 صباحًا - بتوقيت القدس

القمة العربية على الأبواب هل يستمر موقف (أضعف الإيمان)؟

في يوم ما، وقبل سنوات، ومن باب السخرية والحط من قيمة الجامعة العربية، قال شمعون بيرس: اجتمعوا ام لم يجتمعوا فهذا لا يعير شيء. أما الشاعر الراحل مظفر النواب، فعبّر مرة عن سخطه وغضبه، من القمم العربية، في قصيدته الشهيرة (قمم قمم)، وبجمل شعرية تخدش، كعادة النوّاب، اللباقة اللغوية الأرسقراطية المهذبة، والتي لا يقيم لها الشاعر وزناً. واليوم تعلن جامعة الدول العربية، وبعد أكثر من شهر على حرب الإبادة الجماعية في القطاع، عن ترتيبات لعقد لقاء الجامعة في 12 نوفمبر، اي بعد يوم من عقد مؤتمر قمة لمنظمة التعاون الإسلامي.
فيهم كل الخير إذ تداعو بعد أكثر من شهر لعقد الاجتماع!. وإذا تقدمنا بجردية المواقف العربية الرسمية ما بعد 7 أوكتوبر فيمكننا ببساطة وضعها تحت عنوان واحد: موقف (أضعف الإيمان)، علماً أن بين هذا الموقف، وبين ما يجب اتخاذه رداً على الإبادة الجماعية وسعياً لإيقافها، فرق واسع كالفرق بين السماء والأرض.
بدأ موقف (أضعف الإيمان) بالتنديد والشجب والاستنكار، واحياناً بلغة دبلوماسية وصفت الإبادة على لسان سامح شكري بأنها (احداث القتل المؤسفة في غزة)، ثم بالدعوة لوقف العدوان وكأن صاحب الطلب طرف محايد، وبعده بالدعوة لفتح معبر رفح لإدخال المعونات، علماً أن معبر رفح رسمياً تحت السيادة المصرية!، ثم وبخطوة عملية تمثلت بإرسال بعض المعونات، وأهم ما فيها اكفان للشهداء، وبعده المطالبة بوقف إطلاق النار، ثم اخيراً مبادرة الأردن بسحب السفير، ليلحقه البحرين عضو التحالف الإبراهيمي.
لو كان الدم النازف ليتكلم لصرخ بوجه كل الأنظمة، وموقف (أضعف الإيمان)، فما يحتاجه شعبنا غير ذلك، وما يطالب به موجود بحوزة تلك الأنظمة (كأوراق ضغط) باللغة الدبلوماسية، وكإسناد سياسي حقيقي، دون ان نبلغ حد (الشطط والتطرف) لنطالبهم، معاذ الله، بالقتال لجانب شعبنا في القطاع.
ليبدأوا أولاً باستكمال سحب السفراء والقناصل والقائمين بتصريف الأعمال، وهم (منعوفون) في دول التطبيع والعلاقات مع الكيان الصهيوني، وإغلاق السفارات وطرد السفراء الصهاينة، فمن العار فعلاً ان يتمتع السفير الصهيوني بكل ابهة الحضور داخل عواصم عربية، فيما طيرانه ومدفعيته يرتكبون المجازر يومياً في حرب إبادة جماعية، وهذا ينسحب على ضرورة وقف العلاقات الاقتصادية، وترحيل الشركات الصهيونية المستثمرة في بعض البلدان، وخاصة الخليجية. فقط لنتصور بشاعة الحضور في أن حركة المقاطعة للبضائع الصهيونية ولبضائع الدول الامبريالية الداعمة والمشاركة في العدوان بدات تتخذ ابعاداً عالمية مؤثرة، ومع ذلك هناك شركات وبضائع صهيونية في بلدان عربية.
