Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الجمعة 07 يونيو 2024 9:34 صباحًا - بتوقيت القدس

بماذا اختلفت "مسيرة الأعلام" هذا العام ؟

تلخيص

"مسيرة الأعلام" التي تحرص الجماعات الاستيطانية والتوراتية على إقامتها في القدس في ذكرى استكمال احتلال وضم الشطر الشرقي من المدينة جاءت هذا العام تحت شعار "القدس عاصمة إسرائيل الموحدة"، وهي غير قابلة للقسمة من جديد ، ولن تخضع لأية سيادة " أجنبية" بلغة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.


وجاءت هذه المسيرة هذا العام، في ظل حرب شاملة تشن على الشعب الفلسطيني، وإن كانت درجة " تغولها" و"توحشها" في قطاع غزة تتجلى بشكل أكبر وأوضح، ولكن نفس المخطط يستهدف القدس والضفة الغربية، بالطرد والتهجير والاقتلاع. ولعل اليمين المتطرف والصهيونية الدينية والقومية، حرصوا على دعوة أنصارهم وأعضائهم وقياداتهم إلى أوسع مشاركة فيها وأن تجري بهذا الشكل من باب السعي لتأكيد وحسم السيادة والسيطرة على مدينة القدس والتأكيد على أنها ستبقى خارج أية حلول سياسية، وبذلك توجه رسالة واضحة إلى الفلسطينيين وإلى كل المطبعين العرب وإلى أعضاء حلف "سديه بوكر" الأمني في النقب، بأن التطبيع والتنسيق الأمني والتنازلات والاستجداء، لن يجعلنا نقدم "تنازلات" في إطار الاستعداد لإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/ 1967، ولن يكون هناك شيء اسمه، "القدس عاصمة للدولة الفلسطينية"، ضمن المناطق الخاضعة للسيادة الإسرائيلية.


هذه المسيرة التي تقدمها قادة الأحزاب الصهيونية الدينية والقومية أمثال سموتريتش وبن غفير وغيرهم من أعضاء الكنيست والوزراء والحاخامات كان هناك إصرار على أن يكون مسارها وبموافقة الشرطة الإسرائيلية من منطقة باب العامود، والتي كان السعي لتهويدها واحد من الأسباب التي أدت إلى اندلاع معركة "سيف القدس" في أيار 2021 .


وسبقت "مسيرة الأعلام" بعمليات اقتحام واسعة للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين وقياداتهم، حيث اقتحمه أكثر من 1600 متطرف، وهم يطلقون الهتافات والشعارات العنصرية "الموت للعرب " و"محمد مات"، إضافة إلى توجيه الشتائم والسباب للعرب والاعتداء على التجار وإجبارهم على إغلاق محالهم وكذلك على الصحفيين والمصورين والمواطنين الفلسطينيين. وتقدم عمليات اقتحام الأقصى عضو الكنيست السابق موشيه فيجلين وعضو الكنيست عن الصهيونية القومية يتسحاق كروزر ووزير "تهويد النقب والجليل" يتسحاق فاسرلاف، ووزير الزراعة السابق أوري ارئيلي، حيث أدوا طقوسا تلمودية وتوراتية في ساحاته ورقصوا وغنوا ورفعوا العلم الإسرائيلي. ومما قاله بن غفير "علينا أن نضربهم في أكثر نقطة مهمة وأكثر قدسية، حتى يرتدعوا ولا يجوز لنا أن نتراجع أمامهم".


وفي هذا العام حرصوا على اقتحام الأحياء العربية في المدينة، حيث أدوا طقوسا تلمودية وتوراتية ورقصوا وغنوا، خاصة في بطن الهوى في سلوان وحيي الشيخ جراح والطور وجبل المكبر وغيرها. وقبيل المسيرة، اقتحم بن غفير المسجد الأقصى لتأكيد السيادة والسيطرة الإسرائيلية عليه، وكذلك حي الشيخ جراح وشارك فيما يعرف ب"عيد الشعلة"، الذي جرى نقل الاحتفال به من بلدة ميرون على جبل الجرمق شمال غربي صفد بالجليل، إلى حي الشيخ جراح لأهداف ليست أمنية فقط، بل لأهداف تتعلق بالمخططات الاستيطانية والتهويدية لحيي الشيخ جراح الغربي والشرقي، وكذلك لأسباب سياسية تتعلق بالسيادة والسيطرة على القدس "كعاصمة أبدية لإسرائيل".


