Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الخميس 06 فبراير 2025 9:02 صباحًا - بتوقيت القدس

اليوم الإسرائيلي - الأمريكي التالي لغزة والضفة

مراسلة شبكة التلفزيون الأمريكية ( NBC) توجهت للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، بسؤال حول ما هي السلطة للولايات المتحدة على قطاع غزة التي تسمح لها بتهجير سكانه إلى دول مجاورة؟  فأجابها بصلف رجل الأعمال، بأن الولايات المتحدة سوف تظل مسؤولة عن غزة على المدى الطويل، وسوف يؤدي هذا إلى تحقيق الاستقرار في هذا الجزء من الشرق الأوسط، واستطرد بالقول: "أن الكثيرين ممن تحدث معهم أعجبوا بفكرة تملك الولايات المتحدة لقطعة الأرض تلك ( قطاع غزة )، وتطويرها لخلق آلاف الوظائف فيها. وأضاف "إن هذه الأرض لا يمكن لأحد النظر إليها اليوم، لمشاهد الموت والدمار والحطام والمباني المدمرة المتساقطة في كل مكان، وأعرب نتنياهو عن دعمه لهذه الفكرة، ووصفها بأنها "فكرة أصلية" !! 

إن نتنياهو لن يتردد بإهداء قطاع غزة لترامب بعد تهجير سكانه منه (إذا تمكن من ذلك)، وإذا أثمرت ضغوطات إدارة ترامب على مصر والأردن، لاستقبال الفلسطينيين المهجرين، لإقامة منتجعات وفنادق وكازينوهات ولتجارة الرقيق الأبيض، ولكن ما الذي سيحصل نتنياهو عليه بالمقابل ؟ إن نتنياهو بموافقته على وقف إطلاق النار مع حماس وتبادل الأسرى معها، استبدل شعار "النصر المطلق" بعد فشله بتحقيقه بشعار"المقايضة المطلقة"، وظهر ذلك واضحاً بإعفائه لرئيسي الموساد والشاباك من قيادة المفاوضات غير المباشرة مع حماس، وإسنادها لوزير الشؤون الاستراتيجية صديق ترامب "رون دريمر"، وهذا يؤشر على رؤية نتنياهو لليوم التالي في غزة سياسياً. 

إن نتنياهو يقايض ترامب مقابل التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة، واستكمال المرحلتين الثانية والثالثة، بضم الضفة الغربية أو أجزاء منها لإسرائيل، وتهجير ما يمكن لإسرائيل تهجيره منها، وضمان عدم دعم الولايات المتحدة لإنشاء دولة فلسطينية خلال مفاوضات إدارة ترامب مع السعودية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، بالإضافة إلى حصول إسرائيل على دعم أمريكي عسكري وسياسي، لمهاجمة إيران للقضاء على قدراتها التسلحية وبرنامجها النووي. 

نتنياهو يستشعر أيضا بخطر تفكك حكومته، وذلك على ضوء موقف حليفه اليميني المتطرف سموتريتش، الذي يهدد بهدم معبد الحكومة الإسرائيلية على رأس من فيها، إذا لم تتواصل الحرب على غزة، كما أنه يسشعر بخطر احتمال انتهاء مستقبله السياسي، ذلك على ضوء تراجع شعبيته بشكل كبير في استطلاعات الرأي، على الرغم من موافقته على وقف إطلاق النار صفقة تبادل الأسرى. ولهذا فإن نتنياهو يرى في ترامب منقذاً له بتنفيذه ما وعد به بشأن غزة والضفة الغربية، وفي ملفات أخرى متعلقة بالشرق الأوسط تخدم مصالح إسرائيل، مما سيعوضه عن صورة الفاشل في الحرب على غزة، في الظهور بصورة الحاصل على مكاسب استراتيجية لإسراتيل، وهذا سيخدمه في البقاء في الحكم في ما لو نفذ الوزير المتطرف سموتريتش تهديده بالانسحاب من الحكومة، وكذلك بزيادة شعبيته في أوساط الناخبين الإسرائيليين التي تراجعت، كما أظهرت ذلك استطلاعات الرأي الأخيرة في إسرائيل، رغم موافقته على وقف إطلاق النار، واسترجاع أسرى إسرائيليين من غزة.

إن تصريحات ترامب بشأن إعلان السيادة الإسرائيلية على الضفة أو أجزاء منها متضاربه، حيث كان قد أشار ضمنياً في تصريحات له قبل زيارة نتنياهو للبيت الأبيض، لتأييده ضم الضفة لإسرائيل بقوله، إن مساحة إسرائيل صغيرة جداً مقارنة بمساحات دول في الشرق الأوسط، مشبهاً ذلك بقلم مسكه بيده، مقارناً إياه بمساحة المكتب الذي كان يجلس عليه. إلا أنه أعلن خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نتنياهو، رداً على سؤال عما إذا كان يعترف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية بقوله "سنناقش هذا الأمر مع ممثلي إسرائيل، والناس يحبون هذه الفكرة، ولكننا لم نتخذ موقفا بعد، وسنقوم بإصدار إعلان بهذا الشأن خلال الأسابيع الأربعة المقبلة. "وأضاف "أنا لا أقول شيئًا عن دولتين ولا عن دولة واحدة ولا عن عدم وجود دولة".   