وعلى هذا الصعيد فكيف يمكن تبرير استمرار عدم اتخاذ اي موقف من الدول الإمبريالية الداعمة والمشاركة في العدوان، وتحديداً امريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا، لا بل واستقبال وزير الخارجية بلينكن ومصافحة يده الملطخة بدم شعبنا في الوقت الذي يمنح الصهاينة شيكاً مفتوحاً للإبادة عبر موقف (لا لوقف إطلاق النار)؟ على الأقل سحب السفراء من هذه الدول وإعلان مقاطعة بضائعها وشركاتها، وسيظل ذلك ضمن صيغة (أضعف الإيمان).
والأهم موقفان يمكن لاتخاذهما أن يعنيا ان الأنظمة العربية غادرت مربع (أضعف الايمان). الأول تعليق، ولن نقول تمزيق حرصاً على قدرات تلك الأنظمة و(مروّتها)، العمل بالاتفاقيات والمعاهدات مع الكيان الصهيوني، والتي كبّلت فيها تلك الأنظمة سيادتها وأخرجتها في حلبة الصراع مع الكيان. حتى في القانون الدولي فإن أي تهديد للأمن القومي لدولة، تربطها معاهدات مع الدولة المهددِّة، يعفي تلك الدولة المهددَّة من الالتزام بتلك المعاهدات، ويعتبرها بحكم المنتهية. الصهاينة بالمناسبة يعلنون صراحة، ومنذ سنين وسنين استراتيجيتهم بتهجير الفلسطينيين في غزة لمصر والذين في الضفة للأردن، فماذا ينتظر الأردن ومصر بعد ذلك تهديداً اكثر من هذا لأمنهم القومي ككيانين؟
أما الموقف الثاني فهو استخدام سلاح النفط وفق معادلة أخلاقية، قبل أن تكون سياسية، وهي للحق متفائلة بعض الشيء، ( لا وقود لغزة، لا وقود لكم) و(لكم) تعني الكيان والدول الداعمة والمشاركة في الإبادة. هل كثير ان يطلب شعبنا مقابل منع دخول الوقود للمستشفيات وسيارات الإسعاف ومولدات الكهرباء ومحطة تحلية المياه، أن تغلق حنفية النفط عن مرتكبي حرب الإبادة؟
إن اتخاذ هذين الموقفين يعني أن الانظمة العربية غادرت صيغة (اضعف الإيمان) لتلتحق بصيغة الإسناد الحقيقي، فصيغة (أضعف الإيمان) بكل المقايسس صيغة لا تغادر اللفظية والخطابية، وهي صيغة خبرها شعبنا والشعوب العربية ولا يقيم لها وزناً إطلاقاً.
بالمنطق السياسي تبدو دعواتي تلك صيحة في واد، فهم لن يغادروا تلك الصيغة، فالتبعية والإلحاق خلقت تركيبا بنيويا عنوانه العجز والضعف، والتآمر لدى البعض، ولكن يظل الرهان على ضغط الشارع العربي الذي ينشط فعلاً، والذي يتوجب عليه حمل هذين الموقفين في وجه القمة المنوي عقدها، ومطالبة الأنظمة بتبنيهما، وهذا الضغط هو الرهان الوحيد الحقيقي، فكما أن ضغط عشرات ومئات الآلاف في الشوارع الأمريكية والأوروبية، فضح روايتهم واسند روايتنا، فإنه أيضاً بدأ يفعل فعله في تغيير ولو طفيف في الموقفين الأمريكي والأوروبي، بالدعوة لهدن طويلة وإدخال المساعدات وطرح علامات استفهام حول مجازر الصهاينة ومآلات حربهم، ذات الأمر يمكن أن يؤدي لتغيير موقف تلك الأنظمة العربية، بالخروج من دائرة موقف (أضعف الإيمان)، وهو في الحقيقة ليس (أضعف الإيمان) بل أرذل الموقف.

دلالات

شارك برأيك

القمة العربية على الأبواب هل يستمر موقف (أضعف الإيمان)؟

المزيد في أقلام وأراء

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 81)