Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 11 يناير 2024 10:57 صباحًا - بتوقيت القدس

ماذا ستقول إسرائيل لمحكمة العدل الدولية في لاهاي؟ وماذا ينتظر الفلسطينيون وحلفاؤهم من هذه المحكمة ؟

في البداية وقبل الحديث عن القضية المرفوعة من قبل جنوب افريقيا " الدولة السيدة الحرة" إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، نقول بأنه، قد حُق لكل فلسطيني، إن لم يكن متشائما، ان يشكك في نوايا وافعال وقرارات وفتاوى كل مؤسسات النظام الدولي الحالي، فبعد كل الجرائم التي ارتبكت بحقه خلال أكثر من مائة سنة سابقة على هذا التاريخ، ومرت دون اي عقاب للمجرم والجاني، وما سكتت عنه أوعجزت عنه عصبة الأمم وخليفتها هيئة الأمم المتحدة في نُصرة قضية فلسطين، هو شيء مقزز لكل أصناف ومعتقدات البشر الذين يفكرون ببعض الإنسانية.

في غياب جميع الدول العربية عن جلسات محكمة العدل الدولية، "إذ لم تتقدم اي منها بطلب تقديم مرافعة لدعم القضية المرفوعة"، تبدا اليوم محكمة العدل الدولية بالنظر في قضية الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وتداول القضية يبدا بعد ان قتلت اسرائيل ما يقارب ثلاثين الف مواطن مدني " ما بين شهيد ومفقود وجرحت اكثر من ضعفيهم. وقبل بدء جلسات هذه المحكمة، اعترضت عليها واشنطن وقالت ان رفع هذه الشكوى للعدل الدولية لا قيمة له!!!، ولن تكون له إلا نتائج عكسية وأن القضية برمتها لا أساس لها بتاتا، هذا موقف الدولة صاحبة أقوى فيتو في مجلس الأمن الدولي. وهذا الموقف الأمريكي ينسجم مع تاريخ رعاية امريكا للجرائم الإسرائيلية على امتداد عشرات السنين.

وقبل الحديث أيضا عن المواجهة بين جنوب افريقيا واسرائيل في هذه المحكمة الدولية، نذكر بأن هذه المحكمة هي ذاتها التي اصدرت فتواها الاستشارية سنة 2004 بعد أن اجهض الفيتو الأمريكي قرارا لمجلس الأمن ضد الجدار العنصري في سنة 2003، فلجا الفلسطينيون الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي كان سكرتيرها كوفي عنان، الذي لجأ بدوره الى محكمة العدل الدولية يطلب منها رأيا استشاريا في الآثار القانونية الناجمة عن بناء الجدار. ولقد تطلب امر إصدار الفتوى سبعة أشهر، في الظاهر جاءت الفتوى بما اراده الفلسطينيون من ضرورة وقف العمل في بناء الجدار، وإزالة ما بُني منه وتعويض الفلسطينيين عما لحق بهم من أضرار،إضافة الى طرح واضح لوجود الاحتلال في الضفة والقدس وما تقوم به من إجراءات في هذه الأراضي المحتلة من فلسطين، ولشديد الأسف وقعت العدل الدولية في خطأ كارثي يتعلق بحدود اسرائيل التي حددها قرار التقسسيم في سنة 1947، والذي اعطى اسرائيل شبه شرعية دولية استندت عليها في إعلان كيانها سنة 1948، وبين حدود الأمر الواقع التي نشأت بعد الرابع من حزيران 1967. وزيادة على ذلك لم تؤثر تلك الفتوى على واقع الجدار ولم تتوقف إسرائيل عن جريمة استكماله، هذا تاريخ فتاوى محمكة لاهاي مع الفلسطينيين قبل عشرين سنة فما هو المؤمل من نظر القضية المرفوعة من جمهورية جنوب افريقيا الصديقة لفلسطين وشعبها اليوم في العدل الدولية في لاهاي الهولندية !!؟ وإلى أي الدرجات تكون هذه المدينة الهولندية مؤتمنة على نظر قضية مرفوعة ضد إسرائيل لصالح فلسطين !؟

