Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 26 مايو 2024 10:07 صباحًا - بتوقيت القدس

إسرائيل.. عزلة متفاقمة

تلخيص

تعيش إسرائيل في عزلة دولية متصاعدة منذ عدوانها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية في السابع من أكتوبر الماضي. فلقد فشلت إسرائيل في الدفاع عن روايتها المزعومة بشأن هذا العدوان، رواية الدفاع عن النفس المتهالكة، وظهر للعالم بشكل واضح أن هذه الدولة المحتلة استغلت ما حدث في السابع من أكتوبر من أجل الإمعان في سياسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين.


ونتيجةً لاستمرار هذه السياسة حوصرت إسرائيل دولياً، حيث اندلعت مظاهرات أسبوعية مناصرة لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره في محتلف أنحاء العالم، واعتصم الطلبة في غالبية الجامعات الأمريكية والأوروبية مطالبين بوقف العدوان الاسرائيلي، ومتهمين إسرائيل بأنها دولة إحتلال وأبارتهايد ومطالبين جامعاتهم بمقاطعة الجامعات الإسرائيلية.


وفي جانب المناصرة القانونية والدبلوماسية، انحسرت شرعية إسرائيل دولياً نتيجةً لقضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل، والتي رفعتها دولة جنوب أفريقيا وساندتها العديد من الدول الأخرى. وكذلك الأمر بالنسبة لإعلان مدعي عام الجنايات الدولية كريم خان سعيه لاستصدار مذكرة جلب لنتنياهو ووزير حربه. وزاد الطين بلة بالنسبة لإسرائيل قيام دول مهمة في الاتحاد الأوروبي بالاعتراف بدولة فلسطين، وهي إسبانيا والنرويج وإيرلندا، حيث أصبح ثلث الدول الأوروبية تقريباً يعترف بالدولة الفلسطينية.


وبالنتيجة، تدفعنا كل هذه التطورات الدولية للخروج بنتيجة واضحة جداً، وهي أن إسرائيل تعيش الآن في أسوأ مراحلها منذ إنشائها عام 1948، حيث اتسعت عزلتها. وعلى عكس صورتها الديمقراطية والمتحضرة التي تحاول دائماً أن تظهر بها، غدت أمام العالم دولة محتلة ومارقة لا تحترم القانون الدولي ولا تمتثل لأحكامه.


من الواضح أن إسرائيل اليوم تعيش في صدمة كبيرة، فهي حتى الآن لم تقتنع بأن بدايات التغير في العالم لم تعد لصالحها، وأن الدول الغربية بما فيها الحليفة لها لم تعد مستعدة لتظهر أمام شعوبها في صورة الداعم اللامحدود لدولة تقتل الأطفال والنساء وتدمر البيوت على رؤوس ساكنيها. وبدلاً من أن تقوم إسرائيل بتعديل سياساتها العدوانية والاعتراف بالدولة الفلسطينية وتسهيل قيامها، يتبجح قادتها أمام العالم بأنهم قد أنهوا حل الدولتين وأفشلوا إتفاق اوسلو. ليس هذا فقط، بل إن الصهيونية الدينية التي تغلغت في الحكومة والمجتمع الاسرائيليين، تدعو علانية للإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني. وهذا لم يعد سراً، فوزير المالية الاسرائيلي سموتريتش دعا إلى إبادة رفح وجباليا والنصيرات، وقام الأخير بالرد على خطوة الدول الأوروبية الثلاثة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بفرض مزيد من العقوبات على السلطة الوطنية. والغريب أن هذه العقوبات هي نفسها جرائم حرب وتعد انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي وللاتفاقات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. ومن هذه العقوبات على سبيل المثال: فرض قيود على تمثيل الدول التي اعترفت بفلسطين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإلغاء تحويل أموال المقاصة إلى الخزانة الفلسطينية بمعنى قرصنتها، وإنشاء العديد من الوحدات الاستطيانية كلما اعترفت دولة بالدولة الفلسطينية، إضافةً إلى العديد من العقوبات التي تدين إسرائيل نفسها وتضعها في مستنقع جرائم الحرب والسقوط والانهيار.


في الواقع، هناك عدة عوامل تؤدي إلى تسارع وتيرة هذا الانهيار للدولة العبرية، أهمها:


1- الانقسامات الإسرائيلية العميقة داخل المجتمع الاسرائيلي، في ظل التجاذبات بين العلمانيين والمتدينين، وفي ظل إعادة إنتاج قوة جديدة في المجتمع الاسرائيلي وهي قوة الحريديم مقابل تضاؤل قوة ونفوذ الأشكناز.

