لا يتوقف مُطوّر العقارات وصاحب المفاجآت، عن مواصلة عروضه المدهشة على مسرح الحياة، والتي تثير الضحك حتى الاستلقاء على الظهر من فرط غرابتها، ومخاصمتها العقل والمنطق.
قطبُ العقارات ومطوّر المشروعات باتَ خلال أيامٍ معدوداتٍ من ولايته، "مالئ الدنيا وشاغل الناس"، وأصبح نجم الشبّاك في تلفزيون الواقع، الذي ينتمي إليه سلوكاً وخفةً وعروضاً ترفيهية، تستجلب السخرية والاستهجان والاستنكار التي وحّدت البشر في مشارق الأرض ومغاربها.
عبثاً، حاولت المتحدثة باسمه تدوير الزوايا الحادة في تصريحاته المثيرة للشفقة، حول التطهير العرقي لسكان غزة، وما إن انتهت من مهمتها الشاقة، حتى فاجأها بما لم يستطعه الأوائل من الآباء المؤسسين للدولة العظمى، بإعلان وضع اليد، وتملّك البلاد بعد طرد العباد، وبالخروج من مجلس حقوق الإنسان، وفرض عقوباتٍ على المحكمة الجنائية الدولية.
لم يكن المدعي العام للمحكمة الجنائية وقضاتها يتخيلون، في أسوأ كوابيسهم، أن يصبح أرفع منبرٍ عالميّ لإنصاف الضحايا هو الضحية من الجُناة وقُطّاع الطرق وقاطعي الهواء.
في تضاعيف قراراته، تكمن لائحة اتهامه، ذلك أن الخروج من اتفاقية المناخ يعني أنه سيُلوّث المناخ، وخروجه من مجلس حقوق الإنسان يعني أنه مُقبلٌ على ارتكاباتٍ بحق البشرية جمعاء، وفرضه عقوباتٍ على المحكمة الجنائية يستبطن رسالة إرهابٍ وإرعابٍ لرئيسها وقضاتها، قبل أن يجدد رخصة الإبادة لشريكه، لاستكمال مهمته في تهجير الناس من القطاع المثخن بالجراح، وتسليمه له ليقيم عليه "ريفييرا التطهير العرقي".
إنه الجنون الذي يتلبّس النفس الأمّارة بالتفاهة والفجور.
شارك برأيك
الجنائية والجُناة!