أقلام وأراء
الأربعاء 28 ديسمبر 2022 10:06 صباحًا - بتوقيت القدس
الشكر إلى سلطنة عُمان
بقلم:حمادة فراعنة
أحبطت سلطنة عُمان رهان المستعمرة الإسرائيلية، لتكون الدولة العربية التالية بعد سلسلة التطبيع الرسمي من قبل بعض الأطراف العربية مع المستعمرة.
قرار سلطنة عُمان وقانونها الذي يمنع التعامل مع مؤسسات المستعمرة، جاء نقيضاً لكل التوقعات، عكس القرار الوطني المستقل للسلطنة، الذي يحوي مضموناً قومياً دينياً في إدراك إنحطاط سلوك المستعمرة في تعاملها مع الشعب الفلسطيني، وفي مسها لقلب المقدسات الإسلامية سواء في الخليل لدى المسجد الإبراهيمي أو القدس في التطاول العملي على المسجد الأقصى وحرمته وتدنيسه، وعدم إعطاء أي اعتبار لمشاعر المسلمين كافة ومقدساتهم.
قرار سلطنة عُمان وقانون تحريمها التعامل مع مؤسسات المستعمرة، لطمة سياسية لحكومة التطرف الإسرائيلي، وهي أول ردة فعل عربية إسلامية دولية توجه للمستعمرة رداً على نتائج انتخابات الكنيست يوم 1/11/2022، والتي أفرزت انقلاباً جديداً في سلوك المستعمرة الاحتلالي، نحو المزيد من الإنحدار الأخلاقي ضد حقوق الإنسان الفلسطيني.
ولا شك أن قرار سلطنة عُمان لم يكن مجرد ردة فعل، بل هو فعل يحمل مضامين الوعي في رفض التعامل مع المستعمرة، ورفضاً لكل سياساتها العدوانية، وعدم استجابتها لمبادرة السلام العربية، ولكل قرارات الأمم المتحدة، وانتهاكاتها اليومية، في القتل والتدمير والتجويع للإنسان الفلسطيني ولحقوقه وممتلكاته.
حكومة المستعمرة الأكثر تطرفاً منذ الاحتلال الإسرائيلي الأول عام 1948، تحمل معها عبر عدوانيتها وعنصريتها وبرامج عملها المتفق عليه بين الأحزاب الأربعة التي تتشكل منها حكومة نتنياهو، تحمل التعرية وكشف حقيقة المستعمرة وعنصريتها وعدوانية سلوكها ضد الإنسان، أمام المجتمع الدولي برمته، خاصة الأطراف الدولية التي تعاطفت مع معاناة اليهود على يد القيصرية والنازية والفاشية، وتجاوبوا مع برنامج الحركة الصهيونية الاستعمارية، وعملوا على قيام المستعمرة على أرض فلسطين، وعلى حساب شعبها المظلوم.
الذين اعترفوا بالمستعمرة من البلدان العربية، هل يعرفوا خريطة المستعمرة؟؟ أين هي حدودها؟؟ ما هي مساحتها؟؟ هل طالبوها بالتوقف عن التوسع وعدم ممارسة السيطرة على أراضي لبنان وسوريا وكامل خارطة فلسطين!!.
مهما كانت خطوة سلطنة عُمان متواضعة، غير مؤثرة على مكانة المستعمرة ومدى نفوذها ولكنها مؤشر سياسي هام، يعكس أو يؤشر على وجود نفس وطني قومي ديني، غير تطبيعي، يرفض المستعمرة وسلوكها الإجرامي مع الشعب الفلسطيني، ورفض التطاول على المقدسات الإسلامية والمسيحية، من قبل المستعمرة وأدواتها ومؤسساتها.
الشكر لسلطنة عُمان لأنها حقاً وجهت لطمة سياسية للمستعمرة، تستحق التقدير والاحترام.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
مصير الضفة الغربية إلى أين؟
عقل صلاح
كيف نحبط الضم القادم؟
هاني المصري
هل من فرصة للنجاة؟!
جمال زقوت
تحية لمن يستحقها
حمادة فراعنة
قل لي: ما هو شعورك عندما ترى أحداً يحترق؟!
عيسى قراقع
الأكثر تعليقاً
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
قطر: قصف إسرائيل مدرسة للأونروا في غزة امتداد لسياسات استهداف المدنيين
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
الأكثر قراءة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
عبدالعزيز خريس.. فقد والديه وشقيقته التوأم بصاروخ
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 78)
شارك برأيك
الشكر إلى سلطنة عُمان