2- فشل الديمقراطية الإسرائيلية في ظل الحسابات الشخصية لقادة الائتلاف الحكومي التي تعي أن لا فرصة حقيقية لها لإعادة فوزها في أي انتخابات قادمة في ظل إرتفاع نسبة الاسرائيليين (نحو 70%) الذين يطالبون بالدعوة لانتخابات مبكرة.


3- تضاؤل مكانة إسرائيل الاستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، حيث قامت الولايات المتحدة بإنشاء العديد من القواعد العسكرية لها في منطقة الشرق الأوسط بما فيها إسرائيل نفسها، ولم تعد تحتاج إسرائيل كما كانت الحال عليه أيام الحرب الباردة.


4- تزايد ما يمكن تسميته "عبء إسرائيل" على الدول المناصرة تقليدياً لإسرائيل، ولنأخذ على سبيل المثال الولايات المتحدة الأمريكية التي قدمت أكثر من 17 مليار دولار لاسرائيل في عدوانها الأخير على قطاع غزة، وأرسلت بوارجها العسكرية للمنطقة ودخلت في إشتباكات عسكرية في البحر الأحمر والعراق والأردن. وكل هذه التكاليف فقط بسبب إسرائيل، وبالنتيجة، هل تستحق إسرائيل كل هذه التكاليف؟ في الأغلب إن الإجابة ستكون لا، ولكن الانتخابات الأمريكية الرئاسية في نوفمبر القادم ستقدم إجابة واضحة على هذا التساؤل.


في النتيجة لن تكون إسرائيل بعيدة عن المسار التاريخي للدول الثيوقراطية التي تتجه نحو السقوط إلى مستنقع السلطوية والفردية، وهذا المسار تنبأ به أفلاطون قبل أكثر من 2500 عام. ليس هذا فقط، ولكن مسار دولة الأبارتهايد في جنوب أفريقيا يحتم سقوط إسرائيل، حيث انهار النظام العنصري فيها في بداية التسعينيات مع تصاعد عزلتها الدولية تماماً كإسرائيل التي تتجه للانهيار بسرعة كبيرة.

-----------------------

إسرائيل اليوم تعيش في صدمة كبيرة، فهي حتى الآن لم تقتنع بأن بدايات التغير في العالم لم تعد لصالحها، وأن الدول الغربية، بما فيها الحليفة لها، لم تعد مستعدة لتظهر أمام شعوبها في صورة الداعم اللامحدود لدولةٍ تقتل الأطفال والنساء وتدمر البيوت على رؤوس ساكنيها

دلالات

شارك برأيك

إسرائيل.. عزلة متفاقمة

المزيد في أقلام وأراء

حرب بلا نهاية على غزة

حديث القدس

المبادرة السعودية الجديدة وإيران وحرب غزة

إبراهيم أبراش

404

بهاء رحال

لماذا سيواصل ترامب سياسته في ولايته الأولى ؟

نبهان خريشة

مستقبل السلام في الشرق العربي أرض السلام والأنبياء

كريستين حنا نصر

"الدولة" التي تعبث بالعالم

د. إياد البرغوثي

حرب التجويع متواصلة في غزة

حديث القدس

المجاعة المجاعة!

ابراهيم ملحم

قمة الرياض.. الإرادة السياسية واستقلالية آليات التنفيذ هما الأهم

مروان إميل طوباسي

آليات للانتقال من حالة الهشاشة إلى حالة المناعة النفسيّة

د. غسان عبد الله / القدس

نتائج القمة المشتركة

حمادة فراعنة

عامٌ من طوفان المجازر ولا تزال حرب الإبادة مستعرة

د. رياض العيلة

غزة والإبادة.. الضفة والسيادة

حديث القدس

القمة العربية والإسلامية في الرياض

بهاء رحال

حرب الانبعاث الإسرائيلية

حمادة فراعنة

عودة ترامب والمصير الفلسطيني

جمال زقوت

فرصة قد لا تسنح في خمسين سنة

حمدي فراج

جرائم القتل والفوضى والانهيار مستمرة.. أين الخلل؟!

راسم عبيدات

ترامب والقضية الفلسطينية وإمكانية تحويل الأزمة إلى فرصة‎

هاني المصري

المؤامرة الإسرائيلية على الدور القطري مرفوضة

حديث القدس

أسعار العملات

الأربعاء 13 نوفمبر 2024 9:48 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.76

شراء 3.75

يورو / شيكل

بيع 3.99

شراء 3.98

دينار / شيكل

بيع 5.3

شراء 5.29

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 16)