أقلام وأراء

الأربعاء 25 أكتوبر 2023 8:19 صباحًا - بتوقيت القدس

ايران ..الوجه الاخر والاعمق للمعركة ..


رغم عدم وجود دليل مباشر على تورط ايران او حزب الله في معركة طوفان الاقصى في السابع من اكتوبر الحالي ودعمهما لحماس للقيام بالهجوم المباغت على مستوطنات غلاف غزة الا انه لا يمكن للعقل الانساني تصور ان حماس والمقاومة بمقدورها القيام بهذه العملية دون دعم واسناد خارجي وخصوصا من ايران التي يصورها الغرب على انها محور الشر في المنطقة والدولة الاكثر عدائية لاسرائيل نظرا لمحاولاتها المستمرة لنقل ثورتها الاسلامية وتصديرها والسعي لتوطيد ارث لامبراطورية الفارسية بشكل عدائي لاسرائيل لان دعمها لسوريا ( بشار الاسد) او حماس غير مرتبط بالمصالح الجيوسياسية او المالية للامة الايرانية او المعتقدات الدينية للجمهورية الاسلامية بل لانها تمقت وتكره اسرائيل بشكل عدائي كبير..


استغلت ايران التدخل العسكري في سوريا وقامت ببناء جسر طويل نقلت من خلاله الامدادات والعتاد العسكري ودعمت حليفها الاستراتيجي في لبنان حزب الله الذي يعتبر مصدر قلق لجميع اللبنانيين الذين يخشون الحرب واثارها المدمرة ولم تكتف ايران بهذا الدور بل هاجمت البنى التحتية للطاقة في السعودية واهداف اماراتية واميركية بالخليج كما ان دورها في سوريا ولبنان منذ عدة سنوات يثير التوتر والقلق ولن يجلب الامن والسلام اذا ما استمرت السياسات الايرانية بتوجيه قوات الحرس الثوري وقوات الرضوان نحو الحدود مع فلسطين وهو الامر الذي لا يمكن لاسرائيل ان تتعايش معه سواء خلال الحرب على غزة او بعدها ..

استغلت ايران خطة تخصيب اليورانيوم لتصبح على حافة دولة نووية عندما الغت ادارة ترامب الاتفاق النووي معها كما استغلت الحرب الروسية  الاوكرانية لتزويد روسيا بالطائرات المسيرة ونظرا لسياسة الولايات المتحدة الاخيرة بالابتعاد عن الشرق الاوسط لتحت الفرصة لايران لتفعل ما يحلو لها في الشرق الاوسط الا ان اسرائيل ركزت في السنوات الماضية على محاولة قطع امدادات ايران وتوغلها نحو المنطقة فقصفت اهدافا عديدة واغتالت علماء وخبراء ذرة وقررت القضاء على البنى التحتية لايران في لبنان وسوريا وسط رد ايراني محدود وغير مباشر حيث ان ايران تكلف احد حلفائها في المنطقة بالرد على اسرائيل والمقصود حزب الله حتى لا تفتح مواجهة شاملة وحربا مدمرة مع اسرائيل ..


ومع عودة الولايات المتحدة الى دورها ومحاولة ترسيخ وجود اسرائيل في المنطقة فانها قررت التدخل بكل تفاصيل العدوان على قطاع غزة حفاظا على كيان اسرائيل الاستراتيجي لها في المنطقة وزودت اسرائيل بكل المعدات والمساعدات والاليات والاموال لتحافظ على وجود اسرائيل وراحت الى ما هو ابعد من معركة مع غزة والمقاومة ووجهت تحذيرات لايران بعدم التدخل في الحرب سواء بشكل مباشر او غير مباشر من خلال حزب الله ..


الدور الذي تلعبه منظمة حزب الله على الحدود الجنوبية للبنان لا يرتقي الى مستوى حرب بمعنى الكلمة وهو دور فقط تسعى من خلاله المنظمة لاثبات دعمها للمقاومة الاسلامية في قطاع غزة والضغط على اسرائيل التي تقتل المدنيين في قطاع غزة بلا رحمة ويبدو ان هذا الدور تفهمه اسرائيل جيدا فهي غير معنية بحرب اخرى في جبهة الشمال وتصريحات مسؤوليها تثبت ذلك لانها متيقنة من ان ايران لن تتدخل بشكل مباشر في الحرب ..