وفي ذات المؤتمر الصحفي، وفي معرض رده على سؤال عما إذا كان من الممكن التوصل لاتفاق تطبيع مع السعودية دون إقامة دولة فلسطينية، قال نتنياهو "إن السعودية سوف تساعد، فهي تريد السلام في الشرق الأوسط". وأضاف "أعتقد أن السلام بين إسرائيل والسعودية ليس ممكنا فحسب بل سيحدث". إلا أن رد السعودية لم يتأخر بشأن اقتلاع الفلسطينيين من غزة وضم الضفة الغربية لإسرائيل، إذ جاء في بيان لوزارة الخارجية السعودية، "إن المملكة ترفض إقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، كما أنها لن تقيم علاقات مع إسرائيل دون قيام الدولة الفلسطينية، وأن هذا الموقف غير قابل للتفاوض".

ورداً على تصريحات ترامب بشأن "تطهير"غزة من الفلسطينيين، وفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، جاء الرد المصري والأردني رافضاً لذلك، لأسباب تتعلق بالدفاع عن حق الفلسطينيين في العيش في وطنهم في دولة مستقلة، ولأن هذه الخطط تهدد الأمن القومي لكلا البلدين، إذ أعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان، رفض مصر لأي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني، سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها، من خلال التهجير، سواء كان ذلك بشكل مؤقت أو طويل الأجل، فيما أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عن رفض الأردن لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين، وأنه لن يقبل بأي حل للقضية الفلسطينية على حساب الأردن. 

إن مواقف الإدارة الأمريكية من الشعب الفلسطيني، بشأن اليوم التالي لقطاع غزة والضفة الغربية (وإن لم تتبلور بشكل أكثر وضوحاً بعد)، إلا أن هذه المواقف تؤشر على أن إسرائيل والولايات المتحدة، تعتقدان بأن الشعب الفلسطيني شعب زائد على البشرية، وتحاولان شطبه متجاهلتين نجاحاته في إفشال عشرات محاولات تصفيته منذ العام 1948، وتصميمه على أن لا يكون مصيره كمصير الهنود الحمر مثلاً، فتعداده اليوم يصل إلى 13 مليون نسمة، نصفهم في الوطن، والنصف الآخر في المنافي، وهو لا يزال مصراً على العودة وإقامة دولته المستقلة، ما يؤكد استحالة طمس وجوده، وأن الخطط الأمريكية والإسرائيلية ليست سوى "حرث في البحر".

دلالات

شارك برأيك

اليوم الإسرائيلي - الأمريكي التالي لغزة والضفة

المزيد في أقلام وأراء

اجتماع عمّان الخُماسي ، يتزامن مع مخاوف تقسيم سوريا

كريستين حنا نصر

لجنة ثنائية القومية لبناء الثقة

جيرشون باسكين

الأمريكان ملهمش أمان !

إبراهيم ملحم

حرق المساجد في فلسطين

الضفة الغربية المحتلة في عين العاصفة

أهداف ترامب من التفاوض المباشر مع حماس

الصين والأمن القومي العربي

تصريحات حماس المتناقضة.. تكتيك أم انقسام ؟

لا تضيعوا البوصلة في فهم الصراع مع الصهيونية

كانت درة فغدت مقبرة !

ابراهيم ملحم

دور المرأه المقدسية في مقاومة التهويد وتعزيز الصمود.

تهاني اللوزي

بمناسبة عيد المرأة : مستمرة بالمعاناة والنضال لنيل حقوقها عالمياً

كريستين حنا نصر

لجنة ثنائية القومية لبناء الثقة

جيرشون باسكين

مشاهد دامية.. واللعبة تتواصل

المتوكل طه

لماذا استعجل العرب الترحيب بالجولاني؟ وما المخاطر القادمة ؟

مروان إميل طوباسي

"رمضان التكافل" لإغاثة غزة

ريما محمد زنادة

في اليوم العالمي للمرأة : مكانة المرأة الفلسطينية ومعاناتها في حاضرنا وفي تاريخنا وتراثنا الحضاري

تيسير خالد

هجوم خاطئ على المؤسسات الأميركية

جيمس زغبي

وحدة حركة "فتح" وحدة البيت الفلسطيني

حمادة فراعنة

المرأة الفلسطينية في الدبلوماسية والقيادة السياسية

دلال صائب عريقات

أسعار العملات

الإثنين 10 مارس 2025 10:42 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.62

شراء 3.6

دينار / شيكل

بيع 5.1

شراء 5.08

يورو / شيكل

بيع 3.92

شراء 3.9

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 807)