هم يريدون من خلال مسيرة الأعلام هذا العام أن يدشنوا مرحلة جديدة، مرحلة الحسم بالقوة مستقبل المدنية، مستخدمين كل فائض قوتهم، لتغيير واقعها الجغرافي والديمغرافي ومشهدها الكلي، بحيث يبدو يهودياً تلمودياً توراتياً بدل المشهد العربي الإسلامي المسيحي، وكذلك العبور بالمسجد الأقصى في ظل حالة "الموات" العربي والإسلامي من "الزمن الإسلامي" إلى "الزمن اليهودي".


الحرب على القدس شاملة ومستمرة، في ظل الانشغال بما يجري في قطاع غزة، والتصعيد غير المسبوق في الضفة الغربية، عبر سياسات الضم والتهويد وتسليح المستوطنين، واعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين وبيوتهم وأراضيهم وممتلكاتهم والتي أدت إلى استشهاد وإصابة العديد منهم، تحت سمع وبصر جيش الاحتلال.


لم تتعرض القدس بأقصاها وأسواقها وبلداتها للاستباحة من قبل هؤلاء المتطرفين المشبعين بالحقد والكراهية، بل هناك خطوات عملية يجري تنفيذها لتكريس واقع جديد في المدينة، نأمل أن تصحوا القيادة السياسية الرسمية وتتوقف عن ترديد اسطوانتها المشروخة عن ما يعرف بالشرعية الدولية وحل الدولتين. هذه الشرعية التي لا تقيم لها اسرائيل أي وزن، بل تخرقها ليل نهار، في ظل ما توفره امريكا ودول الغرب الاستعماري لها من حماية قانونية وسياسية حيث تفصل القانون الدولي على مقاسها، وأية مؤسسة دولية، تخرق أو تتمرد على الموقف الأمريكي، وتمس ب" البقرة المقدسة" باتخاذ قرارات ضدها أو فرض عقوبات عليها فإن اللجنة الإنضباطية في مجلس الشيوخ الأمريكي جاهزة لفرض عقوبات على هذه المؤسسة الدولية، كما حصل بحق محكمة الجنايات الدولية عندما أصدرت أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير جيشه غالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، حيث جرى تهديد رئيس المحكمة من أعضاء بارزين في الحكومة الأمريكية وأعضاء في الكونغرس سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين، حيث حذروا من المس ب "البقرة المقدسة" و "أن هذه المحكمة أقيمت فقط من أجل محاكمة الأفارقة والرؤساء البلطجية من أمثال الرئيس الروسي، ويحظر عليها الاقتراب من امريكا ودول الغرب واسرائيل".


وهنا من المهم جداً التطرق إلى ما جرى اتخاذه بحق "الأونروا" في مدينة القدس والتي تقدم خدماتها للاجئين الفلسطينيين، حيث جرى إغلاق مقرها الرئيسي في الشيخ جراح، بعد عدة اعتداءات نفذها المستوطنون، وتهديدهم العاملين فيها بالمس جسديا بهم. يضاف إلى ذلك مطالبة "دائرة أراضي اسرائيل" "الأونروا" بمبلغ 36 مليون شيكل كأجرة عن استخدام أرض بطريقة غير مشروعة، ليصار بعد ذلك إلى إتخاذ قرار في الكنيست بالقراءة التمهيدية، بإعتبار الوكالة منظمة غير مشروعة، لا يجوز التعاطي أو إقامة علاقات معها، وصولا إلى تصفية وكالة الغوث وخدماتها ومؤسساتها، ليس في القدس وحسب بل في الضفة والقطاع، وتصفية وجودها كشاهد على نكبة الشعب الفلسطيني.


الحرب الشاملة على مدينة القدس، لن تقف عند حدود "مسيرة الأعلام" هذا العام، بما حملته من رسائل واضحة طالما أن الهدف النهائي للاحتلال هو حسم السيادة والسيطرة على مدينة القدس، والسعي لتكريس أغلبية يهودية فيها، وتفريغها من أية مؤسسات دولية وبعثات دبلوماسية، تذكر بوجود الاحتلال في المدينة، والتمهيد للسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى بإلغاء الوصاية الأردنية وسحب الإشراف الإداري للأوقاف عليه، وإخراجه من قدسيته الإسلامية الخالصة، نحو قدسية مشتركة إسلامية – يهودية في البداية إلى حين توفر الظرف المناسب لذبح "البقرة الحمراء" في ساحاته ، وإقامة ما يعرف ب"الهيكل الثالث" عملياً.


........

الحرب على القدس شاملة ومستمرة، في ظل الانشغال بما يجري في قطاع غزة، والتصعيد غير المسبوق في الضفة الغربية، عبر سياسات الضم والتهويد وتسليح المستوطنين، واعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين وبيوتهم وأراضيهم وممتلكاتهم.

دلالات

شارك برأيك

بماذا اختلفت "مسيرة الأعلام" هذا العام ؟

المزيد في أقلام وأراء

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 80)