ثم، كم سيأخذ قرار هذه المحكمة من الوقت لكي يصدر؟ وماذا سيكون موقف اسرائيل وموقف من رعاها ويواصل رعايتها للمضي قُدما في هذه الإبادة الجماعية من مثل هكذا قرار، إذا دان اسرئيل، فصول الإبادة الجماعية في غزة حظيت " بسبب التقدم في وسائل تكنولجيا الإعلام الحديث بتغطيات لأدق تفاصيل الجرائم في تاريخ الحروب الصغيرة والكبيرة في هذا العالم. هدم البيوت والمجمعات السكنية فوق رؤوس اصحابها موثق في كل تلفزيونات العالم، ثم إن وجود حتى الان قرابة عشرة آلاف جثة او هيكل عظمي تحت انقاض هذه المباني يعطي الدليل القطعي لحدوث الإبادة، والأوامر التي اصدرها العسكريون الإسرائيليون للمدنيين بالخروج من مساكنهم ثم قصفهم بافتك الأسلحة كل هذا موجود، ويمكن استرجاع عرضه بابسط الوسائل، ومنع وصول الماء والطعام والدواء وكل مصادر الطاقة الى غزة، كل هذا شاهد ومشهود، ثم إن قبح الجرائم المتمثل في محاصرة المستشفيات ثم هدمها بعد إخراجها عن الخدمة لا ينكره أحد ولا تنكره اسرائيل نفسها، واقبح من ذلك هدم المساجد فوق رؤوس المصلين، قضية لن يفهمها قضاة لاهاي أبدا، ولكن ربما يفهموا ويألموا لقصف الكنائس، أقول ربما !؟ ولكن لكون المجرم في هذاه الحالة اسرائيلي فليس من المستبعد ان يغم الأمر والحكم على قضاة لاهاي.

محكمة لاهاي سوف تعطي الجانب الإسرائيلي، فرصة الحضور، والتواصل مع جميع القضاة وطواقم المحكمة، في اوقات الدوام الرسمي وخارج ساعات الدوام، لرشوتهم وتر غيبهم وتخويفهم على اختلاف درجاتهم ومستوياتهم، والدفاع عن كل جرائم المحتل، بكل بما لديهم من اساليب في الكذب والافتراء، ومعرفة ببنود القانون الدولي وطرق الاحتيال عليها ونقضها ونسف فرص المحكمة وقضاتها في الوصول الى القرارات التي تدين اسرائيل وتثبت الإبادة الجمعية للمدنيين، هذا من جهة، ولكن من جهة اخرى هل ستسمح محكمة العدل الدولية بسقوط مدو لاسمها وهيبتها من اجل إرضاء اسرائيل وأمريكا ؟
أغلب الظن بان قضية فلسطين وصلت مرحلة سحق الزيف بالحجة والدليل، وأنها قد وضعت حدودا للضلال العالمي والتعامي الدولي عن اعدل قضية في قلب هذا العالم.
القضية بالنسبة لشعب فلسطين في غاية الأهمية لمحاكمة النظام الدولي إن استمر في الكيل بمكايلين، ومحاكمة كل انواع الصمت من جانب القريب والبعيد، وفضح كل المتأمرين على هذه الأرض المقدسة ومقدساتها وآثارها العالمية، ماذا ستقول إسرائيل للإجابة على سؤال لما هدمتم مسجد غزة الكبير؟

دلالات

شارك برأيك

ماذا ستقول إسرائيل لمحكمة العدل الدولية في لاهاي؟ وماذا ينتظر الفلسطينيون وحلفاؤهم من هذه المحكمة ؟

المزيد في أقلام وأراء

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام

بهاء رحال

المقاومة موجودة

حمادة فراعنة

وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي

سري القدوة

هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!

محمد النوباني

ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟

حديث القدس

مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة

حمدي فراج

أسعار العملات

الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.73

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.26

يورو / شيكل

بيع 3.96

شراء 3.95

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 80)