دور اخر تلعبه منظمة حزب الله عندما صرحت انها ترد على استشهاد مقاتليها او المواطنين اللبنانيين وتستهدف قواعد الجيش الاسرائيلي معلنة ان كل ضحية تسقط في لبنان سيكون مقابلها ضحية اخرى في الجانب الاسرائيلي فقط اي انها لم تعلن بصراحة دخولها الحرب وهي ترد على اعتداءات اسرائيل على حدود جنوب لبنان فقط  ..


رغم توفير ايران لحزب الله كل مقومات المساعدة للوقوف مع النظام  السوري في الحرب الاهلية واكتساب الحزب خبرات جديدة واستعداده للمقاومة الا اننا لا نعتقد ان ايران ستفتح جبهة ومعركة طويلة الامد في الشرق الاوسط تخسر من خلالها العديد من المزايا من اجل تلبية رغبة المقاومة الفلسطينية والواقع يقول ان لديها اهداف عدوانية اكبر تسعى لتحقيقها في منطقتنا وفي حقيقة الامر هي مضرة وغير مفيدة وقد تساهم بزعزعة استقرار المنطقة باسرها ..

وماذا عن الدور اللبناني والسعي للحفاظ على هذا الكيان الاقتصادي السياسي المدمر والمنهك ؟ 


تصريحات عديدة صدرت عن المسؤولين ومن المواطنين العاديين انفسهم بضرورة عدم تورط حزب الان في الحرب واشتراكه بها بشكل مباشر لان الدمار الذي سيحل بلبنان اذا ما اشتعلت نيران الحرب سيكون كارثيا وقاتلا وسيؤثر على مستقبل لبنان الذي قال مواطنوه في تغريدات عديدة ( لبنان لا يريد الحرب) ..

امام هذه الضغوط اللبنانية والعربية وفي ضوء التهديدات الاسرائيلية والاميركية نعتقد ان دور ايران المعادي في المنطقة لن يجرها الى معركة شاملة لان ايران لديها مصالح اهم من علاقاتها مع المقاومة وهي تدرك ذلك وعليها الابتعاد والانسحاب تدريجيا حتى لا تورط المنطقة باسرها بحرب اقليمية شاملة ..

دلالات

شارك برأيك

ايران ..الوجه الاخر والاعمق للمعركة ..

المزيد في أقلام وأراء

نتانياهو يجهض الصفقة

حديث القدس

هل الحراك في الجامعات الأمريكية معاد للسامية؟

رمزي عودة

حجر الرحى في قبضة المقاومة الفلسطينية

عصري فياض

طوفان الجامعات الأمريكية وتشظي دور الجامعات العربية

فتحي أحمد

السردية الاسرائيلية ومظلوميتها المصطنعة

محمد رفيق ابو عليا

التضليل والمرونة في عمليات المواجهة

حمادة فراعنة

المسيحيون باقون رغم التحديات .. وكل عام والجميع بخير

ابراهيم دعيبس

الشيخ الشهيد يوسف سلامة إمام أولى القبلتين وثالث الحرمين

أحمد يوسف

نعم ( ولكن) !!!!

حديث القدس

أسرار الذكاء الاصطناعي: هل يمكن للآلات التي صنعها الإنسان أن تتجاوز معرفة صانعها؟

صدقي أبو ضهير

من بوابة رفح الى بوابة كولومبيا.. لا هنود حمر ولا زريبة غنم

حمدي فراج

تفاعلات المجتمع الإسرائيلي دون المستوى

حمادة فراعنة

أميركا إذ تقف عارية أمام المرآة

أسامة أبو ارشيد

إنكار النكبة

جيمس زغبي

مأساة غزة تفضح حرية الصحافة

حديث القدس

بمناسبة “عيد الفصح”: نماذج لعطاء قامات مسيحية فلسطينية

أسعد عبد الرحمن

شبح فيتنام يحوم فوق الجامعات الأميركية

دلال البزري

البدريّون في زماننا!

أسامة الأشقر

تحرك الجامعات والأسناد المدني لوقف لعدوان

حمزة البشتاوي

‏ آثار ما بعد صدمة فقدان المكان الاّمن – هدم بيتك أو مصادرته

غسان عبد الله

أسعار العملات

السّبت 04 مايو 2024 11:31 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.27

يورو / شيكل

بيع 4.07

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 210)

القدس حالة الطقس